أعرب علماء ورجال دين عن ترحيبهم بالدعوة التي أطلقتها اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، للصلاة من أجل الإنسانية، والتي أعلن شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان عن المشاركة فيها، مثمنين تفاعل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مع هذه المبادرة المتميزة، والتي تعد دعوة للتآخي الإنساني لتخطي العقبات، مؤكدين أن دولة الإمارات سباقة في جميع المجالات واحتضانها مجلس حكماء المسلمين، واللجنة العليا للأخوة الإنسانية، وأجمع العلماء ورجال الدين أن هذا الوباء سيصرف بالدعاء، داعين المجتمعات كافة للمشاركة في هذه الصلاة. بداية، أكد فضيلة الشيخ خليفة الظاهري، مدير عام مركز الموطأ، أن مبادرة الصلاة والدعاء من أجل الإنسانية التي أطلقها شيخ الأزهر، والبابا فرنسيس هي مبادرة إنسانية وإيمانية تجمع قلوب المؤمنين من الديانات والفلسفات كافة على كلمة سواء، بقلوب خاشعة متضرعة إلى الخالق سبحانه وتعالى ليرفع عنا هذه الأزمة. وأضاف فضيلته: يشكل تفاعل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مع هذه المبادرة المتميزة، نبراساً منيراً ومحطة مهمة تدعو إلى التآخي الإنساني والسفينة البشرية لتجاوز الأزمات وتخطي العقبات، فالأخوة الإنسانية بزغ نورها وسطع نجمها من دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي ظل هذه الأزمة تستدعي وثيقة الأخوة الإنسانية قيم التعاون والتراحم والتضامن وحب الآخر، والسعي نحو تحقيق المحبة والتسامح بين البشرية جمعاء. وقال: إن العالم، وهو يواجه هذه الجائحة بحاجة إلى سواعد وعقول لا تكل، وإلى قلوب مؤمنة لا تمل، وإلى تضامن حسي مادي إنساني، كما يحتاج أيضاً إلى دعاء صادق لطلب رحمة الله التي وسعت كل مخلوقاته. وتابع فضيلته، كما تجسد هذه المبادرة الميمونة قيم التعارف والتعايش بين أديان العائلة الإبراهيمية، لتتحالف وتتآلف من أجل تحقيق الخير، وهي خطوة مهمة تستلهم أسسها من روح ميثاق الأخوة الإنسانية الذي وقّع في أبوظبي، ونسأل الله تعالى أن يبارك جهودكم، ويجعل هذه المبادرات في ميزان حسناتكم، وأن يرفع هذه الأزمة عن البشرية جمعاء. أوقات الشدائد ومن جانبه، أكد الدكتور سيف الجابري أستاذ الثقافة بالجامعة الكندية أن المتأمل في آيات الله يجد أن التوجه إلى السماء، والتضرع بالدعاء في أوقاف الشدائد وتغير الأحوال مطلب إلهي، كما قال سبحانه وتعالى: (فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا...)، وهنا وقفة تأمل فيما يصيب الإنسان من بلاء عظيم ومحن لا تطاق، ومن هذا المنطلق الرباني جاءت مبادرة الدولة في التوجه إلى الله تعالى بالدعاء. وقال: إن هذه الدعوة تجد صداها في العالم، حيث إن هذا الوباء حل بالعالم كله، دون استثناء، فوجب على العباد كافة أن يتوجهوا إلى رب السماء والأرض ومصرف الأمور ومغير الأحوال أن يرفع هذا الوباء، ويذهب هذا البأس عن الناس. فلا دافع للضر غير رب الناس سبحانه وتعالى، وعلى العباد التوبة إلى الله والإحسان إلى العباد، وإعادة الأمور إلى نصابها حتى يجد الله في القلوب الرحمة والتوبة والتسامح فيما بينها، وأن يكون كقوم يونس عليه السلام مثلاً في رفع الوباء والبلاء على الناس، كما رفعه الله عن قوم يونس عليه السلام. من أجل الإنسانية وأشاد البطريرك المسكوني برثلماوس الأول، رئيس أساقفة القسطنطينية، بدعوة اللجنة العليا للأخوة الإنسانية للقادة الدينيين والمؤمنين من مختلف الديانات، إلى الصلاة والدعاء من أجل الإنسانية ليخلص الله البشرية من هذا الوباء الخطير الذي تواجهه. وأوضح أن البطرياركية المسكونية ستوحد صلواتها من أجل الإنسانية، داعياً كل أبناء الكنيسة إلى أن يصلوا خاصة في يوم الخميس 14 مايو لتتجاوز الإنسانية هذه الجائحة، وليشفي الله جميع المرضى، ولدعم الأطباء والممرضين والمتطوعين وجميع العاملين في المهمة المقدسة لمكافحة الوباء. كما أكد البطريرك المسكوني ضرورة أن يتعاون الجميع بعد انتهاء الأزمة، من أجل عالم أفضل ينعم فيه جميع البشر بالحب والاحترام والمتبادل، ويسود التعاون والتضامن بين كل الشعوب. عيون المؤمنين