يحتاج المرضى الصائمون في رمضان، خاصة الحالات الملحة، لتناول بعض الأدوية عن طريق الحقن، أو إجراء تحاليل طبية عاجلة تستدعي سحب الدم وغسل الكلى، ويحتاطون مما قد يفسد صومهم وهم يحرصون عليه. ويقول الدكتور حلمي عبد الرؤوف، أستاذ أصول الفقه بجامعة الأزهر، إن الحقن التي تؤخذ عن طريق الوريد أو العضل لا تفطر الصائم لأنها لا تصل إلى الجوف من منفذ معتاد، سواء كانت الحقن تحت الجلد مثل الأنسولين أو التي تؤخذ في قناة النخاع الشوكي، أما الحقن الشرجية فجمهور العلماء على أنها مفسدة للصوم إذا استعملت مع العمد والاختيار، لأن فيها إيصالاً للمائع المحقون بها إلى الجوف من منفذ مفتوح، وأي شيء يصل إلى الجوف يبطل الصيام. وأوضح أستاذ أصول الفقه أنه بالنسبة للحقن والمحاليل المغذية فهي من الأمور المستحدثة التي لم تكن معروفةً في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ومن تبعهم بقرون، مشيراً إلى أن اعتماد هل المغذي يُفطر أم لا؟ لا علاقة له بنيّة المريض أو بنية الطبيب المعالج، إنما يعتمد على التركيبة الدوائية وعلى أساسها يُقرر الفقهاء، فقد ألحق العلماء المغذيات القائمة على الطعام والشراب بالمفطرات ودخول الطعام والشراب إلى الجوف عن طريق الفم أو الأنف أو الدم، من خلال تقسيم المغذي إلى قسمين، الأول: المغذي الذي يُحقن به المريض للتنشيط أو العلاج مثل الإنسولين والبنسلين والمطاعيم والتخدير، والثاني: المغذي المحتوي على مواد تقوم مقام الطعام والشراب كالسكريات وغيرها، فهذه تفطر ولا تُعطى للمريض إلا للضرورة، وعليه القضاء. وأكد أن الأحوط أن يمتنع المسلم عن الإبر المغذية في نهار رمضان، وعنده متسع لأخذها بعد الغروب، وإن كان مريضاً فقد أباح الله له الفطر، وأنه بالنسبة للتحاليل وسحب الدم أو التبرع بالدم لأحد المحتاجين أو لأجل الفحوص المخبرية، فإنها لا تُفطر وجائزة أثناء الصيام، ولا تؤثر على صحة وسلامة الصوم.
مشاركة :