اتهم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الولايات المتحدة بتنفيذ عملية تسلل بحرية بهدف إطاحة نظامه لحساب زعيم المعارضة خوان غوايدو. وقال مادورو إنّ بلاده اعتقلت أميركيَّين حاولا مع مجموعة من "المرتزقة" فجر الأحد الماضي غزو فنزويلا من البحر، مشيراً إلى أنّ إجمالي عدد الموقوفين في القضية خلال 48 ساعة بلغ 15 شخصاً. وأضاف مادورو مخاطباً القيادة العليا للقوات المسلّحة إنّ السلطات اعتقلت "عنصرين أمنيين أميركيَّين يبلغان من العمر 34 عاماً و41 عاماً"، عارضاً عبر شاشة التلفزيون الحكومي جوازي سفرهما ووثائق أخرى. وأظهر مادورو ما قال إنها جوازات سفر أميركية وبطاقات هوية أخرى تخص إيران بيري ولوك دينمان، الذي قال إنه محتجز ويعمل مع غوردان غودرو، وهو جندي سابق في القوات الخاصة الأميركية ويقود شركة أمنية مقرها فلوريدا تسمى "سيلفركورب الولايات المتحدة الأميركية". وقدم مادورو الأميركيين المعتقلين على أنهما "أعضاء في جهاز أمن" رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب. وفي موازاة ذلك، اتهم المدعي العام الفنزويلي زعيم المعارضة غوايدو بالتآمر مع جندي سابق في القوات الخاصة الأميركية بقصد شنّ هجوم لإطاحة مادورو. وأفادت السلطات الفنزويلية بأن ثمانية أشخاص قتلوا خلال "محاولة التوغل الفاشلة" التي انطلقت من كولومبيا. وبحسب المسؤولين، وقع الهجوم في مدينة لا غوايرا، التي تبعد 20 كيلومتراً عن كراكاس والتي تضم أضخم مطار في البلاد. في غضون ذلك، تبنى غودرو، رئيس الشركة الأمنية الأميركية بفلوريدا، الهجوم. وقال إن "بيري ودنمان يعملون معي هؤلاء هم رفاقي". ونشر غودرو فيديو يعرّف فيه عن نفسه بأنه منظم الهجوم، إلى جانب الضابط العسكري الفنزويلي المنشق خافيير نييتو، وقال إن "المقاتلين على الأرض استمروا في تنفيذ عمليات في مناطق مختلفة من البلاد". ووصف أحد المقاتلين بأنه "القائد سيكويا"، الذي يبدو أنه إشارة إلى أنطونيو سيكيا، الذي حدده، أمس الأول، التلفزيون الحكومي باعتباره أحد الأشخاص الذين اعتقلوا. ويُصف غودرو بأنه "مخضرم كبير في القوات الخاصة في العراق وأفغانستان". في المقابل، نفى مسؤولون أميركيون أي تورط للحكومة الأميركية في عمليات التوغل المزعومة التي تحدث عنها الرئيس الفنزويلي المطعون في شرعيته. وقال مسؤول مطلع على الأمر إن رجلين أميركيين ألقي القبض عليهما ويعتقد أنهما محتجزان لدى المخابرات العسكرية الفنزويلية. وأضاف المصدر، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن اسمه، إن التفاصيل جاءت من اتصالات مع قوات الأمن الفنزويلية. وتابع مصدر آخر على دراية بتحليل المخابرات الأميركية والإبلاغ إن الوكالات الأميركية لا علاقة لها بأي غارات عسكرية في فنزويلا. غوايدو يشكك من جهته، شكك زعيم المعارضة غوايدو، الذي تعترف به واشنطن رئيساً مؤقتاً لفنزويلا، في رواية الحكومة عن أحداث الأحد الماضي، وأصر على أن مادورو يسعى إلى تشتيت الانتباه عن مشاكل أخرى في الأيام الأخيرة، بما في ذلك أعمال شغب قاتلة في السجن ومعركة عصابات عنيفة في كاراكاس. وقال فريق غوايدو: "نطالب باحترام حقوق الإنسان للأشخاص الذين اعتقلوا في الساعات الأخيرة".
مشاركة :