مصادر: تقرير صيني يحذر بكين من رد فعل عالمي يشبه تيانانمين بسبب كورونا

  • 5/5/2020
  • 01:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بكين - (رويترز): قالت مصادر مطلعة ان تقريرا صينيا يحذر من أن بكين تواجه موجة عداء متزايدة في أعقاب تفشي فيروس كورونا المستجد الذي قد يقلب علاقاتها مع الولايات المتحدة الى مواجهة.قالت المصادر ان التقرير الذي قدمته وزارة أمن الدولة أوائل الشهر الماضي لزعماء كبار في بكين بينهم الرئيس شي جين بينغ خلص الى أن المشاعر العالمية المناهضة للصين وصلت الى أعلى مستوياتها منذ حملة ميدان تيانانمين عام 1989.وأوضح أشخاص مطلعون على محتوى التقرير، رفضوا كشف هوياتهم نظرا لحساسية الموضوع، أن بكين تواجه نتيجة لذلك موجة مشاعر معادية تقودها الولايات المتحدة في أعقاب الوباء وتحتاج الى أن تستعد لمواجهة مسلحة بين القوتين العالميتين في أسوأ سيناريو.والتقرير من إعداد المعاهد الصينية للعلاقات الدولية المعاصرة وهي مؤسسة فكرية تابعة لوزارة أمن الدولة أكبر جهاز مخابرات في الصين. ويبين عرض التقرير مدى الجدية التي تتعامل بها بكين مع التهديد برد فعل عنيف يمكن أن يهدد ما تعتبره الصين استثماراتها الاستراتيجية في الخارج ورؤيتها لمكانتها الأمنية.وينظر على نطاق واسع للعلاقات بين الصين والولايات المتحدة بأنها في أسوأ مراحلها منذ عشرات السنين مع تزايد انعدام الثقة ونقاط الاحتكاك جراء مزاعم الولايات المتحدة بعدم عدالة التجارة والممارسات التكنولوجية الى النزاعات حول هونج كونج وتايوان والاراضي المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي.وكثف الرئيس الامريكي دونالد ترامب، الذي يواجه حملة صعبة لإعادة انتخابه بعد أن أودى فيروس كورونا بحياة عشرات ألوف الامريكيين ودمر الاقتصاد الامريكي، انتقاده لبكين في الأيام الاخيرة وهدد بفرض تعريفات جمركية جديدة على الصين. وقال مسؤولون في ذات الوقت ان إدارته تدرس اتخاذ إجراءات انتقامية ضد الصين بسبب تفشي المرض.ويعتقد على نطاق واسع في بكين أن الولايات المتحدة ترغب في احتواء صعود الصين التي أصبحت أكثر حسما على الصعيد العالمي مع نمو اقتصادها.وقالت المصادر ان التقرير خلص الى أن واشنطن تنظر الى صعود الصين باعتباره تهديدا اقتصاديا ولأمنها القومي وتحديا للديمقراطيات الغربية. وقال التقرير أيضا ان الولايات المتحدة تستهدف تقويض الحزب الشيوعي الحاكم من خلال تقويض ثقة الجمهور.وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية مورجان أورتاجوس ردا على أسئلة من رويترز ان المسؤولين الصينيين «يتحملون مسؤولية خاصة» لابلاغ شعبهم والعالم بالتهديد الذي يشكله فيروس كورونا «طالما أنهم كانوا أول من يعلم به».أضافت أورتاجوس من دون أن تتطرق مباشرة الى التقييم الذي ورد في التقرير الصيني «جهود بكين لإسكات العلماء والصحفيين والمواطنين ونشر معلومات مضللة فاقمت مخاطر هذه الازمة الصحية». ورفض متحدث باسم مجلس الامن القومي الامريكي التعليق.وحذر التقرير الذي وصف لرويترز بأن المشاعر المعادية للصين التي أثارها فيروس كورونا يمكن أن تغذي مقاومة لمشاريع الحزام والطريقة الصينية الخاصة بالاستثمار في البنية التحتية، وأن واشنطن قد تكثف الدعم المالي والعسكري لحلفاء إقليميين، ما يجعل الوضع الامني في اسيا أكثر اضطرابا.وفي أعقاب أحداث ميدان تيانانمين قبل ثلاثين عاما فرضت الولايات المتحدة وكثير من الحكومات الغربية عقوبات على الصين تضمنت حظرا أو تقييدا لمبيعات الأسلحة ونقل التكنولوجيا.وفي الوقت الحاضر الصين أقوى بكثير مما كانت عليه آنذاك. فقد طور الرئيس شي الاستراتيجية العسكرية الصينية لإنشاء قوة قتالية مؤهلة للنصر في الحروب الحديثة، كما أنه يوسع نطاق قدرات الصين الجوية والبحرية في تحد لأكثر من 70 عاما من الهيمنة العسكرية الامريكية في اسيا. ودعت وزارة الخارجية الصينية في بيان الى التعاون قائلة ان «التطور السليم والمطرد للعلاقات الصينية الامريكية» يخدم مصالح البلدين والمجتمع الدولي. وأضافت: «أي كلمات أو أفعال تأتي ضمن عملية تلاعب سياسي أو وصم بذريعة الوباء بما في ذلك اغتنام الفرصة لزرع خلاف بين الدول لا تؤدي الى تعاون دولي ضد الوباء».وقال أحد المطلعين على التقرير ان البعض في أجهزة المخابرات الصينية اعتبروه نسخة صينية من «تلجراف نوفيكوف» وهو برقية أرسلها السفير السوفييتي لدى واشنطن عام 1946 نيكولاي نوفيكوف تؤكد مخاطر الطموح الاقتصادي والعسكري الامريكي في أعقاب الحرب العالمية الثانية.وكانت رسالة نوفيكوف ردا على برقية للدبلوماسي الامريكي جورج كينان من موسكو، التي قال فيها ان الاتحاد السوفييتي لا يرى إمكانية للتعايش السلمي مع الغرب، وان الاحتواء هو أفضل استراتيجية على المدى البعيد.وأسهمت الوثيقتان في تمهيد الساحة للتفكير الاستراتيجي الذي حدد جانبي الحرب الباردة.وتتهم الولايات المتحدة الصين بإخفاء معلومات مبكرة عن الفيروس الذي اكتشف للمرة الأولى في مدينة ووهان والتقليل من مخاطره. ونفت بكين مرارا أنها تكتمت بخصوص مدى أو شدة تفشي الفيروس.كما دعت حكومة أستراليا الى فتح تحقيق دولي بخصوص أصل الفيروس وانتشاره.واستدعت فرنسا سفير الصين الشهر الماضي للاحتجاج على منشور على الموقع الإلكتروني للسفارة الصينية ينتقد تعامل الغرب مع فيروس كورونا.

مشاركة :