الصين ترسل مركبة جديدة الى الفضاء

  • 5/5/2020
  • 19:31
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أرسلت الصين الثلاثاء مركبة جديدة الى الفضاء، في خطوة مهمة نحو إقامة محطة فضاء صينية كبرى قريبا على غرار محطة الفضاء الدولية وإرسال رحلات مأهولة الى القمر. وانطلق الصاروخ "لونغ مارتش 5بي" وهو الأقوى في البلاد والذي قام أيضا برحلته الأولى، من موقع وينشانغ لإطلاق الصواريخ في جزيرة هاينان (جنوب)، بينما انفصل عنه نموذج مركبة فضائية غير مأهولة قبل أن يدخل المدار المحدد له، وفق ما ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية. وكاجراء وقائي، لم يستقل أحد المركبة بسبب الطابع التجريبي للعملية. وأهدافها الرئيسية على المدى المتوسط هي نقل رواد فضاء الى المحطة الفضائية المستقبلية والقيام برحلات مأهولة الى القمر. ووضعت المركبة في المدار بعد رحلة استغرقت ثماني دقائق بحسب وكالة أنباء الصين الجديدة. وعودتها إلى الأرض مقررة الجمعة بعد سلسلة تجارب، كما أعلن خلال مؤتمر صحافي جي كيمينغ من وكالة الفضاء الصينية. وأكد المسؤول عن مركز مراقبة المهمة زهانغ شوييو أن عملية الاطلاق "رسخت الثقة والتصميم" للمراحل المقبلة في برنامج الفضاء الصيني. وقال شين لان المحلل المستقل لدى موقع الانترنت "غوتايكونوتس.كوم" المتخصص ببرنامج الفضاء الصيني "هذه الرحلة تشكل خطوة مهمة". وأضاف "هذه المركبة الجديدة ستعطي الصين تقدما على اليابان وأوروبا في مجال الرحلات المأهولة الى الفضاء". وسبق أن أطلقت الصين منذ العام 1999 عدة مركبات من نوع "شنتشو" بنيت على طراز مركبة سويوز السوفياتية ثم الروسية الشهرية. والمركبة الجديدة التي أطلقت الثلاثاء معروفة بانها أكثر أمانا، وأسرع وأكثر مقاومة للحر وأطول (8,8 أمتار) وأثقل (21,6 طنا). كما ستتمكن المركبة من نقل مزيد من رواد الفضاء (ستة بدلا من ثلاثة) ويمكن إعادة استخدامها بشكل جزئي. وهذه الصفات تفتح آفاقا جديدة أمام الصين. وأكد كارتر بالمر المتخصص في شؤون الفضاء لدى المكتب الأميركي "فوركاست انترناشونال" أن "كل شيء يعتمد على طموحات البرنامج الفضائي الصيني، لكن القيام بمهمات أبعد من القمر سيكون ممكنا". الذهاب أبعد في الفضاء يتطلب أمرين أساسيين: سرعة فائقة للتخلص من قوى الجاذبية ، وحماية أفضل من درجات الحرارة القصوى - وهي خصائص موجودة مبدئيا في المركبة الجديدة الصينية. مهمة الاختبار الحالية ستفحص بشكل خاص الدرع الحرارية وقدرتها على دخول الغلاف الجوي. المحطة الفضائية المستقبلية للصين التي يطلق عليها اسم "القصر السماوي" تضم ثلاثة أجزاء: وحدة أساسية طولها حوالى 17 مترا (مكان التواجد والعمل) ووحدتان ملحقتان (للتجارب العلمية). ويفترض أن يبدأ جمعها في الفضاء هذه السنة على أن ينتهي في عام 2022. ويمكن في وقت ما أن تصبح المحطة الوحيدة العملانية بعد توقف محطة الفضاء الدولية. والجديد في مهمة الثلاثاء أيضا هو الصاروخ لونغ مارتش 5 بي الذي يبلغ قطره 5 أمتار ووزنه 849 طنا وطوله 54 مترا، ويمكنه أن ينقل الى الفضاء حمولة تصل الى 22 طنا. وسيتم استخدام هذا الصاروخ لإطلاق الأقسام المختلفة للمحطة الفضائية في المستقبل. هذا النجاح الثلاثاء يطمئن البرنامج الفضائي الصيني بعدما فشل مرتين هذه السنة عند إطلاق قمر اصطناعي اندونيسي في نيسان/ابريل وعند إطلاق صاروخ لونغ مارتش 7 في آذار/مارس. وتستثمر الصين مليارات اليوروهات في برنامجها الفضائي ووضعت عدة أقمار اصطناعية في المدار لحسابها أو لحساب دول أخرى. ومطلع 2019 أصبحت أول دولة في العالم تنجح في عملية هبوط مسبار على سطح الجانب المظلم من القمر. وتفكر أيضا أن ترسل في العام 2020 مسبارا الى المريخ بهدف وضع رجل آلي صغير يحرك من بعد. لكن هل تكون قد وصلت الى مستوى الأميركيين؟ يقول شين لان "الصين تمكنت من أن تلحق بالولايات المتحدة في بعض المجالات الفضائية مثل مراقبة الأرض والملاحة". ويتدارك "ولكن هناك دائما فرق كبير في مجال استكشاف الفضاء البعيد والرحلات المأهولة، التي تبقى فيها الولايات المتحدة القوة الفضائية الرئيسية".

مشاركة :