بسبب ظروف جائحة كورونا 56% من المستهلكين غيروا عاداتهم الشرائية المتعلقة بشهر رمضان

  • 5/3/2020
  • 21:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

كتب محمد الساعي:أظهرَ استطلاعٌ للرأي أعدته «أخبارُ الخليج» أن 65% من المواطنين والمقيمين اضطروا إلى تغييرِ عاداتِهم الشرائية وسلوكياتِهم الاستهلاكية المتعلقةِ بالاستعدادِ لشهرِ رمضان المبارك، وذلك بسببِ الأوضاعِ الحاليةِ المتعلقةِ بجائحة كورونا «كوفيد-19».وقال المشاركون في الاستطلاعِ إن التسوقَ والاستعدادَ لشهرِ رمضان المبارك هذا العام لم يكن كسابقيه أبدا، وأن التغيرَ طرأ حتى على مواعيد التسوق وطبيعة المواد الغذائية التي يشترونها. فيما أكد ناشطٌ اقتصادي أن التغيُّرَ الحاصلَ هو من حيث الكيف وليس الكم.شارك في الاستطلاع الذي أعدته «أخبار الخليج» على موقعها الإلكتروني وحساباتها في «التواصل الاجتماعي» 823 قارئًا. أكد 65% منهم أن عاداتهم الشرائية قد تغيرت بسبب الظروف الحالية. فيما قال 35% إنه لم يطرأ أي تغيير في السلوك الاستهلاكي لديهم خلال هذا الموسم مقارنةً بالأعوام الماضية.من جانبه، يعلق الناشط الاقتصادي موسى الأنصاري بتأكيد أن هناك تغيُّرا فعلًا في السلوكِ الاستهلاكي للمواطنين والمقيمين في هذا الموسم الفضيل، ولكن هذا التغير يكمن في الكيف وليس الكم.ويوضح ذلك بقوله: التغير الجذري حصل في وقت الشراء، ففي حين كان المستهلكون يهبُّون لشراء مستلزمات شهر رمضان خاصة من المواد الغذائية في بداية الشهر أو قبله بأيام، فإن ما حدث هذا العام، وبسبب الظروف الحالية وما نسمعه من فرض حظر تجول في بعض الدول أو إغلاق محلات وإجراءات احترازية، صارت هناك حالة من القلق لدى الناس، وبالتالي لجأ الكثير من الأفراد إلى التسوق في وقت مبكر ربما بشهر أو شهرين وتخزين ما يستطيعون تخزينه تحسبًا لأي ظرف طارئ مثل حظر التجول أو إغلاق المحلات، وما ساعد على ذلك هو توفر المواد الغذائية، الأمر الذي يعدُّ ميزةً جيدةً في البحرين في ظل الأوضاع الحالية، بل إن هناك من اشترى وخزن مواد غذائية لعدة أشهر قادمة، ولا سيما مع عدم وضوح الرؤية وعدم إمكانية التكهن بالمدة التي ستطول فيها الأزمة. لذلك لم نشهد مع بداية شهر رمضان حالة الازدحام المعتادة التي نشهدها كل عام في محلات المواد الغذائية. وبالتالي لم تتغير الكميات التي تم شراؤها ولا حتى نوعيتها، بل على العكس ربما أن الكميات التي تم شراؤها وتخزينها تكون أكبر من المعدل السنوي، وحتى كميات الأكل والاستهلاك خلال هذه الأيام ربما تكون أعلى من الفترة نفسها في السنوات الماضية لسببين، الأول هو جلوس الناس في بيوتهم، وهذا ما قد يدفع إلى المزيد من الاستهلاك، الأمر الذي نسمع عنه كثيرا، بل وحتى صار محل سخرية ونكتة بين الناس. وبالطبع فإن الصيام والجلوس سيضاعف معدل الأكل والاستهلاك في الفترة المسائية لدى الكثيرين. والسبب الثاني أن الكثير من الأفراد الذين كانوا يعتمدون على الشراء من المطاعم باتوا يعتمدون على أكل البيت، وهذا ما يعني ارتفاع نسبة المشتريات لديهم من أجل إعداد الطعام.ولكن إجمالا يمكن القول إن الأفراد باتوا يكتسبون خبرة تراكمية للوضع، وصار هناك نوع من التأقلم مع الظروف وبالتالي بدأت العادات الشرائية تعود إلى طبيعتها وخاصة مع توافر المواد الغذائية، ورغم تذبذب الأسعار بين الهبوط والارتفاع فإنها تبقى أسعارا مقبولة.ويضيف الأنصاري: وبالتالي قد يبدو الأمر في ظاهره أن هناك انخفاضا كبيرا في أعداد المتسوقين في المحلات التجارية هذه الأيام، ولم نشهد تلك الهجمة على التسوق وخلو الأرفف في المحلات. ولكن ذلك يعود إلى عدة أسباب، أولها وأهمها ما ذكرته من لجوء المستهلكين على التسوق المبكر والتخزين، والأمر الثاني هو عدم وجود المستهلكين والقادمين من المملكة العربية السعودية وخاصة المنطقة الشرقية بسبب الظروف الحالية، إذ يشهد هذا الموسم من كل عام قدوم أعداد كبيرة من السعوديين للتسوق وخاصة خلال الإجازة الأسبوعية، وهم يمثلون نسبة كبيرة من الزبائنأضف إلى ذلك أن نسبة السكان قد تؤثر بشكل ولو غير مباشر على ذلك، فمثلا عدد الأجانب في عام 2019 كان أقل بنسبة 4% عنه في عام 2018. فيما ارتفع عدد البحرينيين 1.7% في الفترة ذاتها، وهذا الانخفاض الإجمالي يؤثر أيضا ولو بشكل طفيف على الاستهلاك.

مشاركة :