يحسم البرلمان العراقي اليوم الأربعاء الجدل الذي استمر ما يقارب الشهر حول عملية تمرير حكومة رئيس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي من عدمها بعدما دعا الى جلسة استثنائية للتصويت على مرشحي الوزارات والبرنامج الحكومي. وكان رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي قد دعا النواب لحضور جلسة مساء اليوم للتصويت على المنهاج الوزاري والكابينة الوزارية لحكومة مصطفى الكاظمي. والكاظمي هو ثالث شخصية يتم تكليفها بتشكيل حكومة، بعد إخفاق سلفيه عدنان الزرفي، ومحمد توفيق علاوي، في حشد تأييد لهما. وتنتهي المهلة الرئاسية الممنوحة للكاظمي في 9 مايو الجاري ولكن مراقبين يقولون إنه لا يزال يملك دعماً مشروطاً من غالبية القوى السياسية لتمرير كابينته في البرلمان. ولحصول تشكيلة الكاظمي على ثقة البرلمان يشترط تصويت الأغلبية المطلقة (50 بالمئة + 1) من عدد الأعضاء الحاضرين لصالح منح الثقة، فيما اتفقت القوى السياسية على أن مهمة الحكومة الجديدة هي الدعوة إلى انتخابات مبكرة ومواجهة الأزمة المالية وجائحة كورونا. وتوقعت مصادر في تصريحات لـ«الاتحاد» أن الكاظمي «سينال الثقة، غير أنه قد لا يتم التصويت بالثقة على كل أعضاء الحكومة البالغ عددهم 22 وزيراً«. وأضافت أن «الكتل السياسية وبرغم كل المشاكل التي تعانيها البلاد مارست ضغوطاً كبيرة جداً على الكاظمي، بما في ذلك التدخل بالتفاصيل في اختيار الوزراء، علماً بأن معظمها أعلنت أنها منحته تفويضاً كاملاً في اختيار الوزراء«. وفيما تشدد السلطات الأمنية العراقية من إجراءاتها الأمنية، يواصل الكاظمي مشاوراته مع الكتل السياسية لضمان نيل حكومته الثقة، والتقى، بمكتبه في القصر الحكومي رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي وأعربا خلال اللقاء «عن تطلعهما لتشكيل حكومة قوية تلبي طموحات الشعب العراقي ومطالبه المشروعة». وكشف عضو المكتب السياسي لتيار الحكمة الوطني، فادي الشمري، عن الكتل السياسية التي ستصوت لصالح تمرير حكومة الكاظمي، وقال في تغريدة على تويتر إن «الحكمة والفتح وسائرون والنصر وتحالف القوى والأحزاب الكردية سيصوتون لصالح تمرير حكومة مستقلة.« وحسب المصادر فقد تم تغيير المرشح لمنصب وزارة الخارجية، وتمت تسمية وكيل وزارة الخارجية الحالي نزار الخير الله للمنصب، فيما تم الاتفاق على ترشيح قائد القوات البرية الفريق الركن جمعة عناد لمنصب وزير الدفاع، ورئيس أركان الجيش الحالي الفريق الأول الركن عثمان الغانمي لمنصب وزير الداخلية وترشيح ناصر حسين بندر لحقيبة النقل، وعدنان درجال لوزارة الشباب والرياضة، ومحمد كريم جاسم للزراعة. ولم تنقطع الاجتماعات ضمن تحالف «الفتح» في منزل رئيسه هادي العامري، بحضور ممثلي الكتل الشيعية لمتابعة مستجدات قائمة مرشحي الكابينة الوزارية المقترحة لرئيس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي.
مشاركة :