«عِنْدمَا يَذْهَبُ الشُّهَدَاءُ إِلَى النَّوْمِ أَصْحُو، وَأَحْرُسُهُمُ مِنْ هُوَاةِ الرِّثَاءْ.. أَقُولُ لَهُم تُصْبحُونَ عَلَى وَطَنٍ، مِنْ سَحَابٍ وَمِنْ شَجَرٍ، مِنْ سَرَابٍ وَمَاءْ.. أُهَنِّئُهُم بِالسَّلامَةِ مِنْ حَادِثِ المُسْتَحِيلِ، وَمِنْ قِيمَةِ الَمَذْبَحِ الفَائِضَهْ.. وَأَسْرِقُ وَقْتًَا لِكَى يسْرِقُونى مِنَ الوَقْتِ هَلْ كُلُنَا شُهَدَاءْ؟» بهذه الكلمات رثى الشاعر الفلسطينى الشهير محمود درويش، كل شهيد ضحى بروحه فداء لأرض الوطن والحفاظ على كل حبة من رمالها، ويبين القرآن الكريم مكانة الشهيد عند ربه، فقد فاز فوزا عظيما، أى أعلى مراتب الجنة عند الله سبحانه وتعالى بصحبة الأنبياء وعلى حوض النبى محمد صلى الله عليه وسلم.وقررت وزارة الثقافة، إدراج أماكن إقامة أبطال مصر من شهداء القوات المسلحة والشرطة، ضمن مشروع لوحات «عاش هنا» الذى يقوم عليه الجهاز القومى للتنسيق الحضارى برئاسة المهندس محمد أبوسعدة، لتوثق قصص حياتهم وبطولاتهم، وذلك بمناسبة ذكرى العاشر من رمضان، ذلك اليوم الذى يحتفل به المصريين بانتصار حرب أكتوبر المجيدة واسترداد أرض الوطن، وتركيب لوحات هذا المشروع «عاش هنا» على المبانى التى أقام بها أبناء مصر، ممن قدموا أرواحهم فداء للوطن.وخصصت لوحات مشروع «عاش هنا» لأبطال القوات المسلحة والشرطة والتى نفذها الجهاز القومى للتنسيق الحضارى، التابع لوزارة الثقافة، وذلك بالتعاون مع وزارات الدفاع، والداخلية، والتنمية المحلية، ومركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، وقد تضمنت مجموعة من الأبطال من بينهم الفريق أول عبدالمنعم رياض، والفريق أول كمال الدين حسن على، والفريق محمد سعيد الماحى، واللواء أركان حرب منير أحمد محمد شاش، وغيرهم من الأبطال.يأتى ذلك على طريق تخليد العظماء، والذين سوف تبقى مسيرتهم نبراسًا للأجيال القادمة، قدوة تستنهض الهمم لاستكمال المسيرة الحضارية التى انطلقت منذ فجر التاريخ، وتوثيق هذه الأماكن التى شهدت حياتهم، وتعكس فخر الوطن بهؤلاء الأبطال.ويهدف مشروع «عاش هنا» الذى دشن في آواخر عام 2018، إلى توثيق الأماكن التى عاش بها عظماء مصر في كل المجالات، حتى تتعرف الأجيال الشابة على عطاء أسلافهم وما منحوه لمصر من فكر وإبداع خلاق، يهدف إلى توثق الأماكن التى عاش فيها مبدعو مصر في شتى المجالات التى لا تقتصر على الفنون فقط، بل في السياسة، والأدب، والفن التشكيلى، والموسيقى، وحماة الوطن من جيشنا العظيم، وغيرهم من الذين رحلوا، ولكن ظلوا بأعمالهم حاضرين بيننا.وتحتوى اللوحة على عنوان «عاش هنا» وبها اسم المبدع أو البطل الشهيد، وتاريخ ميلاده ووفاته، ورقم العقار والشارع الذى عاش فيه، بالإضافة إلى Q R Code الكود الذى من خلاله يسهل عملية البحث عن هؤلاء المبدعين والشهداء للتعرف على سيرتهم الذاتية، والأعمال المشاركة والجوائز والتكريمات.كما يعمل الجهاز القومى للتنسيق الحضارى، على مواصلة هذا المشروع حتى يتمكن من توثيق أكبر قدر ممكن من الرموز التى نعتز بها، لذلك يعمل الجهاز على نقل هذه الذاكرة للأجيال الحالية والقادمة، والذى يهدف إلى التعرف على هؤلاء المبدعين والشهداء الذين أصبحوا نبراسًا للأجيال القادمة.
مشاركة :