ومن جانبه، قال القس أبرام فاروق راعي كاتدرائية الأنبا انطونيوس للأقباط المصريين بأبوظبي، إن المحن والأوقات الصعبة تبين معادن الناس، لكن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، يظهر معدنه في كل الأوقات، وفي كل الأماكن، يمد يد العون لكل المحتاجين في هذا العالم، وفي كل نداء إنساني نجده يتقدم الصفوف، مبدأه أن جميع البشر متساوون، وأن مشاركته في هذه الصلاة، وهو راعي اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، تعتبر دعوة لكل الناس أن تصلي إلى الله سبحانه وتعالى كي يزيل هذه التجربة القاسية من البشرية، وهو ما يدل على إيمانه القوي بالله، وعلى الثقة الكاملة في الله، وقلبه الكبير. وأشار الأب أبرام إلى أن الشيء الملاحظ في هذا الوباء أن الله عندما يبتلي العبد يعطي معه منفذاً للخروج منها، وعندما بدأت هذه الجائحة تجتاح العالم كانت بداية الصيام المقدس الذي نسميه الصوم الكبير عند المسيحيين الأقباط، وهو 55 يوماً، وهذا الصيام أقدس أيام السنة بالنسبة للمسيحيين الذين يصلون فيه ليل نهار، ومن ضمن الطلبات اليومية أن ارفع يارب عن العالم الوباء وسيف الأعداء و«دي كانت طلبة ودعوة يومية خلال الصيام». وعقب انتهاء الصيام بعيد القيامة، بدأ الأحباء المسلمون في صيام رمضان 30 يوماً، وهم في صيامهم وقيامهم وسجودهم ودعواتهم يصلون لله فكأن هناك عملية صيام مستمر، وبإذن ربنا عندما نصل لعيد الفطر المبارك، سيبدأ المسيحيون في صيام اسمه صيام الرسل ينتهي يوم 12 يوليو، وطوال هذه الفترة صيام ودعاء إلى الله هو الأول والآخر، وليس لنا غيره. صوت واحد قال فضيلة الشيخ، أبو بكر أحمد مفتي الديار الهندية: تشرفت بتسلم دعوة من اللجنة العليا للأخوة الإنسانية تقترح فيها 14 مايو 2020 يوماً لأداء الصلاة والصوم والدعاء لأجل الإنسانية. وأضاف: «استجابة لهذه الدعوة المخلصة التي هي مسؤولية مشتركة على البشرية جمعاء» نحن ممثلون لمسلمي الهند ولدار الإفتاء بالهند، ندعو الله عز وجل أن يدفع عنا وعن جميع العالم هذا الوباء القاتل، وأن يعيد علينا أياماً نعيش فيها بالسلام والأمان والطمأنينة، كما نوصي إخواننا الحكام والرؤساء والشعوب في جميع الدول العالمية إلى التكاتف والتآزر فيما بيننا لأجل القضاء على هذا الفيروس المنتشر، كما علينا أن نتمسك بالوحدة والأخوة والإنسانية، وأن نتضامن مع أبناء جنسنا بتبادل المساعدات والإمدادات الطبية والإرشادات الصحية لمواجهة مزيد من التفشي والانتشار. وتابع: كما نوصي إخواننا المسلمين لمراجعة أنفسهم بامتثال أوامر الله، واجتناب نواهيه، وأن نكون واعين بأن الأوبئة والمصائب، إنما تنزل على الإنسان بسبب التعدي والتجاوز لحدود الله تعالى، ونسأل الله عز وجل أن يحمينا من هذا الوباء، وأن يحفظنا جميعاً من شروره ودماره. رضا محمود: جهد طبي كبير يوازيه الدعاء برفع البلاء أكد فضيلة الدكتور رضا محمود عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر، أن الإنسانية تعيش اليوم وباء خطيراً - فيروس «كورونا»، إذ يهددها من جميع الجوانب؛ وبخاصة أمنها وسلامتها، ما يقتضي والحالة هذه أن نتعاون جميعًا، ونتكاتف من أجل الحد منه والقضاء عليه، ولا ننكر فضل الجهود الطبية العظيمة والمساعي المبذولة من جميع أنحاء العالم للقضاء عليه، ومواجهة شراسة خطرة، لكننا يجب أن نؤكد ضرورة أن يوازي هذا السعي المبذول التوجه بالدعاء والصلاة إلى الله سبحانه وتعالى من أجل أن يكشف عنا هذا الوباء، ويرفع عنا الابتلاء، ومن ثم جاءت أهمية الدعوة العظيمة التي دعت إليها اللجنة العليا للأخوة الإنسانية بضرورة الصلاة من أجلنا، من أجل الإنسانية، كل على حسب دينه ومعتقده ومذهبه، بمباركة من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر وقداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان. وتابع: نحن بدورنا نؤكد أهمية هذه الدعوة وتوافقها ومبادئ الأديان العامة، وحاجة الإنسانية الماسة إليها، فجميعنا بحاجة إلى لطف الله سبحانه وتعالى ورحمته العظيمة التي ستتجلى بمشيئته سبحانه في رفع هذا الوباء والقضاء عليه، فهو على كل شيء قدير.
مشاركة :