عندما يهل نيسان بأجوائه العبقة الندية ،على معشوقة الغيم والمطرِ محافظة الحُرَّث ، تتنسم الكائنات عبير شذاه الفواح وتغتسل بأريج زهره وفُرْجة الأرواح ، فيسري الشعور بأن كل شيءٍ، في هذا الوجود ينتشي ، يزدهي ، يتخضل، و يفتح مساماته للارتواء ويستبدل الأتراح بالبهجة والأفراح . عناصر الطبيعة يطالها التغيير لترتدي أثواب الزينة والجمال، وتبارح أسمال التقحل والاصفرار ، لكأنما الأرض ،بشعابها بسهولها وجبالها والوديان تسلخ جلدها المغبر، بسبب موسم الجفاف الجديب ، لتتزين برونق ثوبها المنور القشيب ، تنبعث رائحة الأرض المضمخة بأشذاء الرياحين ، المتضوعة بضوع الأقاحي والنرجس والياسمين ، يبدأ موسم التبرعم والإزهار وموسم الغيث والأمطار ، وما أن تستهل الأرض وتستهل الكائنات مقدم الضيف الحبيب تستحيل قبة السماء بآفاقها الرحبة الفسيحة إلى بهو تطرزه السحب العابرة للفضاء ، ذاهبةً وآيبة ، تلتمع السماء بالبروق ، مشبكة ألوان اللازرد بالبنفسج والإزرقاق . ويبدأ صوت هزيم الرعد يعزف ألحانه الحميمة لكأنما يقرع خصلات السحب المتناثرة لتزخ قطرات وأمزان الغيث المدرار، تهفهف النسمات ،وتتمايس الأغصان ،وتتفتح الورود والأزهار ، مع انفتاح عيون السماء كشذروان ، فتعزف الألحان بنشيج المزاريب ، وتوالي الانهمار ، ورويدًا رويدًا يأخذ الشحوب والتقحل ، بالمغادرة والانسحاب ، ليحل محله الخصب والإخضرار ، تستحيل الهضاب،والتلال رحاب مفروشة بالسندس الموشى بلون التورد معلنةً عن بدء موسم الخير والنماء. The post نيسان … و معشوقة الغيم والمطرِ appeared first on الاحداث الاخبارية - اخبار العالم.
مشاركة :