عبد الله العجلة يروي قصة تعاقد نادي الشارقة مع أندرسون

  • 5/4/2020
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

إعداد: عصام هجوفي زمن جائحة (كورونا المستجد) التي عصفت بالعالم، وتسببت بتوقف النشاط الرياضي، والكروي على وجه التحديد، وفي وقت دخل البشر أسابيع من الحجر المنزلي، بسبب الخوف من تفشي المرض، وبات مصير البطولات الكروية آخر ما يمكن أن يفكر فيه البشر حالياً، بعدما باتت كرة القدم في آخر سلم الاهتمامات، بعدما تحول الفيروس إلى حديث الناس الأول، ومع توقف البطولات المحلية، يفتح «الخليج الرياضي» باب الذكريات، وقصصاً من كرة الإمارات على مستوى الأسماء التي حضرت، وتركت بصمة، أو تلك التي كان يفترض أن تسجل حضوراً في ملاعبنا قبل أن تؤول الرياح بمصيرها نحو آفاق أخرى، وكل ذلك وفق روايات تم سردها من قبل مسؤولين، ومدربين، ولاعبين، ووكلاء لاعبين. حلم مهاجم جرب نادي الشارقة أكثر من مهاجم، ولكنه لم يجد ضالته في هداف بمواصافات السابقين، أمثال عبدالعزيز محمد (عزوز)، وإسماعيل محمد، وعلي ثاني، ومن بعدهم رزاق فرحان. ويروي عبد الله العجلة مدير الفريق في الفترة التي تولى فيها تدريب الفريق جمعة ربيع، تفاصيل التعاقد مع البرازيلي اندرسون دي كار، الذي اصبح ابرز لاعبي نادي المئة في الدوري الإماراتي.قال عبدالله العجلة الذي يعتبر«عراب» صفقات الشارقة مع اللاعبين الأجانب، ويشغل حالياً رئيساً لشركة كرة القدم في النادي: كنا نبحث عن مهاجم يسد الفراغ الذي خلفه رحيل رزاق فرحان، وبصفتي مديراً للفريق توجهت لمحمد الشحي كأحد أبناء نادي الشارقة، وقلت له نريد مهاجماً بأسرع فرصة، فأخبرني أن هناك لاعباً برازيلياً يجري اختبارات مع نادي الوصل، وبعد البحث والتقصي عرفنا أنه اندرسون، كما عرفنا أن الوصل صرف النظر عنه، وأنه فشل في الاختبارات، من جانبنا كنا نحتاج لمهاجم، وكان اللاعب يحتاج لفريق ليثبت أنه لاعب جيد بعد أن رفضه الوصل. وأضاف: كان جمعة ربيع يقود تدريبات الفريق في ذلك الوقت، وكان الشارقة يلعب مباراة ودية، في ذلك اليوم أحضرنا اندرسون الذي كان في طريقه إلى رأس الخيمة لإجراء اختبارات مع أحد أندية الدرجة الثانية، ولكن أقنعته بالمشاركة في تدريبات الشارقة، وفي حال عدم قناعتنا به سيغادر إلى رأس الخيمة، ووعدناه بأننا سنوصله إلى رأس الخيمة، بدلاً من أن يسافر بالحافلة من محطة الجبيل، وتفهم اللاعب الأمر، وشكرنا على ذلك. ومضى العجلة: جلس اندرسون مع اللاعبين في مقعد البدلاء، وانتهى الشوط الأول، وأذكر أن يحيى عبدالكريم كان جالساً في المقصورة يشاهد، وكذلك محمد الشحي، وبدأ الشوط الثاني وجمعة لم يشرك اندرسون، ولكني بين الشوطين طلبت من المدرب حميدة التويري مساعد جمعة ربيع أن يجري عمليات الإحماء لأندرسون بتمرير الكرات العرضية، والقصيرة كي يسدد اللاعب على المرمى، وعلى الأقل نريد أن نتعرف إلى طريقته في التسديد على الحارس