ليس من الحكمة ولا من الشجاعة تلك السجالات التي تحدث بين نواب مجلس الامة، والتي تأخذ الطابع الطائفي! ان البعض يعتقد بأن إثارة النزاعات الطائفية من خلال مناقشات الاعضاء في مجلس الامة هي انتصار لمذهبه واذلال للآخرين وهذا جنون، فنحن نعيش في سفينة واحدة وسط المحيط ولا يمكن لأحد منا ان يلقي من لا يتفق معه وسط المحيط ليتخلص منه، ولا بد من ايجاد صيغة للتفاهم بيننا وهنالك طرق كثيرة لايصال الرأي الصحيح الى الآخرين واقناعهم بما لدينا بدلا من التنابز بالالقاب والانتقاص منهم. لو تأملنا كيف امرنا الله تعالى بالتخاطب بيننا بالحسنى ونبذ استخدام العنف والتجريح وشتم الآخرين، لوجدنا بأن ذلك هو الطريق الصحيح، بينما اذا تعصب كل انسان منا لما يؤمن به وحاول تحقير الآخرين فستكون النتيجة هي تعصب كل انسان لمذهبه ودفاعه عنه والرد بنفس الطريقة، يقول الله تعالى في شأن المشركين وكيفية الرد عليهم (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم، كذلك زينا لكل امة عملهم) فكيف بمن هم دون ذلك، فقد بين سبحانه بأن كل امة قد زين الله تعالى لها عملها ان كان حقا او باطلا، وقال تعالى (ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي احسن) فأين الحكمة فيما يقوم به نوابنا؟! وافق مجلس الأمة قبل اسبوع على مشروع قانون في شأن انشاء الديوان الوطني لحقوق الإنسان في مداولته الأولى، وهو من أهم القوانين حيث ان ذلك الديوان يعتبر بمثابة جهاز وطني مستقل لحقوق الإنسان. لقد كنا نتمنى لو ان اعضاء المجلس قد نسقوا جهودهم من اجل تضمين المادة الثانية من الدستور والقوانين الإسلامية في نصوص القانون بدلا من الاكتفاء بمواد القوانين الدولية وحقوق الإنسان! ألم يكن من الأجدر ان يتعاون النواب السنة والشيعة من اجل تحصين ذلك القانون المهم، لا سيما وانه هدف مشترك لهم جميعا بدلا من التناحر داخل قاعة عبدالله السالم وتبادل الاتهامات واستخدام العُقل (بضم العين) بدلا من العَقل (بفتح العين) لحسم الأمور؟! أين العقل فيما نأكله ونتركه؟! نشتكي كل يوم من امتلاء موائدنا بشتى انواع الاطعمة، والتي يصل بها المدى الى الالقاء في زبالة الفريج، حيث تتجمع القطط لتتخير ما تأكله، ولو كانت للقطط ارادة لجمعت ما يتبقى من موائدنا في اكياس خاصة لتصديرها الى اماكن اخرى تستفيد منها قطط اخرى جائعة او حتى لسورية او اليمن! لقد تبين لي بأن اهم اسباب المبالغة في تكدس الطعام على موائدنا في رمضان هو نظام الاهداء العشوائي بين الجيران، فقد احصيت اكثر من خمس طبخات تصل للمنزل كل ليلة من الجيران بينما ربة المنزل قد جهزت عشاءها لأنها لا يمكن ان تنتظر من يهديها دون ان تطبخ لأهل المنزل! وبالطبع فإن اغلب ما يصل الى المنزل لا يمكن اكله بل سيكون مصيره الى الزبالة وعلى ربة المنزل ان تطبخ لجيرانها اكلا تملأ به قدورهم مقابل ما ارسلوه وهكذا! هذا الكرم الحاتمي الذي تتميز به الاسر الكويتية يعتبر تبذيرا ويتطلب حلا، وقد يكون من الأفضل ان يلتقي الجيران قبل رمضان ليضعوا جدولا للاهداءات بينهم بحيث تحسب ربة المنزل حسابها قبل الطبخ، او ان يضعوا لهم حساب (واتس اب) مشتركا لمتابعة سير الاهداءات، او حتى من اجل تقسيم مهام الطبخ بين بيوت الجيران حيث يتولى الطبخ بعض البيوت خلال بعض الأيام بينما يتولى البعض الآخر الطبخ في الايام التالية! د. وائل الحساوي
مشاركة :