أعلنت هيئة البحرين للثقافة والآثار اختيار الشعار الرسمي للمحرق «مدينة مبدعة في مجال التصميم»، حيث كانت منظمة اليونيسكو قد أدرجت المحرّق على قائمتها للمدن المبدعة نهاية أكتوبر من العام الماضي. ومن أجل اختيار أفضل شعار يعكس إدراج المحرّق كمدينة مبدعة في مجال التصميم، أطلقت هيئة الثقافة دعوة مفتوحة للمصمّمين لتقديم مقترحاتهم عبر موقعها الإلكترونيّ، حيث وصل عدد المشاركين إلى أكثر من 40 مشاركاً. وبعد عدة مراحل من التصفيات، وقع الاختيار على شعار المصممّ الشاب أحمد جمال، وسيتم استخدامه في كافة الأنشطة المتعلقة بإدراج المدينة على قائمة اليونيسكو للمدن المبدعة.وبهذه المناسبة قالت سعادة الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة مدير عام الثقافة والفنون بهيئة البحرين للثقافة والآثار إن المحرّق لطالما كانت مركزاً للإنتاج الحضاري والثقافي والإبداعي على مستوى المنطقة، مؤكدة أن اختيارها لتكون ضمن مدن اليونيسكو المبدعة يعكس غنى النسيج الاجتماعي والثقافي والعمراني للمدينة. وأشارت سعادتها إلى فتح باب مشاركة الفنانين في عملية تصميم الشعار يعكس حرص الهيئة على إشراك المجتمع والشباب على وجه الخصوص في المنجز الحضاري الذي تحققه مدن البحرين العريقة، متوجهة بالشكر إلى كافة المشاركين في دعوة الهيئة لتصميم شعار المحرق «مدينة مبدعة فيم جال التصميم».ويوضّح المصمّم أحمد جمال فكرة الشعار قائلاً إن طريق اللؤلؤ، الموقع المسجل على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو، ترك أثراً قوياً على النسيج العمراني والحضري لمدينة المحرّق، حيث يعمل الشعار على إلقاء الضوء على العلاقة ما بين صناعة اللؤلؤ والملامح العمرانية للمحرق من خلال عناصره البصرية التي تتكون من خريطة للنسيج العمراني للمحرق تظهر بشكل متباين وقوي داخل إطار لؤلؤ بحرينية أصيلة.وتعدّ المحرّق مدينة رائدة شكّل إرثها التاريخي والفني والمعماري مصدر الإلهام الأساسي لمشاريع تجديد الحياة الحضرية. ونظراً للدور المهم الذي تلعبه المحرّق في منطقة الخليج، بفضل ما تتمتع به من طابع عربي خاص ومعايير دولية حديثة، فإنها تفتح آفاقاً إبداعية واسعة عبر مختلف المناسبات العامة، التي من شأنها الارتقاء بمهارات الكفاءات البحرينية وبناء الثقة في الهوية الثقافية وتحقيق تضافر الجهود على المستوى الدولي. ما تزخر به المحرق من معالم معمارية رائعة، تعد أكثر من مجرد بصمة تشهد على ماضيها العريق، بل هي مصدر إلهام لهذه المدينة التي كوّنت، بفضل مكانتها كمركز تجاري نابض، نسيجاً متعدد الثقافات تعايشت وتفاعلت فيه شعوب العالم مع المجتمع المحلي على مدى قرون طويلة.يذكر أن عدد المدن المبدعة في قائمة منظمة اليونسكو يبلغ 246 مدينة، حيث تشكل هذه المدن الشبكة تأتي من جميع القارات والمناطق وذات مستويات مختلفة من حيث الدخل وكثافة السكان. وتتميّز هذه المدن في العمل المشترك من أجل وضع الابتكار والاقتصاد الإبداعي في صلب خطط التنمية الحضرية الخاصة بها، وذلك من أجل جعل المدن آمنة ومرنة وشاملة ومستدامة، وبما يتماشى مع خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030م. وتقدم هذه المدن المبدعة، التي تعتبر مراكز للإبداع والأفكار الخلاقة، مساهمة ملموسة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال التفكير البنّاء والعمل المبتكر. فمن خلال دورها، تعمل هذه المدن على ترسيخ مشاريع التنمية المستدامة التي تؤثر بشكل إيجابي على المجتمعات.
مشاركة :