دعا وزراء خارجية روسيا وأوكرانيا وفرنسا وألمانيا في ختام اجتماع عقد في باريس مساء الثلاثاء إلى خفض حدة التوتر سريعاً في شرق أوكرانيا ووقف إطلاق النار فوراً في هذه المنطقة الانفصالية الموالية لموسكو. وأصدر الوزراء الأربعة في ختام اجتماعهم في مقر الخارجية الفرنسية بياناً مشتركاً أكدوا فيه تمسكهم بالتطبيق الكامل لاتفاقات مينسك، معربين عن قلقهم العميق إزاء تدهور الوضع الأمني في دونباس. وأضاف البيان ندعو إلى خفض حدة التوتر سريعاً ووقف إطلاق النار فوراً ما يتيح تحقيق تقدم على الصعد السياسية والإنسانية والاجتماعية و الاقتصادية. ويأتي هذا الاجتماع الرباعي غداة تمديد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لغاية نهاية يناير/ كانون الثاني 2016 العقوبات الاقتصادية الشديدة المفروضة على روسيا لدورها المفترض في النزاع في أوكرانيا. كما يأتي الاجتماع بعيد ساعات على إعلان الولايات المتحدة أنها ستنشر مؤقتاً أسلحة ثقيلة على الجبهة الشرقية للحلف الأطلسي بدون حشد للقوات، في حين أسفر اشتداد المعارك في أوكرانيا عن مقتل أربعة أشخاص. ودعا الوزراء الأربعة في بيانهم المشترك كل الأطراف إلى الاحترام الكامل لتعهد سحب الأسلحة الثقيلة، وأضافوا نرحب باجتماع مجموعة العمل حول المسائل الأمنية الذي سيعقد في 2 يوليو/ تموز. وتابع البيان ندعو المشاركين إلى التوصل بحلول 26 يونيو/ حزيران إلى اتفاق على سحب الدبابات وبعض الأسلحة التي يقل عيارها عن 100 ملم، مع وجوب تنفيذ عملية سحب الأسلحة في الأسابيع المقبلة. من جانبه، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الأربعاء، بتمديد الحظر على معظم المنتجات الغذائية الغربية الذي فرضته موسكو رداً على العقوبات الاقتصادية الأوروبية المفروضة عليها. وقال بوتين كما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية إن الحكومة توجهت لتمديد (العمل) بالتدابير التي اتخذناها رداً على خطوات الدول الغربية. ويشمل الحظر واردات الغذاء من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وأستراليا وكندا والنرويج. وكان أمين عام الحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ أكد أن الحلف لن ينساق إلى سباق تسلح مشيراً إلى أن التعزيز العسكري الجاري للحلف يجيء رداً على الأعمال العدوانية (الروسية) في أوروبا. وتابع تواصل روسيا إرسال الجنود والقوات والمعدات لزعزعة شرق أوكرانيا. ليس هناك أي شك في مسؤولية روسيا عن أعمال عدوانية في أوروبا. كما أعربت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين عن قلقها إزاء التعزيز المخطط له للترسانة النووية الروسية، لكنها استبعدت خطر اندلاع حرب باردة جديدة بين حلف شمال الأطلسي وروسيا. وأوضحت الوزيرة المنتمية إلى حزب المستشارة انغيلا ميركل المسيحي الديمقراطي أنه في عالم اليوم الذي تطغى عليه العولمة، فإن الروابط الاقتصادية قوية للغاية لدرجة لا يمكن معها تكرار مثل هذا الموقف. (وكالات)
مشاركة :