روما/سيدني (رويترز) - انضمت إيطاليا يوم الاثنين إلى عدد كبير من الدول التي بدأت في تخفيف إجراءات العزل العام لإنعاش اقتصادها لكن المسؤولين حذروا من تسارع وتيرة تلك الخطوات مع تجاوز عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد 3.5 مليون في جميع أنحاء العالم واقتراب الوفيات من ربع مليون. وبدأت إيطاليا وهي من بين أكثر الدول تضررا في العالم بالفيروس تخفيف قيود العزل العام فسمحت لنحو 4.5 مليون شخص بالعودة لأعمالهم بعد أن قضوا قرابة شهرين في المنزل في فترة تعد الأطول من نوعها في أوروبا. وكانت إسبانيا ونيجيريا وأذربيجان وإسرائيل وتونس ولبنان من بين الدول التي بدأت أيضا في تخفيف بعض القيود التي تنوعت ما بين إعادة فتح مصانع ومواقع تشييد ومتنزهات ومحلات تصفيف شعر ومكتبات. وفي الولايات المتحدة، أعادت نحو نصف الولايات جزئيا فتح اقتصاداتها في مطلع الأسبوع. ويأتي تخفيف القيود في الوقت الذي تراوح فيه المعدل اليومي لحالات الإصابة الجديدة بمرض كوفيد-19 ما بين 2 و 3 في المئة خلال الأسبوع الأخير انخفاضا من الذروة التي بلغت نحو 13 في المئة في منتصف مارس آذار. وأفاد إحصاء لرويترز بناء على بيانات حكومية أن حالات الإصابة بالفيروس على مستوى العالم بلغت نحو 3.52 مليون حالة. ومع ذلك فإن هناك حالات قد لا تظهر عليها سوى أعراض طفيفة ولا يخضع كل من تظهر عليه الأعراض لفحوص، كما أن معظم الدول لا تسجل سوى حالات الوفاة في المستشفيات. وقال بيتر كولينجنون طبيب الأمراض المعدية وأخصائي الميكروبيولوجي في مستشفى كانبيرا لرويترز ”علينا أن نتشكك في صحة الأعداد التي تردنا.. يمكن بسهولة أن نشهد موجة ثانية أو ثالثة لأن هناك أماكن كثيرة عرضة للخطر“ موضحا أن العالم يفتقر بشكل كبير إلى المناعة الجماعية، التي تستوجب تعافي نحو 60 في المئة من السكان من المرض. وتعمل الدول على إعادة الفتح تدريجيا بسبب تلك المخاوف. ففي إيطاليا التي قتل فيها فيروس كورونا المستجد ما يقرب من 29 ألف شخص أتيح للمصانع البدء في تشغيل خطوط الانتاج الخاملة وكذلك إعادة فتح المتنزهات في حين تمكن الأقارب من الالتقاء والجلوس معا مرة أخرى. لكن يتعين على الناس الحفاظ على مسافات فيما بينهم كما أن أغلب المتاجر ستظل مغلقة حتى 18 مايو أيار. ويمكن للمطاعم والحانات بيع منتجاتها للزبائن دون السماح لهم بالجلوس لتناولها. وستبقى المدارس ودور السينما والمسرح مغلقة حتى إشعار آخر. وكان جانلوكا مارتوتشي ممن استطاعوا العودة للعمل فشوهد وهو يفتح مخزنا صغيرا في أحد الشوارع الخلفية في روما للمرة الأولى منذ 12 مارس آذار. قال مارتوتشي ”شيء طيب أن نعود لكن العالم تغير تماما“. وكانت الشركة التي يعمل بها تتولى في العادة تنظيم حفلات الزواج وحفلات الشركات لكنها تغير الآن نشاطها لتوريد الأطعمة والمشروبات. وأضاف ”الحكومة كانت في غاية الحكمة حتى الآن لكن أخشى أن نكون قد عدنا أسرع من اللازم.. لا أعلم إن كان يمكن للبلد أن يتخطى موجة ثانية (من الوباء)“. * إعادة الفتح على مراحل وعلى غرار ما حدث في إيطاليا بدأت أماكن أخرى في تخفيف القيود تدريجيا. فبعد أسابيع من إجراءات العزل التام الصارم بدأت إسرائيل في تخفيف القيود. وفتحت المدارس أبوابها أمام الأطفال من سن السادسة حتى التاسعة في أعقاب فتح بعض المتاجر أواخر أبريل نيسان. وسيتم إعادة فتح الفنادق والصالات الرياضية وحمامات السباحة والمكتبات والمتاحف والمدارس للصفوف من الرابع إلى السادس في 17 مايو أيار إذا وافق مجلس الوزراء على ذلك. وإذا ظلت أعداد الإصابات في انخفاض فسوف يعاد فتح المطاعم ودور السينما والمدارس للصفوف من السابع إلى العاشر في 31 مايو أيار. وفي تونس بدأت أول مرحلة من تخفيف القيود يوم الاثنين حيث عاد نصف الموظفين الحكوميين إلى أعمالهم بالإضافة إلى مواقع البناء ووسائل النقل العام. ويشدد المسؤولون على أن تخفيف الإجراءات لا يعني أن يتخلى الناس عن احتياطاتهم.
مشاركة :