مصر تعلن اكتشاف حجرة دفن أثرية بمنطقة سقارة

  • 5/4/2020
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة 3 مايو 2020 (شينخوا) أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية (الأحد)، العثور على حجرة دفن أثرية جديدة تحتوي على أربعة توابيت خشبية بمنطقة سقارة بمحافظة الجيزة جنوب غرب العاصمة القاهرة. وعثر على الحجرة أثناء استئناف بعثة جامعة توبنجن الألمانية أعمال حفائر خاصة بها بورشة التحنيط والآبار الملحقة بها من الأسرة الفرعونية السادسة والعشرين (664- 525 ق.م)، بحسب المجلس الأعلى للآثار في مصر. وقال الأمين العام للمجلس الدكتور مصطفى وزيري، في بيان، ان حجرة الدفن المكتشفة حديثا وجدت بأحد هذه الآبار الذي يقع على عمق 30 مترا، مشيرا الى أنها كانت مجاورة لخمس حجرات دفن أخرى تم الكشف عنها في عام 2018. من جهته، قال رئيس البعثة الأثرية رمضان بدري حسين، ان البعثة عثرت أثناء أعمال تنظيف وتسجيل الحجرات الخمس، على جدار حجري خلفه حجرة دفن سادسة عثر بها على أربعة توابيت خشبية في حالة سيئة من الحفظ. وأضاف حسين، أن من أهم التوابيت المكتشفة تابوتا لامرأة تدعى (ديدي باستت) دفنت ومعها ستة أواني كانوبية من الألبستر، على عكس عادة المصريين القدماء الذي كانوا يقومون بتحنيط الرئتين والمعدة أو الطحال والأمعاء والكبد ويحفظونها في أربعة أواني كانوبية يحميها أربعة آلهة يعرفون بإسم (أبناء حورس الأربعة). وأكد أن الأواني الكانوبية الست الخاصة بديدي باستت تعد كشفا فريدا من نوعه. وأشارت القراءات الأولية لصور الأشعة المقطعية (CT Scan) التي أجرتها البعثة على الإناءين الإضافيين، الي أنهما يحتويان على أنسجة بشرية، ما يرجح أن يكون جثمان ديدي باستت أجريت له عملية تحنيط خاصة تم خلالها الاحتفاظ بأحشائها في ست أواني على غير عادة المصريين القدماء. وأضاف أن دراسة نصوص التوابيت الحجرية والخشبية بحجرات الدفن الست، أسفرت عن نتائج مهمة، منها أن غالبية التوابيت لكهنة وكاهنات آلهة على هيئة الثعبان، تدعى (نيوت شاس) والتي كانت من الآلهة الثانوية خلال عصر الدولة الحديثة. ولفت الى أن هذه النصوص تشير إلى ارتقاء مكانتها وانتشار عبادتها في الأسرة الـ 26 وربما كان لها معبد في منطقة منف عاصمة مصر الإدارية وجبانتها سقارة. وأضاف أن من بين كهنة َنيوت شاس كاهنة تدعى (إيبوت) وكاهن يدعى (تشانيميت)، دفنا في نفس الحجرة ويبدو أنهما من المهاجرين المتمصرين، حيث يعتبر اسمهما من الأسماء الخاصة بمجتمع الليبيين المهاجرين الذين نزحوا إلى مصر وكونوا الأسرة الثانية والعشرين (943- 716 ق. م). وأوضح حسين النتائج الأولية للتحاليل الكيميائية التي أجريت لبقايا مواد التحنيط العالقة بالأواني الفخارية المكتشفة بورشة التحنيط علي يد فريق دولي من الأثريين والكيميائيين من جامعتي توبنجن وميونخ الألمانيتين والمركز القومي للبحوث بالقاهرة. وتشير النتائج إلى قائمة من الزيوت والأصماغ النباتية ومواد أخرى منها مادة القطران وزيت وصمغ خشب الأًرز وصمغ شجرة الفستق وشمع وعسل النحل ودهون حيوانية وزيت الزيتون وزيت العرعر ونباتات أخرى. وأكد حسين أن كشف ورشة التحنيط والمقابر الملحقة بها من شأنه أن يلقي الضوء على جانب مهم من عملية التحنيط ألا وهو بعده الاقتصادي، فالتحنيط في جوهره معاملة تجارية بين شخص ما ومحنط، فالمحنط في الأساس هو مهني وكاهن ورجل أعمال. ولفت إلى انه يتضح من خلال برديات عدة أن المجتمع المصري كان به فئة من الكهنة والمحنطين الذين أبرموا عقودا مع أفراد، تلقوا من خلالها مبالغ مالية وعينية مقابل الإشراف على ترتيبات الجنازة، ومنها القيام بعملية التحنيط وشراء مستلزماته وكذلك تدبير المقبرة والتابوت وكافة الأدوات الجنائزية. وكان وزير السياحة والآثار خالد العناني أعلن في يوليو عام 2018 اكتشاف ورشة التحنيط والآبار الملحقة بها والتي تحتوي 54 مومياء وخمسة توابيت حجرية وعدة توابيت خشبية وأواني كانوبية من الألبستر وأواني فخارية والمئات من تماثيل الأوشابتي الصغيرة والقناع الفضي المذهب.

مشاركة :