الإمارات تشيع شهيد الواجب الوطني هزيم آل علي

  • 6/25/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

شيّعت الإمارات، بعد صلاة ظهر أمس الثلاثاء، ابنها البار الشهيد هزيم عبيد آل علي بمسقط رأسه في بلدة الحمرية في إمارة الشارقة، في مشهد مهيب، ووسط حشود غفيرة من أبناء الإمارات وسكان المنطقة، حيث استشهد خلال أدائه الواجب في المملكة العربية السعودية الشقيقة ضمن قوة إعادة الأمل خلال أدائه مهامه الوطنية بحفظ الأمن والأمان. ووصل جثمان الشهيد هزيم عبيد آل علي، فجر أمس إلى مطار البطين في أبوظبي على متن طائرة تابعة للقوات الجوية والدفاع الجوي قادمة من المملكة العربية السعودية، يرافقه عدد من الضباط وضباط الصف. وجرت المراسم العسكرية الخاصة لاستقبال جثمان الشهيد على أرض المطار، حيث كان في مقدمة مستقبلي الجثمان عدد من كبار ضباط القوات المسلحة. وسادت حالة من الوجوم على وجوه المشاركين في مراسم التشييع، وسط مشاعر حزن بالغة على شهيد الواجب الوطني. وبدأت الجنازة بنقل جثمان الشهيد من مطار أبوظبي إلى مسقط رأسه في الحمرية في الشارقة، وبعدها تم نقله إلى مسجد الرحمة للصلاة عليه، وقبل صلاة الظهر وجه إمام المسجد كلمة دعا فيها للشهيد بأن يتغمده الله بواسع رحمته مع الصالحين والشهداء، وبعد صلاة الظهر أدى جموع المواطنين صلاة الجنازة على شهيد الواجب الوطني ومن ثم شيع جثمانه الطاهر إلى مقبرة الحمرية حيث ووري الجثمان الثرى، وتقدم المشيعون بصادق العزاء والمواساة لأسرة الشهيد، مبتهلين إلى المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته ويحتسبه بين الشهداء والصديقين والأبرار، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. وبعد الانتهاء من مراسم دفن جثمان الشهيد التقت الخليج ذويه وأهله وأولاده، حيث أكد حميد شقيق الشهيد أن أخاه قدم دمه فداءً للوطن والأمة العربية، لافتاً إلى أن الشهيد كان يحبه جميع الناس ومقرب جداً من أصدقائه وكان دائماً في عون للجميع ويقف بجانب كل أهله وأقربائه وأصدقائه. وتحدث شقيقه محمد عن آلام الحزن بعد مفارقته لأخيه في الدنيا، داعيا الله عز وجل أن يتغمده في رحمته وأن يحتسبه بين الشهداء، مضيفاً أن له أختاً لهم توفيت يوم 16 يونيو/حزيران، أي الأسبوع الماضي، وأن مصابهم كبير لفقدانهم شخصين في شهر واحد، مؤكداً أن حزنه لفراق هزيم لا يوصف، لكنه في الوقت ذاته يشعر بالفرح والراحة لنيله الشهادة. وعن ملابسات علمه بنبأ الوفاة، قال محمد إنه تلقى اتصالاً من القائد العام لكتيبة الشهيد في السعودية تفيد باستشهاده خلال أدائه للعمل وقيامه بواجبة الوطني، وكان الاتصال قبل غروب الشمس ب 20 دقيقة، وسادت حالة من الحزن في العائلة، فيما تواصلت القوات المسلحة معهم وأكدوا وصول جثمانه فجر يوم أمس إلى مطار أبوظبي. ولم يتمكن عبيد نجل هزيم الأكبر من وصف حالة الأسى والفاجعة التي يشعر بها هو وأشقاؤه والعائلة برحيل والده، مشيراً إلى أن ألم الفراق يعتصرنا، لكن عزاءنا أن والدي فارق الحياة خلال أدائه واجبه الوطني، في خدمة الإمارات، التي أحبها وتطلع لخدمتها أكثر وأكثر خلال حياته، لينال ما أراد وما حلم به. وأعرب محمد السويدي، قريب الشهيد عن صادق اعتزازه وفخره بالتضحية الوطنية التي قدمها الشهيد لأداء الواجب، معرباً عن امتنانه لكل من عزى بوفاته ووقف بجانب ذويه، لتخفيف الألم وإشاعة السكينة في النفوس الحزينة، سواء من أبناء الشهيد أو أشقائه وأقاربه وزملائه والمواطنين. وقال عبدالله فارس، خال الشهيد، لقد كان فقيدنا الغالي مثالاً للأخلاق الفاضلة والتفاني والإخلاص في العمل، وكان مثالاً وقدوة في الانضباط والتفوق، وبقدر ما أخلص وأوفى وأنجز