منذ بداية عام 2020، يواجه قطاع الطيران العالمي معركة شرسة مصيرها ونهايتها متعلقان بفيروس كورونا الذي دفع معظم الدول حول العالم إلى إغلاق حدودها والحد من سفر سكانها بشكل كامل تقريبا. ففي بضعة أشهر فقط وبالتحديد منذ أن بدأ كورونا بالانتشار، تغير مسار القطاع الذي تبلغ مساهمته في الاقتصاد العالمي 2.7 تريليون دولار. إذ بات يشهد في الآونة الأخيرة انهيار شركات طيران ضخمة واحدة تلو الأخرى، ليصبح الهم الأكبر والوحيد لكل شركة هو إيجاد مستثمرين يضخون الأموال فيها أو الحصول على دعم حكومي يمنعها من الانهيار. فيرجن أستراليا هي واحدة من هذه الشركات التي أصبحت أضخم شركة طيران حول العالم تنهار من جراء تداعيات فيروس كورونا. هذا وتهدد الأزمة الحالية بفقدان الملايين من الوظائف في قطاع النقل الجوي الذي يوفر نحو 65 مليون وظيفة حول العالم، بما في ذلك نحو 10 ملايين شخص يعملون في المطارات وشركات الطيران. ومن جانبه، توقع اتحاد النقل الجوي الدولي أن تفقد شركات الطيران العالمية 314 مليار دولار من الإيرادات هذا العام، علما أنه كان قد توقع سابقا خسائر بـ62 مليار دولار. ولكن على ما يبدو أن أزمة الطيران لن تنتهي على المدى القريب، فمن جانبها توقعت طيران الإمارات والاتحاد للطيران أن عودة الطلب على السفر الجوي إلى مستويات ما قبل اندلاع جائحة كوفيد-19 قد تستغرق 3 أعوام. هذا وتوقعت الشركتان أن تواجه 85% من شركات الطيران في العالم خطر الإفلاس. لا شك أن شركات الطيران باتت غير جذابة بالنسبة للمستثمرين الذين يفضلون الآن التخارج من القطاع بأكمله، آخرهم وارن بافت، رئيس مؤسسة بيركشاير هاثاواي، الذي باع حصصه بالكامل في أكبر 4 شركات طيران أميركية، مشيرا إلى أنه لن يمول أي شركة يعتقد أنها ستلتهم الأموال في المستقبل.
مشاركة :