هشام سليم: أدعم ابني «نور» في حياته الجديدة

  • 5/5/2020
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة: «الخليج» حالة كبيرة من التعاطف والتضامن لا تخلو من الإعجاب، أظهرها رواد مواقع الاجتماعي بشجاعة الفنان المصري هشام سليم، بعد ظهوره في أحد البرامج التلفزيونية، خلال الأيام الماضية، وإعلانه بكل شجاعة، عن خضوع ابنته «نورا»، لعملية تحول، لتصبح ذكراً، بعد أن كانت أنثى، مع الإبقاء على اسم «نورا»، وحذف الألف من الاسم، ليصبح «نور»، مظهراً شجاعة نادرة، قلما يقوم بها أب في المجتمع المصري، وقوبل موقفه بتفاعل إيجابي كبير عبر «فيس بوك»، و«تويتر»، و«إنستجرام»، سواء من جمهور عادي، أو من فنانين زملاء له، واعتبر مغردون حديثه عن رحلة ابنه مع التحول «شجاعة نادرة»، و«غير مألوفة» في المجتمع.وأكد هشام سليم، نجل أسطورة كرة القدم المصرية، ورئيس النادي الأهلي المصري الأسبق، النجم الراحل صالح سليم، أنه كأب لا بد أن يساعد ابنه، سواء في عملية التحول، أو في أن يحقق شكل الحياة التي يريد أن يعيشها، فهو لم يختر أن يولد لديه خلل هرموني، ولا يوجد إنسان مسؤول عن نوعه، لأن الله سبحانه وتعالى يصورنا في الأرحام كيفما يشاء، لكن من الوارد أن يحدث خلل «هرموني» لا أحد مسؤولاً عنه، وهو ما اكتشفه «نور» بداخله، وكان من الشجاعة أن واجه نفسه بهذا، ولم يخفِه، من أجل إثبات حقه في الحياة. سنّ مبكرة قال سليم: عندما حدث ذلك كنت أعرف أن الموضوع ليس سهلاً، ولا أقصد بذلك عملية التحول نفسها، فهي بالتأكيد صعبة، لأنها تكون على أكثر من مستوى، وعبر أكثر من مرحلة، لكن معاناة «نور» بدأت في سن مبكرة، منذ طفولته تقريباً، فمنذ أن ولد كنت أرى أن جسمه جسم ولد تقريباً، وكنت أحدث نفسي كثيراً في هذا الموضوع، لكنني كنت أنتظر التحولات التي تحدث لأي طفل في مرحلة المراهقة، حتى جاءني في يوم، وكان بلغ 18 عاماً من عمره، وقال لي: «أنا عايشة في جسم غير جسمي».وأضاف: وقتها لم أندهش لأنني، كما قلت، كان يرادوني الشك منذ طفولته، لذلك عندما اتخذ قرار التحول، وهو الآن يبلغ من العمر 26 عاماً، كان لا بد أن أدعم هذا القرار الشجاع جداً، وأقف إلى جوار ابني «نور» على المستويات كافة، وفي كل المراحل التي يمر بها، خاصة أننا في مجتمع يرفض مثل هذه الأمور، على الرغم من أنها طبيعية، ويمكن أن تحدث لأي إنسان، ولا بد من مواجهة ذلك بشجاعة، لأن هناك بعض من يعانون هذه الحالة، تمنعهم العادات والتقاليد المجتمعية من تصحيح خطأ هم غير مسؤولين عنه، فضلاً عن المشاكل البيروقراطية التي يمكن أن يواجهها من يقوم بعملية التصحيح، و«نور» عانى طيلة العامين الماضيين، مشكلة تحويل أوراقه الرسمية من أنثى، إلى ذكر، فبطاقة الرقم القومي انتهت، وعندما جاء ليجددها، رفضوا في السجل المدني كتابته «ذكر»، فهم يرون أمامهم «ذكر»، لكن في الأوراق مكتوب أنثى، وهذا حقه بالتأكيد، لكن لا يوجد في القانون مواد واضحة لتنظيم مسألة التحوّل. مواجهة المجتمع وحول كيفية التعامل معه، من قبل الأسرة والمحيطين به، قال سليم: بالنسبة إلى ابني «نور» الحمد لله الأمور تسير بشكل جيد جداً، وكل المحيطين يعاملونه باعتباره «ذكر»، ويشجعونه على استكمال حياته بهيئته الجديدة، ومواجهة المجتمع بشجاعة، فأنا شخصياً أشفق على الأسرة التي تعاني مثل هذه المشكلة، سواء الابن، أو الابنة، ممن لديهم المشكلة، فلا بد من مواجهة الأمر بشجاعة. وحول التأخير في الإقدام على هذه الخطوة، أوضح: لأن «نور» ظل فترة لا يكلمني، لأنني كنت أتحدث معه باعتباره أنثى، وهذا أغضبه جداً، وجعله يتخذ موقفاً منيّ، وأنا التمست له العذر في ذلك، لأنه في مرحلة فارقة في حياته، وكان عليه اتخاذ قرارات مهمة جداً، لكن في الوقت نفسه كان صعباً عليّ جداً أن أمحو من ذاكرتي علاقة 18 سنة بين أب، وابنته، لكنني تفهمت ذلك، وحريص على دعمه بالتأكيد.وأضاف: الفجوة في التواصل بين الأبناء والآباء موجودة لدى كل أب، وابن، خصوصاً في مرحلة الصبا، والمراهقة، لكن هذه الفجوة تضيق عندما يكبر الأولاد، ويشعرون بأن توجيهات الآباء في الصغر تكون عادة في مصلحتهم، وليس ضدهم، وهو ما اكتشفه أولادي عندما تخطوا هذه المراحل، وكبروا، وزاد التقارب بيننا في التفكير بشكل كبير. مصارحة ومصالحة وعما إذا ما كان ما يقوله جرأة تحسب له قال سليم: هي ليست جرأة، أو شجاعة، بل مصارحة، ومصالحة مع النفس، لماذا نخشى دائماً مواجهة أنفسنا بالحقيقة؟ فهناك كثيرون يخسرون حياتهم، وأبناءهم بسبب عدم المصارحة، أو المصالحة مع الذات، فالاختلاف في وجهات النظر بين الأجيال طبيعي، ووارد، ولا بد أن يحدث، لكن المهم كيف ستتعامل معه، فأنا تربيت على أصول وتقاليد معينة، تربيت على احترام الكبير، وأن يكون لي دائماً كبير ألجأ إليه، وليس عيباً أن ألجأ لوالدي، واستعين به في كل كبيرة، وصغيرة، حتى أستطيع مواجهة الحياة فيما بعد، بعكس الأجيال التالية لي، والأجيال التي جاءت بعدنا، وصولاً للجيل الحالي، الذي تشارك في تربيته بشكل أكبر من الأب، والأم، أطراف كثيرة، منها وسائل التواصل الاجتماعي، والشارع، والأصدقاء، وليس هناك أب فاشل، وأب ناجح، لكن هناك أب يستطيع أن يجد وسيلة التواصل المناسبة مع أبنائه، وآخر لا يجدها.

مشاركة :