مسعفون مغاربة يعيشون عزلة اختيارية في رمضان خوفا على أسرهم من كورونا

  • 5/6/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

الرباط (رويترز) - ينطوي شهر رمضان هذا العام على تحديات نفسية لثلاثين من الأطباء والممرضين المغاربة، إذ يعيشون في وحدة وعزلة بفندق فاخر منذ نحو سبعة أسابيع لتجنب خطر إصابة أسرهم بفيروس كورونا المتسجد. وكثيرا ما يتنقل هؤلاء جيئة وذهابا كل يوم بين فندق دوليز الخمس نجوم ومستشفى مولاي عبد الله في سلا، على الجانب الآخر لنهر أبي رقراق من العاصمة الرباط. قال مصطفى زروال (36 عاما)‭‭‭‭ ‬‬‬‬والذي يعمل ممرضا بالعناية المركزة ”والدي مصاب بالربو وما كنت لأسامح نفسي إذا نقلت الفيروس إلى المنزل“. يقضي المسعفون أوقات فراغهم في مشاهدة التلفزيون معا أو تجاذب أطراف الحديث أو القراءة أو التدريب، لكن عليهم دائما البقاء بعيدا عن بعضهم بعضا بأكثر من متر. ويتواصلون مع أسرهم بالهاتف أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي. والانفصال مضن خاصة في رمضان، الذي عادة ما يلتقي فيه الناس بذويهم وأصدقائهم وجيرانهم على موائد الإفطار أو خلال الزيارات في لياليه. قال زروال ”آخر مرة رأيت فيها أبوي كانت من النافذة قبل 15 يوما عندما ذهب للمنزل لجلب بعض الملابس“. * ”الخطر جزء من عملنا“ آثرت أعداد كبيرة من العاملين في مجال الرعاية الصحية بالمغرب البقاء في الفنادق منذ فرضت المملكة إجراءات عزل عام في 20 مارس آذار لإبطاء انتشار مرض (كوفيد-19) التنفسي الذي يسببه فيروس كورونا. وحتى الآن، أعلن المغرب الذي يسكنه نحو 36 مليون نسمة عن تسجيل 5053 حالة إصابة مؤكدة بالفيروس فضلا عن 179 حالة وفاة. ولدى المغرب أقل من ألف طبيب عناية مركزة، لذلك فإن الإبقاء عليهم في صحة جيدة أمر حاسم بالنسبة لاستجابة المملكة للجائحة. وعرض كثير من الفنادق في أنحاء المغرب استضافة الأطقم الطبية أو عزل الحالات البسيطة إلى أن تثبت الاختبارات عدم إصابتهم بالفيروس ويمكنهم العودة إلى منازلهم. وتدفع السلطات المحلية لقاء هذه الاستضافة. وفي الأوضاع الطبيعية يتقاضى فندق دوليز، الواقع على واجهة مائية قريبة من التقاء نهر أبي رقراق بالمحيط الأطلسي، 170 دولارا للغرفة في الليلة. لكن الأطباء والممرضين يجدون أنه من الصعب الابتعاد عن العمل وأجوائه حتى في ذلك الفندق. قال زروال ”نواصل في أوقات فراغنا متابعة المرضى. فشفاء أي مريض لنصر كبير بالنسبة لنا جميعا“. ولا يقيم جميع العاملين في مجال الرعاية الصحية في فنادق. فبعضهم قرر المخاطرة بالبقاء مع أسرهم على أن يتخذوا إجراءات احترازية إضافية لتجنب الإصابة. انفجرت طبيبة العناية المركزة مريم بوشبيكة، التي تعيش مع زوجها وبنتيها في المنزل، في البكاء عند الحديث عن إجراءات الوقاية والعناية التي يتعين عليها أن تحيطهم بها لمنع إصابتهم بالفيروس. قالت ”الخطر جزء من عملنا ونداء الواجب له الأولوية، لكني أشد قلقا على بنتي من نفسي“.

مشاركة :