الدوحة - الراية : أكد باحثون من وايل كورنيل للطب - قطر وجامعة قطر أنه يجري العمل على تطوير لقاح لعلاج فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19».. مشيرين إلى أنهم يعملون على تقديم الأدلة العلمية لتطوير اللقاح وترخيصه واتخاذ القرارات بشأن إدارته واستخدامه. تم إجراء دراسة بعنوان «التأثيرات الوبائية للقاح فيروس كورونا2 .. تحليلات النمذجة الحسابية»، بتمويل من برنامج الأولويات الوطنية للبحث العلمي المنبثق عن الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، من قبل مجموعة علم الوبائيات والأمراض المعدية في وايل كورنيل للطب - قطر بالتعاون مع الدكتور حسين أيوب من جامعة قطر، ومن المقرر أن تكون الدراسة خاضعة لاحقاً لمراجعة المحكّمين. وقالت الدكتورة منية مخول المؤلف، الرئيسة الأولى للدراسة الباحثة المشاركة لمرحلة ما بعد الدكتوراه في وايل كورنيل للطب - قطر: «يتم الآن تطوير العديد من لقاحات فيروس كوفيد-19 ولكن جميعها لا يزال في مرحلة مبكرة من التطوير.. لقد حرصنا من خلال هذه الدراسة على تقديم أدلة علمية يمكن أن تُرشد استراتيجية تطوير اللقاح وترخيصه واتخاذ القرارات بشأن إدارته واستعماله، وقد حددنا في هذه الدراسة السمات المفضلة للقاحات كوفيد-19 وتنبأنا بتأثيراتها على المستوى السكاني». وتوصلت الدراسة عبر نمذجة انتشار فيروس كورونا المستجد كوفيد-19 في الصين، إلى أن لقاحاً يقلل احتمال الإصابة بالعدوى بنسبة لا تقل عن 70% هو ما يحتاجه العالم للسيطرة على هذه العدوى .. مشيرة إلى إمكانية السيطرة على انتشار العدوى من خلال لقاح أقل فعالية، شرط اقترانه بتطبيق معتدل للتباعد الاجتماعي أو بانتشار مناعي واسع ضد الفيروس ناتج عن تعافي عدد كبير من الأشخاص أصيبوا خلال الموجة الحالية للعدوى. من جانبه، قال الدكتور حسين أيوب المؤلف الرئيس الثاني للدراسة الأستاذ المساعد في قسم الرياضيات والإحصاء والفيزياء بجامعة قطر: «قد يكون للقاح أيضاً تأثير كبير حتى ولو كانت فعاليته أقل من 70%، إذا ما قلّت نسبة نقل العدوى عند الأشخاص الذين يصابون بالفيروس بعد تلقيهم اللقاح أو إذا ما تعافوا بشكل أسرع». كما درس الباحثون مردود تكلفة لقاحات فيروس كورونا المستجد كوفيد-19 ووجدوا أن لقاحاً فعاليته 50% فقط يمكن أن يمنع انتقال عدوى واحدة لكل 2,4 أشخاص تلقوا اللقاح. في السياق، قالت الباحثة هيام الشميطلي المؤلفة المشاركة للدراسة الأخصائية الأولى في علم الوبائيات في وايل كورنيل للطب - قطر: «لمزيد من الفعالية ولتحقيق مردود تكلفة اللقاحات ولاستخدام الموارد بشكل أفضل، يجب أن تولي استراتيجيات التلقيح الأولوية لتلقيح الأشخاص الذين يبلغون 60 عاماً أو أكثر أو للمصابين بأمراض مزمنة، ومن ثم الانتقال إلى توفير اللقاح للفئات العمرية الأصغر سناً لتحصيل نتائج مثلى بأقل موارد ممكنة». بدوره، قال الدكتور ليث أبو رداد رئيس فريق البحث أستاذ سياسات وبحوث الرعاية الصحية مدير مختبر بحوث الإحصاءات الحيوية والوبائيات في وايل كورنيل للطب - قطر: «تعطينا نتائج الدراسة فسحة للتفاؤل وتبيّن أهمية اللقاح وفعاليته مقارنة بالتكلفة .. وأشارت دراستنا إلى أن لقاحاً فعاليته 50% لا أكثر، يمكن أن يحقق فرقاً كبيراً وقد يمكّننا من السيطرة على انتشار العدوى وما تسبّبه من مرض ووفاة واستئناف الأنشطة الاقتصادية وحياتنا الطبيعية».
مشاركة :