كرة القدم تجمع الليبيين في رمضان: الحرب يجب أن تنتهي

  • 6/25/2015
  • 00:00
  • 24
  • 0
  • 0
news-picture

ارتدى لاعبو الفريقين في طرابلس قمصاناً طبعت عليها أحرف تشكل معاً اسم ليبيا، ليشاركوا في مباراة ودية لكرة القدم ضمن مجموعة مباريات في شهر رمضان تهدف الى جمع الليبيين من كل مناطق البلاد التي تمزقها الحرب منذ سنوات على هدف واحد: انهاء الحرب. وتحت شعار «في الميدان من اجل السلام» الذي توسط لافتة كبيرة علقت خلف احد المرميين، جلس عشرات المتفرجين داخل الملعب الصغير المسيج في وسط العاصمة الليبية وخارجه، يتابعون بحماسة المباراة وقد حمل بعضهم اعلاماً بيضاً طُبع عليها شعار المباراة ذاتها. وقال العارف بن ساسي (52 سنة) الذي يعمل تاجراً في طرابلس: «افتقدنا واشتقنا للخير والسلام والرياضة (...) فقد ابتعد عنا هذا الجو منذ سنتين. اليوم نجتمع مع بعضنا بعضاً هنا في شهر رمضان مثل الإخوة. نحن ليبيون، اذاً نحن إخوة». وأضاف بن ساسي الذي كان يجلس بين مشاهدين آخرين داخل الملعب: «نتمنى ان يتحقق ما قامت من اجله الثورة، حتى ولو قليلاً منه، فنحن لا نطمع بالكثير، نريد فقط ان نراه يتحقق. لقد ظلمنا في السنوات الأخيرة، وهذا ليس ما توقعناه. مللنا الحرب، وحان الوقت كي تنتهي». وتعيش ليبيا الدولة الغنية بالنفط والغاز والبالغ عدد سكانها حوالى ستة ملايين نسمة، صراعاً على السلطة منذ اســـقاط نظام مـعمر القذافي في العام 2011، اثر ثورة شـــعبية دامية اطاحت السلطة التي حكمت هذا البلد بيد من حديد لنحو اربعين عاماً. ويقول محمد محمود حمودة رئيس مجلس ادارة جمعية «اتش تو او» غير الحكومية التي تعنى بتفعيل دور الشباب في المجتمع الليبي منذ 2011 وتنظم مباريات لكرة قدم في طرابلس في رمضان: «جمعنا لاعبين قدامى وشباناً من اجل رفع شعار بات مطلب كل الليبيين: ليبيا الى السلام». ويضيف: «اللاعبون هنا من مناطق مختلفة، وقد قررنا تنظيم مباراة اليوم والمباراتين الأخريين في شهر رمضان كونه شهر التسامح... اخترنا كرة القدم لتحمل رسالتنا لأن شعبيتها كبيرة في ليبيا، ولأن كرة القدم فيها تواصل وتنافس شريف وهدف مشترك، وهذا ما ينقصنا حالياً في ليبيا من اجل ان نصل الى السلام، وهو ان يكون لنا هدف مشترك وتنافس شريف وتواصل بين بعضنا بعضاً». وليبيا في رمضان الحالي، وبعد نحو سنة من المعارك التي شهدها رمضان السابق وانقسمت معها البلاد بين محورين، هادئة وكأنها دخلت في هدنة غير معلنة، وتراجعت وتيرة المعارك بين طرفي النزاع عند اطراف المناطق الخاضعة لسيطرة كل منهما في الغرب والشرق، وقلّت اخبارها في وسائل الإعلام الموالية للجهتين. ولا يخرق هذا الهدوء سوى اخبار المواجهات التي يخوضها مسلحون مع تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف في مدينة درنة في الشرق، والغارات التي يتعرض لها مسلحو هذه الجماعة الجهادية في مدينة سرت الخاضعة لسيطرتها على مسافة نحو 450 كلم شرق العاصمة. وفي طرابلس التي تديرها حكومة لا تحظى باعتراف المجتمع الدولي ويساندها تحالف جماعات مسلحة تحت مسمى «فجر ليبيا»، تكتظ اسواق الخضار واللحوم والمواد الغذائية يومياً بالزبائن، بينما اختفت اصوات الرصاص وراجمات الصواريخ المجهولة المصدر والهدف والتي كانت تبلبل مساء المدينة في وتيرة شبه يومية. حتى ان الكهرباء التي كانت تنقطع ساعات طويلة قبيل بدء شهر رمضان في طرابلس، استعادت وتيرتها شبه الطبيعية، ولم تعد تنقطع في غالبية مناطق العاصمة سوى ساعة وساعتين يومياً. وفي ملعب كرة القدم في وسط طرابلس، حيث كانت تنظم واحدة من المباريات الجامعة الثلاث بمبادرة من منظمة «اتش تو او»، رفعت عند زوايا السياج الذي يلف الملعب لافتات عمودية كتب عليها اسماء العديد من المدن الليبية، من الشرق والغرب والجنوب والشمال. وتعالت صيحات المتفرجين مع الأهداف التي كان يسجلها لاعبو الفريقين المؤلفين من ثمانية افراد لكل فريق، وقد جلس بعض المشاهدين امام جدارية كتب عليها «ليبيا حرة» قرب صورة للقذافي وهو يضع نظارتين شمسيتين كتب تحتها «مجرم مطلوب». وقال هشام زياني وهو احد اللاعبين المشاركين في المباراة التي نظمت قبيل موعد الإفطار: «مبادرة اليوم يشارك فيها لاعبون من كل المناطق، من الزنتان ومصراتة وبنغازي وطرابلس وغيرها من المدن. مللنا الحرب فعلاً. يجب ان نصلح حالنا، فنحن شعب طيب».

مشاركة :