رفع مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي سقف مطالب بلاده في مفاوضاتها مع الدول الست المعنية بملفها النووي، إذ رفض تجميداً طويلاً للبحوث النووية وحظّر تفتيش المنشآت العسكرية. وقبل أقل من أسبوع على نهاية مهلة المفاوضات آخر الشهر، قال خامنئي خلال إفطار جمع أبرز القادة الإيرانيين: «الجميع في إيران، بمَن فيهم أنا والحكومة والبرلمان والقضاء والأجهزة الأمنية والعسكرية وكل المؤسسات، يطالبون باتفاق جيد يتّسم بالعزة والإنصاف يضمن عظمة بلادنا ويراعي مصالحها». ودافع عن الوفد المفاوض مع الدول الست، إذ اعتبره «أميناً وغيوراً وشجاعاً ومتديناً»، علماً أن نائباً إيرانياً كان اتهم رئيس الوفد وزير الخارجية محمد جواد ظريف بالخيانة. ودعا المرشد إلى عدم «تجاهل حقيقة أن النقد أسهل من العمل، لأن رؤية عيوب الطرف الآخر أمر سهل، لكن إدراك مصاعبه وهواجسه وفهمها، أمر صعب». وأشار خامنئي إلى أن «شخصية محترمة في المنطقة نقلت رغبة الرئيس الأميركي (باراك أوباما) بإجراء مفاوضات والاعتراف بإيران قوة إقليمية وتسوية الملف النووي ورفع العقوبات خلال ستة أشهر»، لافتاً إلى أن «إيران قبلت العرض، على رغم عدم ثقتنا بالأميركيين». وكان المرشد يشير إلى زيارة أجراها سلطان عُمان قابوس بن سعيد لطهران في 4 آب (أغسطس) 2009. واتهم الولايات المتحدة بطرح «صيغة معقدة» لرفع العقوبات لا تضمن إزالتها في شكل كامل، معتبراً أن واشنطن «تسعى إلى تدمير صناعتنا النووية برمتها». وشدد على أن «إلغاء العقوبات يجب ألا يربط بتطبيق إيران التزاماتها». وخاطب الغربيين قائلاً: «لا تقولوا طبّقوا التزاماتكم ثم (انتظروا) أن تصادق الوكالة الدولية للطاقة الذرية عليها، من أجل أن ترفع العقوبات. لا نقبل هذا الأمر بأي طريقة». واعتبر أن الوكالة «ليست مستقلة ولا عادلة». وطالب خامنئي بـ «إلغاء فوري لكل العقوبات الاقتصادية والمالية والمصرفية، سواء المفروضة من مجلس الأمن أم من الكونغرس والإدارة الأميركيّين، حال توقيع الاتفاق»، معتبراً أن «بقية العقوبات يجب رفعها في غضون مهل زمنية معقولة». وكرّر رفضه عمليات «تفتيش غير تقليدية، أو استجواب شخصيات إيرانية أو تفتيش مواقع عسكرية»، معتبراً الأمر «خطاً أحمر». وزاد: «عكس ما يطالب به الأميركيون بإلحاح، لا نوافق على فترة تقليص طويلة (لنشاطات تخصيب اليورانيوم) تبلغ 10-12 سنة. هذا قول متغطرس ومرفوض، وأبلغناهم عدد سنوات التقليص الذي نقبل به». وشدد على أن «تجميد البحوث والتطوير (للبرنامج النووي الإيراني) أمر ليس مقبولاً». إلى ذلك، قالت الناطقة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم أن تمديد المفاوضات النووية «ليس مطروحاً الآن ولا أمراً متوقعاً». واستدركت: «نريد اتفاقاً جيداً ولا نقيّد أنفسنا بإطار زمني. هناك مَن يعتقد باحتمال تمديد المفاوضات، لكن ممكن أيضاً التوصل إلى اتفاق قبل المهلة المحددة».
مشاركة :