كورونا.. عوامل وآليات انتقال الفيروس عبر العطس والسعال

  • 5/3/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

في زمن كورونا، قد يصاب الشخص بالهلع عندما يصادف شخصا يعطس أو يسعل بالقرب منه، فكوفيد-19 مرض فيروسي يصيب في الأساس الجهاز التنفسي وينتقل إلى الشخص السليم عبر القطرات التي يفرزها المصابون، عن طريق العطس أو السعال. فكيف تعمل هاتان الآليتان على نقل المرض؟ العطس والسعال آليتان بيولوجيتان يستخدمهما الجسم لصد الكائنات الغريبة، من الممرات الأنفية في حالة العطس، والقصبة الهوائية والشعب الهوائية في حالة السعال. عند العطس أو السعال، يلفظ الجسم قطرات لعابية ومخاطية تسمى الهباء الجوي (الإيروسول)، تحوي داخلها كميات هائلة من الفيروس. وهي إما صغيرة (خمسة مايكرون) أو كبيرة (حتى 10 مايكرون).  أما حجم الفيروس نفسه فيقدر بحوالي 1\900 من عرض شعرة الإنسان. "تنتقل لمسافة 27 قدما" ولتحديد دور كل نوع في العدوى، قد لا تكون المسألة بيولوجية فحسب، بل فيزيائية أيضا. ميكانيكيا، يبدأ العطس في الجزء الخلفي من الحلق ويولد قطرات أكبر عددا وأسرع من تلك التي يولدها السعال. فالعطسة الواحدة تنتج في المتوسط نحو 40 ألف قطرة. وفي كثير من الأحيان تتحرك تلك القطرات بسرعة تصل لنحو 320 كيلومترا في الساعة، وهي في الأغلب من النوع الصغير. ليديا بوروبية، عالمة ديناميكيات السوائل في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، تقول لموقع ناشيونال جيوغرافيك، إن القطيرات التي يولدها العطس "يمكن أن تتنقل لمسافة 27 قدما.. هذا الأمر له تداعيات على عدد  الناس الذين يلتقون في مكان واحد، خاصة إذا لم يتم تغيير تدفق الهواء بانتظام". وهذه المسافة أكبر بكثير من مسافة الستة أقدام، التي حددتها المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها "سي دي سي"، ومنظمة الصحة العالمية، للوقاية من المرض. ومع أن العطس ليس من الأعراض الأساسية لكوفيد-19، إلا أن الشخص  الذي يعاني من أعراض الحساسية الموسمية أو العطس العشوائي، يمكن أن ينقل الفيروس. أما السعال، فيبدأ بنفس عميق يتبعه ضغط للهواء بالرئتين، مصحوبا بطقطقة أو خشخشة لحظة خروج الهواء. ويلفظ الشخص حوالي لترا ونصفا من الهواء في كل سعلة. ووجد العلماء، الذين يدرسون آلية السعال والعطس، أن السعلة الواحدة تولد حوالي 3 آلاف قطرة تتحرك بسرعة تصل إلى 80 كيلومترا في الساعة.مليونا فيروس في كل قطرة وكل قطرة قد تحوي ما يصل إلى مليوني جزيء جديد من فيروس كورونا المستجد. كلا النوعين (القطرات الصغرى والكبرى) يعتبران مصدرا للعدوى بفيروس كورونا المستجد، ويعتقد أن القطيرات الصغرى تنقل العدوى عبر الاستنشاق المباشر، أما الكبرى، التي تسقط على الأرض والأسطح في الأغلب، فتسبب العدوى عبر نقلها إلى الوجه بواسطة اليدين من الأسطح الملوثة. على الرغم من أن الجاذبية تدفع معظم القطرات الكبرى إلى سطح الأرض أو الأسطح التي حولها، لكن تبقى بعض القطرات الصغرى في الهواء لفترة أطول، لذلك قد تكون أخطر. والقطيرات الصغرى يمكنها