قتل 14 شخصا، وأصيب 21 في هجوم انتحاري نفذته حركة الشباب الصومالية في العاصمة مقديشو واستهدف موكبا دبلوماسيا تابعا للسفارة الإماراتية. وقال المسؤول في الشرطة الصومالية، إن الهجوم لم يؤد إلى إصابة أي دبلوماسي إماراتي لأن الموكب الأمني الصومالي المرافق لهم تمكن من صد الانتحاري بواسطة الآلية التي كانوا فيها. من جهتها، تبنت حركة الشباب الهجوم الذي يعتقد أنه الأول ضد هدف للإمارات في الصومال. وبحسب المعلومات الصادرة أمس فإن «سيارة ملغومة تابعة لحركة الشباب الصومالية أصابت سيارة عسكرية قتل فيها أشخاص مدنيون وأصيب آخرون نقلوا إلى المستشفى، في الوقت الذي قال فيه مسؤولون صوماليون إلى وجود انتحاريين صدم آلية بسيارته موقعا ضحايا». وذكرت التقارير أن الانتحاريين كانا يستقلان سيارة اصطدما بسيارة عسكرية ترافق موكب سفير الإمارات في العاصمة الصومالية مقديشو، ووقع الهجوم قرب سفارة دولة الإمارات، حيث استهدفت السيارة المفخخة موكبًا لمسؤولين إماراتيين أثناء مروره في حي هذن وسط مقديشو.وأعلنت حركة الشباب الصومالية أمس مسؤوليتها عن التفجير، وقالت إنها استهدفت مسؤولين من الإمارات مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص. وقال الشيخ عبد العزيز أبو مصعب المتحدث باسم العمليات العسكرية في الشباب لـ«رويترز»: «استهدفنا مبعوثي العدو من الإمارات وألحقنا الخسائر بهم وبقواتهم»، على حد تعبيره. وقال حسين أفراح وهو ضابط في الجيش الصومالي، إن التفجير استهدف مدربين عسكريين من الإمارات لكنهم لم يصابوا بأذى، وبحسب المعلومات الأولية فإن محمد أحمد العثمان السفير الإماراتي لدى الصومال نجا من الهجوم الإرهابي. وبدأ العثمان مهمته في الصومال العام الماضي في أبريل (نيسان)، حين قدم أوراق اعتماده سفيرًا فوق العادة ومفوضًا لدولة الإمارات لدى الصومال الفيدرالية، عند حسن شيخ محمود الرئيس الصومالي بمقر الرئاسة بمقديشو. إلى ذلك، أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية عن إدانة بلاده الكاملة واستنكارها للهجوم الإرهابي في العاصمة الصومالية مقديشو والذي أسفر عن وقوع عدد من الضحايا من الأبرياء والجرحى. وأعرب المتحدث، في بيان صحافي عن خالص تعازيه لأسر الضحايا والصومال حكومة وشعبًا، متمنيًا سرعة الشفاء للمصابين، ومجددًا التأكيد علي خطورة ظاهرة الإرهاب وأهمية تضافر الجهود الدولية والإقليمية للتصدي لتلك الظاهرة بكل أشكالها وصورها من أجل تحقيق الاستقرار والأمن في مختلف أنحاء العالم. من جانبه استنكر الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، العمل الإرهابي الذي استهدف موكبا إغاثيا إماراتيا في العاصمة الصومالية مقديشو. وأكد قرقاش أن أعضاء الموكب الإغاثي الإماراتي بخير ولم يصب أي منهم بأذى بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الإماراتية (وام). وعبر عن أسفه الشديد لسقوط عدد من الضحايا الأبرياء من أبناء الشعب الصومالي، وقدم خالص تعازيه لأسرهم وتمنياته بالشفاء العاجل للجرحى. وقال الدكتور أنور بن محمد قرقاش: «إننا نتابع الموقف والتحقيقات المرتبطة بالحادث»، مؤكدا أن هذا العمل الإرهابي لن يثني الإمارات عن التزامها المبدئي بدعم الصومال وشعبه الشقيق في التصدي لخطر الإرهاب. وأضاف: «إننا سنواصل العمل جاهدين لدعم الأمن والاستقرار والتنمية في الصومال»، مشيرا إلى أن هذا العمل الإرهابي يؤكد ضرورة التصدي بكل قوة للإرهاب كما يؤكد على ضرورة تسخير كل الجهود الدولية في الحرب ضد التطرف والإرهاب. وبحسب معلومات يأتي هذا الهجوم من الحركة الإرهابية ضد الحكومة وضد السفير الإماراتي بسبب ما قدمته أبوظبي من مساعدات عسكرية إلى الشرطة الصومالية، وذلك ضمن إطار الدعم الذي تقدمه إلى شعب وحكومة الصومال في شتى المجالات، حيث تم تسليم المساعدات خلال مناسبة أقيمت في العاصمة الصومالية مقديشو. وشملت المساعدات التي قدمتها الإمارات إلى الشرطة الصومالية تسع عربات مصفحة وسبع دراجات للشرطة و10 سيارات رباعية الدفع، إضافة إلى سبعة صهاريج وسيارة مصفحة خاصة لوزير الأمن الداخلي. وكانت حركة الشباب الصومالية هاجمت الأحد الماضي قاعدة للاستخبارات الصومالية في مقديشو، لكن المهاجمين قتلوا قبل أن يوقعوا ضحايا، وقتل نحو 15 شخصا على الأقل ا خلال اشتباكات وقعت يوم السبت الماضي بين الجيش وجماعة «الشباب» الإرهابية الصومالية. ومباشرة بعد وقوع الهجوم، أعلنت جماعة الشباب مسؤوليتها عن الهجوم على موقع «صوماليميمو» الإلكتروني، الموالي للمتمردين، زاعمة أنها قتلت أكثر من 20 جنديا صوماليا ورجل شرطة. وسبق أن زادت حركة الشباب التي تريد الإطاحة بالحكومة المدعومة من الغرب في مقديشو، من هجماتها المفاجئة خلال شهر رمضان. وقال الشيخ عبد العزيز أبو مصعب، المتحدث باسم العمليات العسكرية للحركة، إن مقاتليه قتلوا 12 ضابطا في الهجوم على مركز شرطة أفجوي، وخسروا مسلحا واحدا في المعركة الثانية، وأضاف أن الشرطة هاجمتهم، لكن «بعد معركة، أحرقنا سيارة للشرطة، وتركنا الشاحنة التي أخذناها، استشهد مقاتل من طرفنا». ويسلط الهجوم الأحدث الضوء على قدرة الحركة على شن هجمات، رغم أنها خسرت أراضي ومعاقل منذ بداية عملية عسكرية كبرى ضدها، العام الماضي.
مشاركة :