الاحتياطي، وأول ملاحظة لي، وشاركني فيها يحيى عبدالكريم، أن اللاعب يركن الكرات على الزوايا، ويسدد جيداً، ولكن كانت مشكلتنا متى سيشركه جمعة، وفي منتصف الشوط الثاني جاءت الإشارة من جمعة بدخول أندرسون، وكنا نرغب في مشاهدة اللاعب مع المجموعة، وقدم اللاعب أداء جيداً، وأعجب يحيى عبد الكريم بمهاراته.. ويجب أن نعرف أنه في ذلك الوقت لم يكن هناك فيديوهات للاعبين كانت المشاهدة والاختبار في الملعب هي الوسيلة المتاحة. لاعب مميز أوضح العجلة أن أندرسون كان يجيد تسديد الكرات في زوايا الشباك بإتقان، وكان الجهاز الفني يريد أن يشاهده مرة اخرى، وقال: نظمنا مباراة ودية ثانية مع الحمرية، ولم يسجل أندرسون، ولا هدفاً، وتقريباً لعب معنا 3 مباريات ولم يسجل، وبعد الجلوس، والنقاش معه كشف أنه في الأصل لا يلعب في مركز المهاجم، وقال إنه يلعب في فريق صغير في البرازيل ينشط في دوري الدرجة الثانية، وقال انه لاعب وسط أيسر، وتعود على طريقة اللعب 4/4/2 وهو يأتي من الخلف لتعزيز الهجوم فقط، لكنه في الوقت نفسه طلب فرصة لإثبات نفسه، فقلنا له إننا سندعمه، وسينال فرصته كاملة، ومع مرور الوقت نجح اندرسون، وأصبح هدافاً تاريخياً للنادي، وسطر اسمه في مسيرة الكرة الإماراتية، كأحد ابرز الهدافين. وأرجع العجلة نجاح أندرسون إلى أن اللاعب كان بحاجة إلى ممارسة كرة القدم، وإثبات نفسه كلاعب محترف، والحصول على فرصة عمل، والنادي كان يحتاج إلى مهاجم. وقال: أندرسون كان لاعباً مجتهداً، ومثابراً، ومخلصاً لكرة القدم، وكان يبذل أقصى الجهود ويسجل عشرات الأهداف خلال التدريبات، لذلك أصبحت المباريات أسهل من التدريبات، وفوق هذا، وذاك، كان معه عبد العزيز العنبري صانع الألعاب المميز، ونواف مبارك، وعثمان العساس، في خط الوسط، وكان نواف مبارك افضل من يمرر لأندرسون، والأهم من ذلك كان أندرسون ذكياً في التعامل مع اللاعبين، فقد كان صديقاً لهم جميعاً، كما كان تعامله مميزاً مع الإدارة والجهاز الفني. دراسة جامعية كشف عبد الله العجلة أن أندرسون أكمل دراسته وتخرج في إحدى الجامعات المختصة في تدريب كرة القدم، وقال: قد تشاهدونه يعمل في نادي الشارقة مدرباً للرديف، أو في أي مجال من مجالات الكرة، أو في نادي الوصل لكننا طلبنا منه أن يكون سفيراً لنادي الشارقة في البرازيل. وحول عودة أندرسون إلى الشارقة مجدداً، بعد أن كان انتقل للوصل، وساهم في تحقيق الفريق ثنائية الدوري، والكأس 2007 قال العجلة: أرجّح أن يكون السبب الرئيسي أنه كان على تواصل مع الشيخ أحمد بن عبدالله آل ثاني، رئيس النادي في ذلك الوقت، ورأى إعادة أندرسون مرة أخرى، ولكن هناك أمور أخرى أيضاً ساهمت في عددودته للنادي، فقد كان أندرسون اللاعب رقم واحد في نادي الشارقة، وعندما لعب للوصل لم يكن الأفضل لديهم، فقد كان مواطنه أوليفيرا الفتى المدلل في الفريق، وشعر أندرسون بأن الوضع لا يناسبه لذلك فضّل العودة.

مشاركة :