عندما نريد التحديد فنحن أمام سجل يجمع بين دفتيه مجموعة من التراجم لرواد المسرح في مراحله الأولى وفيما تلاها، حتى وقتنا هذا، التى ازدحمت بالأحداث الفنية والاجتماعية، وتخللت خلالها حياة المسرح العربى عامة والمصرى خاصة، التى تسير بدافع من التطور المحتوم، وتكتسب أرضا جديدة بالوعى العربى، الذى لم يشغله فن التمثيل في الكثير أو القليل، فقد خرجت من تحت عباءة خشبته العديد من الفرق المختلفة، التى ساهمت بشكل كبير في خلق جيل واعٍ بالفنانين، والمخرجين، والكتاب، حتى أصبحوا أحد رموز الحركة المسرحية في مصر والوطن العربى.«البوابة نيوز» تستكمل هذا العام الباب الخاص بعنوان «فرق منسية» على مدى 30 ليلة من ليالى رمضان الكريم، والذى طرحته في رمضان الماضى، يلقى خلالها الضوء على عدد كبير من الفرق المسرحية المصرية والعربية على مر العصور، التى تركت بصمة واضحة في تاريخ المسرح، وذلك من خلال تجاربهم الإبداعية الهادفة، قدموا خلالها مواسم مسرحية لاقت نجاحا كبيرا داخل مصر وخارجها، فقد توقفت نشاط تلك الفرق عقب رحيل مؤسسيها، ولكن ظلت أعمالهم باقية وخالدة رغم الرحيل. اجتمع الثلاثى المسرحى سمير غانم، والراحلان الضيف أحمد، وجورج سيدهم، بعد نجاحهم في بداية مشوارهم الفنى من خلال فرقة المسرح الجامعى، على تكوين فرقة ثلاثى أضواء المسرح في ١٩٦٧، ثم انتقلت إلى عالم الاحتراف من خلال تقديم الاسكتشات والفقرات الفنية بالحفلات العامة والتليفزيون، وذاع صيتهم وشهرتهم حتى أنهم نجحوا بعد ذلك في العديد من الأفلام السينمائية، وكذلك فوازير رمضان بالتليفزيون.استطاع هؤلاء الفنانون بخفة ظلهم وتعاونهم المستمر سويا ومن خلال خبراتهم أن يجعلوا فرقتهم من أشهر وأنجح الفرق المسرحية خلال النصف الثانى من القرن العشرين، وقد استهلت الفرقة نشاطها المسرحى على خشبة مسرح الهوسابير - حسبما ذكر الدكتور عمرو دوارة - في كتابه «المسرح المصرى.. مائة وخمسون عاما من الإبداع»، التى ظل لسنوات طويلة مرتبطة بها، وكان عرضها الأول عبارة عن سهرة منوعات بعنوان «حواديت وبراغيت» للمخرج محمد سالم، وتوالت بعد ذلك عروضهم الفنية المتميزة التى من بينها: «حدث في عزبة الورد»، «طبيخ الملايكة»، «أحدث امرأة في العالم»، «كل واحد وله عفريت»، وغيرها.أخرج الضيف أحمد، مسرحية «الرجل اللى جوز مراته»، ولم يشارك في بطولتها حيث توفى فجأة قبل افتتاحها، واستكمل الثنائى «سمير»، و«جورج» المسيرة بعد ذلك وقدما سويا مجموعة من الأعمال، وهى: «إنت اللى قتلت عليوة»، «فندق الأشغال الشاقة»، «موسيقى في الحى»، «جوليو وروميت»، «فندق الثلاث ورقات»، «من أجل حفنة نساء»، «المتزوجون»، وكانت مسرحية «أهلا يا دكتور»، آخر ما قدمه الفنان سمير غانم مع الفرقة حتى انفصل عنها وفضل المشاركة بالبطولة في عدة فرق أخرى، إلا أن الفنان الراحل جورج سيدهم استمر بالفرقة، وقدم ثلاث مسرحيات باسمها، وهى: «لو أنت قط أنا فار»، «حب في التخشيبة»، «نشنت يا ناصح» على حد قول مؤلف الكتاب.قدمت الفرقة مجموعة متنوعة من النصوص المسرحية لكبار المؤلفين في تلك الفترة وهم: «فهيم القاضى، أحمد حلمى، محمود السبكى، على سالم، فيصل ندا، يوسف معاطى، أحمد الأبيارى»، وشارك في بطولة هذه المسرحيات مجموعة من الفنانين الذين أصبحوا نجوما في الصفوف الأولى سواء في المسرح، والسينما، والتليفزيون من بينهم: صلاح ذو الفقار، سهير البارونى، هالة فاخر، صفاء أبو السعود، بوسى، أحمد ماهر، أحمد راتب، هشام عبد الحميد، فاروق نجيب، وغيرهم، كما أخرج للفرقة كبار المخرجين من بينهم: «محمد سالم، الضيف أحمد، أحمد حلمى، جلال الشرقاوى، نور الدمرداش، حسن عبد السلام، عبد المنعم مدبولى» وغيرهم.
مشاركة :