حسم فنان العرب السعودي محمد عبده الجدل القائم على لقب «فنانة الخليج»، ومنح اللقب للإماراتية أحلام، كونها تتفوق على غيرها بخامة صوتها، لافتاً إلى أن الكويتية نوال تمتلك صوتاً جميلاً، لكن أحلام لديها مساحات الصوت أوسع ومخارج الحروف أوضح. وقال محمد عبده، خلال ظهوره في برنامج «ياهلا رمضان» الذي تبثه قناة «روتانا خليجية» فجر أمس (الأربعاء): «حينما تنجح أية أغنية بصوتي هناك من يتوهم بأنني خطفتها منهم، لكن ليس من عادتي خطف الأغاني من أحد»، مشيراً إلى أنه حفظ جميع الألحان اليمنية وتراث الموسيقى الحجازية والخليج العربي، وأصبح يغني بها في المجالس. وأضاف أنه لم يغنِّ يوماً كلمات رديئة، لكن هناك أغنيات لها ذكريات لدى الناس، لذلك يرون أن الأغاني القديمة له أفضل من الجديدة، مؤكداً أن النجاح في الوسط الفني له مقاييس عدة، بينما الانتشار يكون عبارة عن حظ ونصيب للأغنية في بعض الأحيان. وعن نجاح أغنية «الأماكن»، أوضح أنها فرضت وجودها على الساحة، في فترتها، وانتشارها في العالم العربي، وكان الناس في حاجة إلى معانيها وأبعادها في فترة صدورها. ورفض محمد عبده ترتيب الفنانين عبدالمجيد عبدالله ورابح صقر وراشد الماجد بحسب الأهمية، واعتبر نفسه خارج المنافسة باعتباره من الرعيل الأكبر، وتحدث عن محبته لرابح، بقوله: «يعجبني أسلوبه الغنائي ودمجه بين الأنواع الموسيقية الغربية والعربية، إضافة إلى تميزه بتواصل دائم وقريب». وتابع: «الفرق بين طلال سلامة وغيره من الفنانين أنه مطرب على رغم توجهه إلى الأغاني الشبابية والسريعة أكثر من الطربية، بينما راشد الماجد له مزمار خاص به في حلقه وصوته له بصمة خاصة، في حين أن فهد الكبيسي يتمتع بصوت نقي، وأتوقع له أن يكون من الأصوات الطربية التي ستلمع، وكذلك راشد الفارس من الأصوات الجميلة»، معلناً برنامجاً تلفزيونياً بعنوان: «فنان العرب» سيختار من خلاله أفضل الأصوات العربية والخليجية. وأكد أن الفنانة أحلام تملك نبرة صوت خليجي بحت بكل ما فيه من سحر، وبالنسبة إلى التاريخ الحديث فهي بالطبع فنانة الخليج الأولى، معتبراً أن مساحات صوت أحلام أوسع ومخارج حروفها أوضح من الفنانة نوال التي تملك أيضاً صوتاً مميزاً. وذكر أن طلال مداح كان فناناً شريفاً وصادقاً، لكن الغالبية العظمى من بطانته سيئة، «دائماً يكون حول الفنان بطانة، وإذا كانت سيئة تنعكس عليه وإن كان الفنان بريئاً منها»، لافتاً إلى أن فن طلال مداح وإبداعاته تعيش إلى الوقت الحاضر. وعاد محمد عبده إلى طفولته اليتيمة من ناحية الأب الذي لم يعرفه ولم ير صوره حتى، لأنهم أحرقوها من كثرة بكاء شقيقته كلما رأتها، مضيفاً أن والدته كانت سيدة حنونة وعصامية ربتهم بكل حب واجتهاد، وانتقل من القرية إلى المدينة في سن ثلاثة أعوام، وعاش معاناة كبيرة في طفولته، لأنه كان يتمنى دائماً أن يعيش مثل بقية أطفال جيرانه في الحارة، إذ كانوا ينتمون إلى عائلات كبيرة وثريّة، ومعظمهم كانوا من كبار التجار. وتابع: «بدأت العمل بعمر سبع سنوات مساعد موزع بريد، وصبياً يُرسل لجلب الأغراض لسيدة المنزل، وعملت بعد الظهر على بسطة كنت أبيع فيها الفواكه، قريبة من زاوية كنت أؤدي فيها الآدان». ويتذكر محمد عبده كيف عندما كان يستلقي على السطح في الليل مع والدته ويعدُها ببناء قصر لها، ولكنها للأسف حين زارت القصر كانت متقدمة في العمر كفيفة، وكانت وصيتها دائماً أن يكون صادقاً مع الناس وطيباً في التعامل معهم، ويحرص على الصلاة. وأوضح أن بدايته مع الإذاعة والتلفزيون عام 1961، إذ كان يسجل الأسطوانات والتسجيلات، ويؤدي على مسرح الإذاعة الذي كان يعج بنجوم الفن؛ كطارق عبدالحكيم، وطلال مداح، وعبدالله محمد. وأكد أن إبراهيم خفاجي، الذي آمن به ملحناً لأن صوته كان لم ينضج بعد في تلك الفترة، حثه على الثقافة الموسيقية وقام بتدريسه التراث الموسيقي، فكوّن شخصيته الموسيقية الفريدة بعيداً عن تقليد الكبار اللذين تأثر بهم. وفي فقرة السحور بالبرنامج اختار محمد عبده الرئيس التنفيذي لشركة روتانا للصوتيات والمرئيات سالم الهندي ضيفاً له ليشاركه الجلسة النهائية من البرنامج، وتحدثوا عن الاتفاق مع «روتانا» لتوثيق مسيرة محمد عبده، وهو مشروع مميز سيُنفذ مع شبكة قنوات روتانا وروتانا للصوتيات والمرئيات. وقال الهندي: «التعامل مع محمد عبده في منتهى السهولة، فهو يعرف ما يريد ومتفهّم».
مشاركة :