برلين - (أ ف ب):  ستكون كرة القدم الألمانية على موعد مفصلي الأربعاء، مع اجتماع سياسي سيبحث في منح الضوء الأخضر لمعاودة منافسات البوندسليغا خلف أبواب موصدة بعد أيام، في ظل قيود صحية صارمة بسبب فيروس كورونا المستجد. وتوقفت كرة القدم المحلية، مثلها مثل غالبية النشاطات الرياضية حول العالم، منذ منتصف آذار/مارس الماضي، مع تفشي وباء "كوفيد-19" الذي اقترب عدد وفياته من 250 ألف شخص. لكن ألمانيا التي بقيت من الدول الكبرى الأقل تأثرا بالوباء على صعيد الوفيات، لاسيما بالمقارنة مع دول البطولات الوطنية الكبرى الأخرى في القارة العجوز، تقترب من الموافقة على عودة المنافسات. وسيتم بحث الموضوع في اجتماع مقرر غدا بين المستشارة أنغيلا ميركل ومسؤولي المقاطعات الـ16. ومن المتوقع ان يوافق المجتمعون على عودة المنافسات المحلية في منتصف أيار/مايو، وإن من دون مشجعين، ومع إجراءات صحية صارمة لتفادي أي تفشٍ جديد لفيروس كورونا. - اعتبارات على المحك - كما في مختلف الدول لاسيما الأوروبية منها، يحضر الهاجس المالي والاقتصادي كأحد الأسباب الرئيسية لمعاودة النشاط الكروي. وفي ظل توقف المنافسات، تخشى الأندية خسارة عائدات ضخمة لاسيما من ايرادات المباريات والبث التلفزيوني. وفي ألمانيا، يرتبط نحو 56 ألف شخص بقطاع كرة القدم، ويعد استئناف نشاطه محوريا بالنسبة إليهم اقتصاديا ومعيشيا. وفي حال التمكن من خوض المراحل التسع المتبقية من منافسات البوندسليغا، ستتمكن الأندية الـ36 الموزعة بالتساوي على الدرجتين الأولى والثانية، من الحصول على إيرادات بث تلفزيوني تقدر بنحو 300 مليون يورو، ما سيخفف من الخسائر المالية المتوقعة جراء توقف يقترب من إتمام شهره الثاني. أما على صعيد التنافس الرياضي، فقد توقفت منافسات الدرجة الأولى قبل انطلاق المرحلة 26 (من أصل 34)، مع تصدر بطل المواسم السبعة الماضية بايرن ميونيخ بفارق أربع نقاط عن وصيفه بوروسيا دورتموند.   - السلطات ترحب - في الأسابيع الماضية، أعربت رابطة الدوري عن استعدادها لاستئناف المنافسات بدءا من التاسع من أيار/مايو، على أن يكون الموعد الفعلي بيد السلطات السياسية والمحلية التي ستكون لها الكلمة الفصل في ظل أزمة "كوفيد-19". وصباح الثلاثاء، حظيت رابطة الدوري بدعم وزير الصحة ينز سباهن الذي أيد مخططها لاستئناف الموسم، على رغم تسجيل إصابات بكورونا في صفوف اللاعبين. ورأى سباهن في تصريح لإذاعة "دويتشلاندفونك" أن "البرنامج الأساسي (للرابطة) منطقي ويمكن أن يكون بمثابة نموذج للرياضات المحترفة الأخرى. لكن علينا أن نرى كيف ستسير الأمور". وهذا الموقف مشابه لموقف وزير الداخلية والرياضة هورسن سيهوفر الذي دعم استئناف النشاط لكن مع اتباع القواعد الصحية الإرشادية الصارمة. كما صدرت مواقف مؤيدة لمسؤولي مقاطعتي بافاريا وشمال الراين-وستفاليا. وكشفت رابطة الدوري الإثنين أنه من أصل 1724 فحصا تم إجراؤه في الأندية الـ36، جاءت 10 إيجابية. ولم تعلن الرابطة أي تفاصيل بخصوص الحالات المعلنة. لكن نادي كولن أعلن تسجيل ثلاث إصابات في صفوفه هي للاعبَين ومدرب لياقة بدنية. والثلاثاء، أفادت تقارير صحافية عن وجود حالتين في صفوف بوروسيا مونشنغلادباخ، تعودان للاعب ومعالج فيزيائي، وحالة في صفوف نادي درسدن من الدرجة الثانية. وبحسب القوانين المرعية الإجراء، فإن كل شخص كان على اتصال بحالة إيجابية يتعين عليه الالتزام بفترة عزل لمدة أربعة عشر يوما. - إجراءات صارمة - وبحسب المخطط الذي أعدته رابطة الدوري، ستقام المباريات خلف أبواب موصدة في وجه المشجعين، مع اتباع قواعد صارمة للوقاية الصحية والتباعد الاجتماعي. وسيسمح بتواجد 300 شخص كحد أقصى خلال المباراة، على ان يتم تقسيم الملعب الى "مناطق" منها المستطيل الأخضر والمدرجات و"المنطقة الخارجية". وستفرض على اللاعبين إجراءات للوقاية، تشمل منع المصافحة والصور الجماعية لكل فريق. كما سيتم ترك أماكن فارغة بين اللاعبين على مقاعد البدلاء. كما تطال الإجراءات التمارين والتنقل وشروط الإقامة. وشدد مسؤول الخلية الطبية في الرابطة تيم ماير على أهمية ان تكون كرة القدم نموذجا يحتذى في الخروج من إجراءات الإغلاق ومعاودة النشاط بشكل تدريجي، من دون المخاطرة بالتسبب بتفشٍ جديد لـ"كوفيد-19". وأكد ان الإجراءات الوقائية يجب ان تطبق بالتزام تام "ليس فقط على أرض الملعب، لكن أيضا على هامشه وفي المنزل"، محذرا من "انهيار" برنامج العمل في حال لم يتم "احترام هذه الاجراءات". - متابعة المشجعين - أحد الأسئلة الأساسية التي يتم طرحها في حال معاودة المنافسات، هو كيفية متابعتها من قبل المشجعين الذين يفتقدون صخب اللعبة منذ أسابيع. وأبدى عدد من مسؤولي المقاطعات الألمانية، رغبتهم في ان تعمد القنوات المالكة لحقوق البث التلفزيوني ("سكاي" و"دازن")، الى نقل المباريات بشكل مجاني للسماح لأكبر عدد من المشجعين بمتابعتها من منازلهم، بدلا من ان يضطروا للتجمع لدى أصدقاء مشتركين بالقنوات الناقلة، أو متابعتها في أماكن عامة. ولم تستبعد "سكاي" المالكة للحصة الأكبر، عرض بعض المباريات بشكل مجاني أو إعادة بيع حقوق بعضها للقنوات العامة. لكن القناة أكدت انها لن تبحث الموضوع بشكل مفصل "قبل إعلان القرار السياسي".