عارض مدير المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية أنتوني فاوتشي تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن أصل ومصدر فيروس كورونا الجديد، مشيرا إلى أنه لا يوجد "دليل" على أن الفيروس جاء من مختبر صيني، كما أسقط ادعاء ترامب بأن الفيروس القاتل "سيختفي".وأكد أنتوني فاوتشي، خلال مقابلة مع "ناشيونال جيوغرافيك" نشرت الاثنين، أن كل الدلائل تشير إلى أن فيروس كورونا الجديد "لم يُصنع في مختبر في الصين"، ولم يخرج من مختبرات الفيروسات في مدينة ووهان الصينية.وأضاف فاوتشي "إذا نظرت إلى تطور الفيروس في الخفافيش وما هو موجود الآن، فالدليل العلمي يميل بقوة شديدة نحو ذلك، وأنه لم يكن بالإمكان التلاعب به بشكل مصطنع أو متعمد. كل شيء يشير بقوة إلى تطور هذا الفيروس في الطبيعة ثم انتقاله إلى أنواع (حيوانية) أخرى".وتابع أنه استنادا إلى الأدلة العلمية، فإنه لا يعتقد أيضا بالنظرية البديلة الأخرى التي مفادها أن شخصا ما اكتشف فيروس كورونا الجديد في البرية، وأحضره إلى المختبر، ثم تسرب عن طريق الخطأ، حسبما نقلت "ذا صن" البريطانية.وأعرب فاوتشي عن شعوره بالقلق من أن تضطر الولايات المتحدة إلى الخضوع لاختبار جديد في الخريف والشتاء مع "موجة ثانية من كوفيد-19" إذا لم تقم البلاد بتخفيف معدل الإصابة بحلول الصيف.واستطرد: "عار علينا إذا لم يكن لدينا ما يكفي من الاختبارات بحلول الوقت الذي قد يحدث فيه ما يسمى بالعودة (موجة ثانية) في الخريف والشتاء"، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة بحاجة إلى التأكد من أنه ليس لدهيا ما يكفي من الاختبارات المتاحة قبل أن تضرب الموجة الثانية فحسب، بل إن لديها أيضا نظاما لتوصيل تلك الاختبارات إلى الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها.وخلال المقابلة، رفض فاوتشي أيضا "أمل" ترامب في أن يتلاشى الفيروس "بأعجوبة"، حيث كان الرئيس الأمريكي قد قال مرارا وتكرارا أن الفيروس "سيختفي" خلال إحاطاته الصحفية اليومية بشأن فيروس كورونا.وأوضح قائلا: "لا أعتقد أن هناك فرصة لتلاشي هذا الفيروس.. سيظل موجودا، وإذا ما أتيحت له الفرصة، فإنه سيعاود الظهور"، وشدد على أنه على الولايات المتحدة أيضا التركيز هذا الصيف على تعزيز نظام الرعاية الصحية في البلاد بشكل صحيح، وضمان توافر أسرة المستشفيات، وأجهزة التنفس الصناعي، ومعدات الحماية الشخصية للعاملين في مجال الرعاية الصحية.كما شدد على أهمية الاستمرار في إجراء التباعد الاجتماعي في كل مكان حتى تبدأ أعداد الحالات في الانخفاض في المدن والولايات.يذكر أن الدول الأكثر تضررا من الفيروس، تشمل الولايات المتحدة وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا والمملكة المتحدة والصين.يشار إلى أن فيروس كورونا يمكن أن يصيب الحيوانات والبشر، ويسبب مجموعة من الأمراض التي تتراوح بين نزلات البرد الشائعة وأخرى شديدة، مثل تلك الناجمة عن المتلازمة التنفسية الحادة (سارس)، ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس).
مشاركة :