سراة الشعر والكهولة طقس درامي لقصة لبيد

  • 6/24/2015
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

اختارت أمانة سوق عكاظ الشاعر الجاهلي لبيد بن ربيعة أحد شعراء المعلقات شخصية مسرحية السوق في دورته التاسعة التي تنطلق نهاية شوال المقبل، وأسندت كتابة نص المسرحية إلى الكاتب صالح زمانان الذي أنجز العمل في أربعة فصول. وقال زمانان في حديث إلى "الوطن" إن اختياره لكتابة المسرحية سيكون محطة خاصة، فسوق عكاظ يمثل المسرحية الكبرى في المملكة وربما الخليج باعتبار أن المهرجان قِبلة ثقافية عربية وملتقى سنويا للتثاقف العربي، مشيرا إلى أن العمل المسرحي المعد محاولة حقيقية لإحياء الحالة الثقافية والإبداعية التي تزدحم بها ذاكرة المكان التاريخية. زمانان ذكر أن لديه تجارب في كتابة أعمال مسرحية مشابهة، حيث كتب مسرحيتين لمهرجان قس بن ساعدة، ويعمل حاليا على كتابة عمل ضخم للأوبرا السلطانية بعمان. وبين أنه في مسرحية "سُراة الشعرِ، والكهولة" حاول أن يبني طقسا دراميا متنوعا بعيدا عن جلب السيرة الذاتية، مشيرا إلى أن من يطمع في سيرة الشاعر "لبيد بن ربيعة " عليه أن يقرأ ما كُتب عنه وبوابات القراءة مفتوحة وسهلة، وأضاف أنه أخذ من سيرته الطويلة انعكاساتها، ومن شعره جزالته وقسوته، وجعلته حاضرا في أحداث جديدة لم يعشها في عمره المديد. وعن الإسقاطات بالمسرحية على الواقع، قال زمانان إنه حاول أن يبني قصة جديدة غير المتعارف عليه في مسرحيات سوق عكاظ، حيث اختلى بشاعر المعلقة في مساحة لم يختبرها الشعراء السابقون، حيث تطارده وتبحث عنه شخصيات متعددة الأزمان والأمكنة، مع ضرورة وجود الحالة الدرامية المشوقة والمتصاعدة. وأشار إلى أنه اعتمد على صناعة شخصيات مركبة مع شخصيات حقيقية ومعقدة، تطارد الشاعر في غيابه وتحاوره في حضوره، مؤكدا أن العمل سيكون مختلفا من ناحية الفُرجة والبصرية فهو قائم على تعدد الشخوص وتاريخها، وتنوع الأدائيات واللوحات، واستخدام الاستعراض والجوقات، إضافة إلى زرع "الميديا والحالة الفلمية" في مجريات العمل. وبين أنه عمد لأن يكون العمل حفلة بصرية، وأرجوحة بين المأساة والملهاة محاولا استغلال الأسئلة الأبدية حول الشعر والشاعر. وعن الرمزية في العمل المسرحي، بين زمانان أن الإيغال في الرمزية المسرحية لدرجة اللغزية وانفراط المتلقي صار إشكالا في العديد من الأقطار العربية، حتى في تلك الأعمال التي لا يوقفها الرقيب بتنوعه، ما زالت بعض الأعمال تُقدم كعلامة استفهام كبرى لا يعرف كنهها لكن من جماليات المسرح وخصوصيته أنه يستطيع تقديم عمل فني يعطي لمشاهديه فرجة ويبني علاقة بين أحداثه وشخصياته وبين الجمهور، في حين أنه يمتلك رؤية أخرى ورموزا قد تفك بالوعي المتوسط.

مشاركة :