السفير الفلسطيني: بريطانيا تتحمل المسؤولية التاريخية والأخلاقية لنكبات الشعب الفلسطيني

  • 11/3/2013
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

اعتبر السفير الفلسطيني لدى المملكة الأستاذ بسام عبدالله الأغا، أن بريطانيا تتحمل مسؤولية تاريخية وأخلاقية تجاه ما لحق بالشعب الفلسطيني من نكبات على مدى 95 عامًا بسبب إصدارها وعد بلفور وتطويع انتدابها على فلسطين لتحقيق الوعد على الأرض، ورأى أن استمرار المفاوضات سيظل مرهونًا بممارسة واشنطن ضغوطًا حقيقية على إسرائيل لوقف الاستيطان، وعبر عن تمنياته للأمة العربية بعام هجري جديد يحمل في طياته بوارق الأمل بالأمن والاستقرار والرخاء، وأن يتحقق في العام الجديد الحلم الفلسطيني بقيام الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس الشريف، وفيما يلي نص الحوار: * حلت أمس ذكرى وعد بلفور – ماذا تعني لكم هذه الذكرى ؟ ارتبط هذا الوعد المشؤوم الذي وصف بأنه «وعد من لا يملك لمن لا يستحق›› ببريطانيا التي عملت على تطبيقه على الأرض تحت مظلة انتدابها لفلسطين توطئة لتسليمها للصهاينة، وهو ما يستوجب اعتذارها للشعب الفلسطيني بما ألحقته به من نكبة وتشرد وظلم ومعاناة وعدوان بهذا الشعب على مدى 95 عامًا، وأنا أعتقد أنه يتعين على بريطانيا بشكل خاص لعب دور فاعل وممنهج في اتجاه تطبيق الشرعية الدولية حتى يصل الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وتحمل مسؤوليتها التاريخية والأخلاقية تجاه ما ترتب على الوعد من ظلم في حق الفلسطينيين، وها هو الرئيس محمود عباس يكابد في مجاهل الأيام لانتزاع الحقوق التي سلبها وعد بلفور وتداعياته، مع استمرار تداعيات هذا الوعد حتى الآن، والتي تغبر عن نفسها من خلال مشاهد الاستيطان والتهويد والقتل والاعتقال والحصار والجدار والإبعاد في فلسطين، وفي مشاهد عدم الاستقرار الأمني في المنطقة. كذلك ينبغي التذكير بأنه بسبب هذا الوعد أضحت إسرائيل القوة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك السلاح النووي. * هل يمكن القول أن المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية متوقفة الآن ؟ هي بحكم ذلك، وبالطبع توجد هناك محاولات أمريكية لاستئنافها في محاولة لضخ (أكسجين) جديد لها حتى لا تلفظ أنفاسها الأخيرة، لكن أي محاولة أمريكية بهذا الصدد تبذل بمعزل عن الضغط على إسرائيل لوقف الاستيطان سوف لا تحقق النجاح المأمول، إذ ليس من المعقول أن تمارس واشنطن الضغوط على الجانب المظلوم وتترك الظالم يغل في ظلمه. ما نراه الآن هو أن إسرائيل لا ترى أمامها لا الأمم المتحدة ولا المجتمع الدولي، ولا تبدي استعدادها لتنفيذ ما اتفق عليه سواءً بالنسبة للقرارات الدولية أو الاتفاقيات الثنائية مع الفلسطينيين، مع التذكير بأنه صدر حتى الآن 131 قرارا عن الأمم المتحدة ما بين إلزام وإدانة، ضربت بها إسرائيل عرض الحائط، وغضت عنها الإدارات الأمريكية الطرف، وهنا تأتي أهمية الموقف السعودي المشرف في تبيان ازدواجية المعايير، إذ لا يعقل أن تكون إسرائيل أو أي نظام فوق القانون الدولي. لذل فإننا نعتقد أنه يتوجب على الإدارة الأمريكية الضغط على إسرائيل لوقف هذا السلوك العدواني الواقع على الشعب الفلسطيني منذ عشرات السنين، والعمل بشكل جاد لدعم الشعب الفلسطيني في تطلعاته لنيل حريته واستقلاله وقيام دولته الفلسطينية بعاصمتها القدس الشريف. ازداد عدد الشهداء في الضفة الغربية في الآونة الأخيرة، إلى جانب تزايد الاحتجاجات في القدس نتيجة اقتحامات المستوطنين والجنود الإسرائيليين للمسجد الأقصى وهدم بيوت المقدسيين ومصادرة أراضيهم، والكشف عن خطة إسرائيلية لتقسيم المسجد الأقصى. * هل تعتقد أن ذلك كله يمكن أن يشكل إرهاصات لانتفاضة ثالثة؟ هذه الممارسات تؤكد على غرور القوة وعربدتها، ذلك المنهج الذي تطبقه إسرائيل إزاء الفلسطينيين بما يجعلهم يفكرون بأنهم سيحكمون فلسطين إلى ما لا نهاية، فيما أن الواقع، وكما أكده العديد من مسؤوليهم وزعمائهم، ومنهم رئيس الكنيست السابق أبراهام بورج، بأن هذا المنهج يحمل في بذوره نهاية دولة إسرائيل، ولا شك أن استمرار المجتمع الدولي ومؤسساته الرسمية في إدارة ظهره للحقوق الفلسطينية المشروعة سيدفع الشعب الفلسطيني إلى العمل بعكس توجه هذا المجتمع بعد أن يكون وصل إلى مرحلة نفاذ الصبر.. طموحنا أن تعيش على أرضنا بأمن وسلام وحرية وكرامة. * هل من رسالة تعبر فيها عن أمنياتكم للأمة العربية والإسلامية بعامة وللشعب الفلسطيني بشكل خاص بمناسبة العام الهجري الجديد ؟ أتمنى للوطن العربي الكبير أن تتحقق له أجواء الأمن والاستقرار والازدهار، وأن تصبح منطقتنا العربية قوة إقليمية قادرة على صياغة مستقبلها وتوفير حياة حرة كريمة لأطفالها وللأجيال المقبلة، بعيدًا عن المآسي والحروب والدمار والفوسفور الأبيض القاتل.. هذا ما نتمناه لعالمنا العربي، ولأننا ذقنا طعم المآسي، فإننا نبتهل لله عز وجل ألا يصاب أي بلد عربي بما أصبنا به من نكبات، لأننا عرفنا ونعرف معنى الحرمان والتشرد والغربة والاغتراب في فيافي هذا العالم. أتمنى لمصر، عنوان الوطن العربي كل خير واستقرار وتقدم، وأتمنى للمملكة، هذا البلد العزيز على قلوبنا جميعًا كل الخير.. فهو البلد الذي تربطنا به علاقة روحية لا تنفصم لا بالمسافات ولا بالزمن.. تلك العلاقة التي تمثلت في الرباط الأزلي بين مكة المكرمة والمدينة المنورة والقدس الشريف، أتمنى للشعب السعودي الحبيب حياة هانئة هادئة وسعيدة تحت القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله -.. أتمنى أخيرًا أن نلتقي في القدس الشريف المحرر.. وإن شاء الله بداية عام جديد زاهر بالأمل الذي لا ولن يفارقنا مهما ازدادت الخطوب وعظمت التحديات.

مشاركة :