الانتقال إلى مسافات أكبر إذا ما توافرت لها ظروف مناسبة (بما في ذلك الرطوبة ودرجة الحرارة)، وإلا سوف تتبخر بسرعة. ووجدت دراسة أن الفيروس يمكن أن يعيش لثلاثة أيام على البلاستيك والحديد، ويوم واحد على الورق المقوى، وأربع ساعات على النحاس. ويحذر علماء من أن أي مصدر للتيار الهوائي، مثل حركة الأطباء والممرضين في المستشفى أو فتح باب غرفة المريض، يمكن أن يعيد القطرات الكبرى إلى الهواء مرة أخرى. الجرعة المعدية للفيروس ولم يحدد العلماء حتى الآن بالضبط، مقدار الجرعة المعدية للفيروس، وهي عدد الجزئيات الفيروسية المكتملة المطلوبة للتسبب بالعدوى.  لكن الباحثين يعتقدون أن الفيروس ينتقل بطريقة عفوية للغاية، ويشتبهون في انخفاض جرعة العدوى بالنظر إلى السرعة التي ينتقل بها المرض حول العالم. وهذا ما قد يفسر ضخامة أعداد الإصابة بالمرض وسط العاملين في الحقل الصحي.  وحتى يوم الأحد تسبب وباء كورونا، المعروف علميا باسم كوفيد-19، بما لا يقل عن ثلاثة ملايين و 539 ألف إصابة، وأكثر من 247 ألف وفاة. ويقول جوشوا سانتاربيا من المركز الطبي بجامعة نبراسكا لموقع ناشيونال جيوغرافيك إنه "ليس لدينا جرعة معدية حتى الآن، (لكن) تظهر دراسات أن القطرات الكبرى تحمل كميات أكبر من الفيروس، مما يزيد من احتمالية الإصابة". وحتى لو وصل عدد قليل من هذه القطرات إلى الجهاز التنفسي للشخص السليم، فإن الفيروس يبدأ في التكاثر بالمليارات في غضون أسبوع، وهي الفترة التي يبدأ فيها ظهور الأعراض على المريض.أربعة عوامل إذا تصادف وجودك مع شخص مصاب في مكان واحد، فإن فرص التقاطك العدوى تعتمد على عدة عوامل حسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز: - ما مدى قربك من الشخص؟ على الأقل، ينصح بعدم الاقتراب مسافة أقل من ستة أقدام. - كم من الزمن تظل قرب ذلك الشخص؟ ليس محددا بعد، لكن برأي الباحثين، أنه كلما زادت الفترة، كلما زادت فرص التقاط العدوى. - هل نفث الشخص الفيروس باتجاهك؟  من الصعب معرفة إذا ما كان الشخص مريضا بكورونا أم لا، ولكن ظهور بعض علامات البرد قد يكون مؤشرا للابتعاد قدر الإمكان، مع أن هناك نسبة مقدرة من المصابين بالمرض (قد تصل الى 50 في المئة حسب بعض الدراسات) لا تظهر أعراضا، كما أن هناك دراسات تقول إن المرض يمكن أن ينتقل عبر الحديث والتنفس، لهذا فالحذر واجب بشدة. - كم من المرات تلمس وجهك بيديك؟ لمس الوجه قد يكون عادة لكثيرين، وتحديا لابد من مواجهته، أقله في زمن كورونا. الماء والصابون قادران على تحييد خطر الفيروس بتحطيم جداره الخارجي، وتؤدي المعقمات ذات المهمة شريطة أن تكون نسبة الكحول فيها 60 في المئة على الأقل. وهناك عوامل أخرى لابد أن توضع في الاعتبار عند الخروج اضطراريا ومخالطة آخرين، مثل عمر الشخص وحالته الصحية، فضلا عن الازدحام، كلها عوامل من شأنها زيادة خطر العدوى. لهذا السبب ينصح الناس بلبس الكمامة، مع الحفاظ على مسافات التباعد الموصي بها طبيا، وعدم لمس الوجه. ومع ذلك، يظل البقاء في المنازل أفضل وسيلة للوقاية من الفيروس.

مشاركة :