قال أعضاء في برلمان كوريا الجنوبية بعدما تلقوا إفادة من جهاز استخبارات البلاد، الأربعاء، إن ما من مؤشرات على أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون خضع لجراحة في القلب عندما اختفى من وسائل الإعلام الرسمية لمدة ثلاثة أسابيع، لكنه قلص نشاطه العام بسبب مخاوف متعلقة بفيروس كورونا. وقال أعضاء لجنة الاستخبارات في البرلمان الكوري الجنوبي بعد اجتماع مع وكالة المخابرات الوطنية إن التقارير "لا أساس لها". وصرح عضو اللجنة كيم بيونغ-كي للصحفيين "تقييم وكالة الاستخبارات الوطنية هو أنه لم يخضع على الأقل لأي إجراء طبي أو جراحة تتعلق بالقلب". وتابع "كان يؤدي واجباته على النحو المعتاد عندما كان بعيدا عن الأنظار... على الأقل لا توجد مشكلة صحية تتعلق بالقلب". لكنه أضاف أن كيم لم يظهر سوى 17 مرة علنا منذ بداية العام مقارنة بـ50 مرة في المتوسط في السنوات السابقة، وهو ما أرجعته وكالة الاستخبارات إلى احتمال تفشي فيروس كورونا في الشطر الشمالي. وقال كيم بيونغ-كي "يركز كيم جونغ أون على تعزيز شؤون داخلية مثل قوات الجيش واجتماعات الحزب الحاكم، وأدت المخاوف إزاء فيروس كورونا إلى تقليص نشاطه العام أكثر". وأضاف "مع أن كوريا الشمالية تقول إنه ليس لديها أي حالات، لا يمكن استبعاد وجود تفش هناك نظرا لأنه كان لديها حركة تبادل نشطة مباشرة بين الناس مع الصين قبل إغلاق الحدود في أواخر يناير". وذكر أن كيم جونغ أون أمر باتخاذ إجراءات لمنع انتشار المرض وتحقيق استقرار الأسعار وتعزيز الانضباط بالجيش لأن إغلاق الحدود والأسواق أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتسابق على الشراء بدافع الهلع في العاصمة بيونغ يانغ. ولم تنشر وسائل الإعلام الرسمية في الشمال شيئا عن غياب كيم لمدة ثلاثة أسابيع ما أثار عاصفة من التكهنات عن صحته ومكانه قبل أن يظهر من جديد السبت. وذكر إعلام كوريا الشمالية، السبت، أن كيم حضر الانتهاء من تشييد مصنع للأسمدة، وهو أول تقرير عن ظهوره علنا منذ 11 أبريل. تلك الزيارة وفق كيم بيونغ-كي، تهدف على ما يبدو لإظهار عزمه على تخفيف شح الطعام وبناء اقتصاد معتمد على الذات. وكان موقع (ديلي إن كيه) الإخباري الإلكتروني، الذي يتخذ من سول مقرا له ولديه مصادر داخل كوريا الشمالية، قد قال في أبريل إن كيم يتعافى بعد خضوعه لإجراء خاص بالقلب والأوعية الدموية. ولم يظهر كيم علنا منذ أن ترأس اجتماع المكتب السياسي لحزب العمال في 11 أبريل. وفي اليوم التالي أفادت وسائل الإعلام الرسمية بأنه تفقد طائرات مقاتلة في وحدة للدفاع الجوي. وتزايدت التساؤلات في الأيام الأخيرة حول صحة الزعيم الكوري الشمالي بعد غيابه عن احتفالات ذكرى ميلاد مؤسس النظام كيم إيل سونغ في 15 أبريل، وهي أبرز مناسبة سياسية في البلاد. ومع انتشار شائعات حول وضعه الصحي، أعلنت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة مرارا أنهما لا تملكان أي معلومات تؤكد أيا من التكهنات المطروحة. وظهر  كيم في مشاهد بثها التلفزيون الرسمي السبت وهو يسير مبتسما ويدخن سيجارة لدى افتتاح المصنع الواقع في سونشون، شمال بيونغ يانغ.  وأعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن سروره لعودة كيم الذي بدا بصحة جيدة، وكتب في تغريدة السبت "أنا شخصيا سعيد بأنه عاد، وهو بصحة جيدة!". ويوم الأحد، أفاد مسؤول في مكتب الرئاسة في كوريا الجنوبية بأن "من غير المرجح أن يكون الزعيم كيم خضع لعملية جراحية". وقال وفق ما نقلت عنه وكالة يونهاب إن "وسائل الإعلام أطلقت تكهنات حول عملية جراحية لكيم وتحدثت عن تغيير في مشيته". ولم تكن تلك المرة الأولى التي يتوارى فيها كيم عن الأنظار. ففي 2014 غاب عن الحياة العامة لستة أسابيع قبل أن يظهر مجددا وهو يمشي متكئا إلى عصا. وبعد بضعة أيام، أوضحت أجهزة الاستخبارات الكورية الجنوبية أنه خضع لعملية جراحية لاستئصال كيس دهني من كاحله.