لا يزال طلاب الصف الثالث ثانوي المقرر لهم الانتقال للتعليم الجامعي، في حيرة من أمرهم؛ بسبب تأجيل "هيئة تقويم التعليم والتدريب" لتطبيق اختبار التحصيل الدراسي الذي كان مقررًا خلال الفترة من 24-28 شعبان 1441هـ، إلى شهر شوال للعام الحالي 1441هـ، بسبب جائحة كورونا. ومع "ضبابية" الوضع الراهن، وإمكانية استمرار أزمة كورونا لعدة أشهر مقبلة، وانطلاق العام الدراسي المقبل بالدراسة عن بعد، وتأكيد "الهيئة" أن تطبيق الاختبار الورقي خلال شهر شوال من عام 1441هـ، بثت قناة الإخبارية عبر برنامج "الراصد" عدة تساؤلات من الطلاب والطالبات، ووصفتهم بأنهم "أمام مفترق طرق في حياتهم المهنية". وكتبت الطالبة "مزن يوسف": "ما المواد المستبعدة من الاختبار؟ دفعتنا شملت نظامين مختلفين "الفصلي والمقررات"، والخطة المتبعة مختلفة من مدرسة إلى أخرى!". فيما كتبت طالبة أخرى: "بالنسبة للقدرات باقي لي محاولتان.. تكفون مستقبلنا، كيف الوضع الآن مع القدرات عن بعد؟". وتساءل أحد الطلاب: "هذا ظلم للطالب.. يعني الاختبار لازم يكون بإنترنت، وأغلب الطلاب عندهم الإنترنت ضعيف، أو حتى ينقطع أحيانًا، أين العدالة والشفافية؟!". وغرد آخر بقوله: "موقع قياس وقت النتائج والتسجيل بكبره يعلق.. وشلون تبونا نختبر عن بعد، هناك طلاب ما عندهم أجهزة إلكترونية.. أفضل قرار حذف الاختبار والاعتماد على التراكمي". وفي ظل الأعداد الضخمة من الطلاب والطالبات في مدن وقرى وهجر المملكة الذين يتجاوزون 340 ألفًا، وإجراء اختباراتهم في منازلهم، تبقى إمكانية غش الطلاب واردة، ولو بنسبة ضئيلة؛ مما يصنع فوارق بين نتائج الطلبة، وبالتالي عدم تحقق العدالة في هذا الجانب. كذلك ستظهر مشاكل متعددة فيما يخص قبول الجامعات نتيجة التفاوت في حقوق الوصول "الشبكي" للمنازل، وعقبات قوة الإنترنت، والسرعة، والموثوقية في جميع أنحاء المملكة، وإرجاع عدم القبول بسبب آلية ونتائج الاختبار التحصيلي. يُشار إلى أن المؤسسات التعليمية عالميًا تطبق الاختبار التحصيلي لطلابها؛ غير أن الظروف الاستثنائية الراهنة بسبب الفيروس قاد الجامعات العالمية لتجاوز شرط "التحصيلي" عند القبول، ومنها بعض الجامعات الأمريكية، بحسب صحيفتي "واشنطن بوست" و"وول ستريت". ويبقى السؤال الذي يزاحم "حلم" طلاب الصف الثالث الثانوي: بما أن هيئة تقويم التعليم والتدريب" حددت الاختبار عن بعد ، وإمكانية انقطاعات وضعف الإنترنت واردة، وبما أن بعض الجامعات الأمريكية أعلنت عدم الأخذ بهذا النوع من الاختبارات، وكذلك بما أن جامعاتنا تملك صلاحيات اختيار معايير قبول الطلاب؛ لماذا لا يُترك لها المجال تسهيلاً و"رحمة" بهم؟!
مشاركة :