أكد ولي عهد دبي الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، أن قرار توحيد القوات المسلحة في السادس من مايو عام 1976، كان إيذانًا بدخول دولة الإمارات مرحلة مهمة في تاريخها تم فيها إرساء الأسس والركائز التي ستقوم عليها صروح هذه الدولة الفتيّة لتحميها عيون لا تغفل، وعزائم لا تفتر وسواعد لا تكل تصون كرامتها، وتحشد لها مقومات رفعتها، وتضمن لها المضي في تحقيق الطموحات العريضة التي بدأها مؤسس الاتحاد، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه.وأضاف الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم- في كلمة وجهها عبر مجلة "درع الوطن" في الذكرى الرابعة والأربعين لتوحيد القوات المسلحة - أن القوات المسلحة الإماراتية الباسلة سطرت أعظم البطولات في مختلف ميادين العزة والشرف، وأثبتت للعالم أن ابن الإمارات هو أول من يبادر ليكون في مقدمة الصفوف وقوفًا إلى جانب أصحاب الحق في وجه أي ظلم جائر، وأن اسم الإمارات سيبقى دائما مرتبطًا بنشر الخير وإقرار السلام في شتى ربوع الأرض.وشدد على أن "قواتنا المسلحة ستبقى رمزًا شامخًا لعزتنا وكرامتنا وضمانة أكيدة لرفعة دولة الإمارات وازدهارها، لتواصل دولتنا مسيرتها المباركة نحو تحقيق أهدافها الكبرى والتي تضع في مقدمتها دائما سعادة الإنسان وأمنه، محافظةً على الثوابت التي قام عليها بنيان الاتحاد ومتمسكةً بمبادئ الحق والخير والعدل على الدوام".وفيما يلي نص كلمة ولي عهد دبي بهذه المناسبة:"نحتفل بذكرى غالية على قلوبنا جميعًا ويوم سطر فيه الإماراتيون فصلًا مهمًا من فصول ملحمة البناء التي تواصلت حلقاتها بزخم كبير على مدى نحو خمسة عقود، إنها ذكرى توحيد القوات المسلحة الباسلة، هذا اليوم الذي تجسّدت فيه الرؤية وتوحدت الكلمة واُتخذ القرار أن الدولة الوليدة بحاجة إلى درع يصون مكتسباتها ويزود عن ترابها ويحمي وحدتها ويصد عنها كيد الكائدين، وسيف تشهره نصيرًا للحق وأصحابه في مواجهة الظلم والطغيان، ورادعًا لكل من تسول له نفسه أن يعبث بمقدرات الوطن أو أن يفكر في النيل من أمنه واستقراره.فقد كان قرار توحيد القوات المسلحة في السادس من مايو عام 1976 إيذانًا بدخول دولة الإمارات العربية المتحدة مرحلة مهمة في تاريخها تم فيها إرساء الأسس والركائز التي ستقوم عليها صروح هذه الدولة الفتيّة، لتحميها عيون لا تغفل وعزائم لا تفتر وسواعد لا تكل.. تصون كرامتها، وتحشد لها مقومات رفعتها، وتضمن لها المضي في تحقيق الطموحات العريضة التي بدأها مؤسس الاتحاد، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، "طيّب الله ثراه".واليوم، تواصل قواتنا المسلحة الباسلة ضمن جميع أفرعها البرية والبحرية والجوية تحت القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، وبدعم من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، ومتابعة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانهم أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكّام الإمارات، تعزيز قدراتها العسكرية وتأكيد جاهزيتها الدفاعية بامتلاك أحدث المعدات والتقنيات، مع توفير أعلى مستويات التدريب التكتيكي، ورفدها بقاعدة راسخة للصناعات العسكرية المحلية وتوطين التكنولوجيا المتقدمة في المجالات الدفاعية، كخيار استراتيجي يضمن لقواتنا المسلحة أن تكون دائمًا على أهبة الاستعداد لتلبية نداء الواجب في جميع الأوقات وللقيام بشتى المهام بكفاءة منقطعة النظير، وتمكينها من الوقوف بكل قوة وحزم في وجه كل ما من شأنه أن يشكل خطرًا على أمن الوطن وسلامته.لقد سطرت القوات المسلحة الإماراتية الباسلة أعظم البطولات في مختلف ميادين العزة والشرف، وأثبتت للعالم أن ابن الإمارات هو أول من يبادر ليكون في مقدمة الصفوف وقوفًا إلى جانب أصحاب الحق في وجه أي ظلم جائر، وأن اسم الإمارات سيبقى دائمًا مرتبطًا بنشر الخير وإقرار السلام في شتى ربوع الأرض، إذ لا يمكن أن نغفل في هذه المناسبة ما قدمته قواتنا المسلحة، وتقدمه، من عطاء لترجمة نهج الإمارات الداعي إلى السلام إلى واقع على الأرض عبر مساهمتها في مهام حفظ السلام في مناطق مختلفة من العالم، إذ تأتي هذه الجهود كوسام فخر واعتزاز يحمله كل إماراتي على صدره ويكن له كل الإعزاز والتقدير.تحية إجلال وإكبار إلى أبطالنا البواسل أبناء القوات المسلحة الذين قدموا، ولا يزالون، أروع صور الولاء والانتماء لوطنهم وقيادتهم وشعبهم ولم يبخلوا بعطائهم وتضحياتهم، بل كانوا دائمًا في طليعة الصفوف يذودون عن الحق، ويقدمون للعالم نموذجًا مشرفًا يروي كيف يكون الفداء من أجل رفعة الوطن وازدهاره وتقدمه.وفي هذه المناسبة نقف إجلالًا وتقديرًا لأرواح شهدائنا الأبرار الذين ضحوا بدمائهم الزكية لتبقى راية الوطن خفاقة عالية في فضاء العزة والكرامة، وليبقى أهله مطمئنين أن هناك من هو على استعداد أن يجعل حياته ثمنًا زهيدًا يدفعه برضا نفس وإيمان كاملين ليظل الوطن آمنا عزيزًا شامخًا بين الأمم والشعوب، كما نقف احترامًا وإعزازًا لأمهات الشهداء اللاتي قدمن أروع صور الانتماء للوطن بصمودهن وإيمانهن العميق أن كل التضحيات مهما كانت غالية تهون في سبيل الحفاظ على أمن الوطن واستقراره وصون مقدراته.ستبقى قواتنا المسلحة رمزًا شامخًا لعزتنا وكرامتنا وضمانة أكيدة لرفعة دولة الإمارات العربية المتحدة وازدهارها، لتواصل دولتنا مسيرتها المباركة نحو تحقيق أهدافها الكبرى والتي تضع في مقدمتها دائمًا سعادة الإنسان وأمنه، محافظةً على الثوابت التي قام عليها بنيان الاتحاد ومتمسكةً بمبادئ الحق والخير والعدل على الدوام".
مشاركة :