الخطوات الأولى لحظة دخولك إلى فعاليات “رمضاننا كدا2″، تقودك دون شعور منك إلى أولى أجنحة الفعاليات، وهي “خارجة البزورة”، التي تهتم بجميع أنشطة الأطفال، من خلال ركنين أساسيين هما “الحكواتي والحكيم الصغير”، إضافة إلى نشاطين آخرين يتمثلان في لعبة تركيب مكعبات بيوت جدة القديمة، وألعاب الرمل. وتستهدف فكرة “الحكواتي” مجموعة من الأطفال، حيث يحكى لهم بأسلوب قصصي بسيط معالم حياة الناس في المنطقة قديماً، كأنواع الحواري، وطريقة الملبس، والعادات الاجتماعية، بهدف ربطهم بتلك الحقبة المهمة في تاريخ جدة. طريقة تقديم قصص زمان عبر الحكواتي، يقوم عليها مجموعة من الشباب، من خلال شاشة عرض، تدعم القصص بالصور أو مقاطع الفيديو، تسهم في إيصال المعلومات التاريخية بطريقة ملفتة وتناسب شريحة الأطفال، الذين يتفاعلون مع “الحكواتي”، عبر طرح أسئلتهم واستفساراتهم، وهو ما يعطي انطباعاً بوجود فضول وتعطش لمعرفة طبيعة حياة “أهل أول” في منطقة الحجاز. يشير القائمون على الفعاليات من وضع ركن “خارجة البزورة” في بداية “رمضاننا كدا2″، بهدف فتح المجال أمام الأسرة للتجول بين مختلف الأجنحة الأخرى، بحيث يتركون أطفالهم يمارسون أنشطتهم تحت أيد أمينة، على أن تأخذ العائلة حظها من الاستمتاع. مدير فعالية “الحكواتي والحكيم الصغير” الدكتورة رائدة الحميدي، توضح أن فكرة الحكيم الصغير يقصد منها الطبيب المبتدئ، وحرصنا بالتنسيق مع مكتبة نوبل على إدخالها ضمن الفعاليات، بقصد عرض بعض الأفكار الطبية للأطفال على شكل ألعاب، بما يتناسب مع ميولهم واحتياجاتهم، بمشاركة مجموعة من طلاب وطالبات الطب. وأشارت الدكتورة الحميدي بأن الفعالية تحتوي على لعبة تركيب البيوت القديمة، ويقوم الأطفال بإعادة ترتيب البيت بأنفسهم، بهدف ربط شعورهم اللاواعي بالإرث التاريخي الذي تحويه المنطقة التاريخية، بطريقة ملفته ومحببه لهم في نفس الوقت، وتقول :” إن الإقبال على الركن يتزايد يوماً بعد يوم، وهو ما يعطينا دلاله على عمق مكانة المنطقة التاريخية في عقلية الأطفال، ويتضح ذلك من خلال كثرة استفساراتهم وأسئلتهم النوعية، والتي تتحدد في التركيز على التفاصيل بشكل دقيق”.
مشاركة :