من أجل الوطن، نال من الله ما استحقه من شهادة في سبيله وفي سبيل وطنه والحق والواجب والإنسانية والسلام، وهي أرفع التضحيات التي يمكن أن يقدمها الإنسان تجاه نصرة الحق وحماية الأبرياء. ورأى عبدالله سعيد عم الشهيد أن السمة الأساسية لأبناء الدولة في مختلف الميادين هي الإخلاص للوطن والواجب والوقوف ضد الضلال والفتن والتخريب، مؤكداً أن الشارقة تودع اليوم أحد أبنائها البررة الذي استشهد دفاعاً عن الحق وفي سبيل أداء الواجب. وأوضح العميد راشد المزروعي، قائد في القوة التي كان يخدم فيها الشهيد أنه نام مع الشهيد في خندق واحد وكان، رحمه الله، محباً للعمل وخدم في الجيش أكثر من 20 عاماً بإخلاص وتفان، وكان مثابراً في خدمة الدولة، داعياً الله العلي القدير أن يتغمده برحمته ويدخله فسيح جنانه ويحتسبه من الشهداء. وأعرب عن خالص تعازيه ومواساته لأسرة الشهيد وعائلته، مؤكداً أن الفقيد كان يؤدي واجباً إماراتياً وطنياً وخليجياً، ويعد مثالاً مشرقاً لرجال الجيش الذين نذروا أنفسهم فداء للوطن ودفاعاً عن ترابه الطاهر. من جهته، قال العقيد علي الضنحاني من الكتيبة التي يخدم فيها هزيم آل علي، رحمه الله إن شهيد الواجب الوطني كان من المخلصين في عملهم محباً لزملائه، حيث لم يخطئ بحق أحد من زملائه طوال خدمته، مؤكداً أنه رافقه خلال خدمته العسكرية ما يزيد على العشرين عاما. الشهادة رزق هزيم في رمضان خدم وطنه بكل ما أوتي من قوة وإخلاص وتفان لدرجة أنه فضّل تلبية الواجب الوطني على تمضية الشهر الفضيل بين أسرته وأبنائه، فأبى الله إلا أن يرزقه الشهادة في خير الأيام، إنه الشهيد ضابط صف هزيم عبيد خلفان آل علي من أبناء إمارة الشارقة الذي لقي ربه أثناء حادث تدريب في المملكة العربية السعودية ضمن القوات المشاركة في عملية إعادة الأمل وضمن التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية. وصل نبأ الوفاة إلى أسرة الفقيد الذي استشهد فداء للوطن، أمس الأول، قبيل أذان المغرب بدقائق معدودة وتم إخطارهم بأن جثمانه يصل فجر أمس إلى أبوظبي. الاتصال الأخير تلقت أسرة الشهيد هزيم آل علي، من الشهيد آخر اتصال منه قبل يوم من وفاته، حيث اطمأن خلاله إلى أحوال أبنائه وطالب أكبرهم بالاهتمام بالبقية وبأن يكون رجل البيت في غيابه، وأبلغه أنه سيحضر بعد 15 يوماً في موعد إجازته وسيقضي معهم عيد الفطر، لكن القدر لم يمهله إلى ذلك الحين واختاره الله تعالى من الشهداء في هذه الأيام المباركة. 7 أبناء و7 شقيقات للشهيد للشهيد هزيم آل علي الذي عرف بين أفراد أسرته بالبّر بهم وتفقد أحوالهم والسعي إلى قضاء حوائجهم، سبعة من الأبناء هم شيخة 14 عاماً وعبيد 13 عاماً وعبدالرحمن، وأحمد، وشمة، وشهد، وفاطمة 3 سنوات لم يمنعوه من الغياب عنهم لتلبية نداء الوطن والمشاركة مع زملائه الأبطال في الدفاع عن مكتسباته. كما أن للشهيد أيضاً شقيقاً من والده وشقيقين من والدته وسبع شقيقات كان دائم التواصل معهم ويتفاخر بينه بخدمة وطنه الغالي، حيث كان دائماً ما يردد على مسامع أبنائه إنه في مهمة وطنية ليغرس فيهم الانتماء للوطن والقيادة. هاشتاغ #شهيد_الإمارات فور إعلان القوات المسلحة، استشهاد هزيم، تفاعل المغردون على مواقع التواصل الاجتماعي، وأطلقوا هاشتاغ #شهيد_الإمارات_هزيم_آل_علي، حيث أكدوا في تغريداتهم أنهم جميعاً فداء للوطن، وأن العزاء الوحيد أن الفقيد استشهد أثناء تأدية واجبه إلى جانب القوات السعودية المشتركة سائلين العلي العظيم أن يتغمده برحمته وأن يتقبله عنده من الشهداء، مشيرين إلى أن هزيم توفي بطلاً ويعتبر قدوة للجميع وأن أولاده أبناء لكل الوطن وسيلقون الرعاية الكاملة من الإمارات، وطن العطاء.

مشاركة :