النظام السوري يشكّل «لواء درع الجزيرة» في الحسكة لمواجهة الأكراد و«داعش»

  • 6/25/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تحت عنوان «مواجهة الانتهاكات التي يتعرض لها العرب في المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الكردية والدفاع عن الشرف الوطني ودحر الإرهابيين»، أعلن يوم أمس عن تأسيس «لواء درع الجزيرة السورية»، في محافظة الحسكة، ووجهت الدعوة إلى شيوخ القبائل العربية لتجهيز خطة ميدانية شاملة. وأتى تشكيل «درع الجزيرة» المؤلف من «بقايا الدفاع الوطني وشبيحة النظام وحزب البعث إضافة إلى ضباط إيرانيين دخلوا على الخط أخيرا في المعركة»، بعد زيارة رئيس الحكومة السورية وائل الحلقي ورئيس الاستخبارات السورية السابق اللواء علي المملوك إلى القامشلي ولقائهما عددا من الضباط في المنطقة»، وفق ما أشار المسؤول المحلي الكردي في الحسكة، ناصر حاج منصور لـ«الشرق الأوسط». وكانت معلومات قد أشارت إلى أن المملوك اجتمع خلال زيارته باللواء محمد منصورة، المعروف بـ«حاكم محافظة الحسكة» نظرا إلى المسؤوليات الأمنية التي يتولاها، وبعدد من شخصيات المنطقة لحضّهم على تشكيل قوات مشتركة لمواجهة تنظيم «داعش» وعمليات التطهير العرقي التي يتّهم بها الأكراد. وأشارت المعلومات نقلا عن مصدر في الحكومة السورية إلى أن «درع الجزيرة» يتألف من مقاتلي العشائر العربية السنّية والمقاومة الشعبية و(الدفاع الوطني) و(المغاوير) و(كتائب الوفاء) و(قوات السوتور)»، موضحا أن «هذا اللواء سيخضع للحرس الجمهوري بشكل مباشر». في المقابل أكد ناصر حاج منصور أنّ «عدد عناصر هذا اللواء لا يتعدى المئات، وهم معروفون بأنه من الشبيحة وخريجي السجون الذين يقوم النظام بإغرائهم بالمال. ومما لا شك فيه أن مهمتهم ستكون محاولة إثارة النعرات الطائفية والعرقية والقيام بأعمال تخريبية، بما يتوافق مع سياسة النظام التي اعتدنا عليها». يذكر أن محافظة الحسكة (معروفة أيضا باسم الجزيرة السورية)، تقع في شمال شرقي سوريا ومركزها مدينة الحسكة. وأضاف أن «الجزيرة السورية جزء لا يتجزأ من سوريا ومن غير المسموح لأي جهة استغلال الظروف الاستثنائية الذي يمر به الوطن من أجل تنفيذ أية أجندة انفصالية أو فدرالية تحت أي عنوان كالديمقراطية وتآخي الشعوب لأننا شعب واحد وسنواجه بقوة وبكل الأسلحة المتاحة والكبيرة والمتعددة أي محاولات عبثية بمصير الجزيرة السورية». وجاء في بيان تشكيل «درع الجزيرة»، رفض الممارسات العنصرية بحق أي مكون، ورفض سيطرة أي مكون على المكونات الأخرى بقوة السلاح وتحت عنوان الديمقراطية، محذرا من إيذاء الأبرياء من أبناء القبائل العربية عبر التهم الجاهزة ومنها التعامل مع الإرهاب وبهدف التطهير العرقي وتهجير أهل الأرض التاريخيين. ودعا البيان شيوخ القبائل العربية في الجزيرة السورية إلى الإسراع في تجهيز خطة ميدانية شاملة تحسبًا لأي تطورات يمكن أن تمس الوجود العربي في أرضه التاريخية، وذلك بالتنسيق المباشر مع الدولة التي نرفض أن تحل محلها أية سلطة أو إدارة أخرى من شأنها أن تعطي مؤشرات عنصرية مكسوفة ومخيفة». ويوم أمس، وقع تفجيران وسط مدينة الحسكة وفق ما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان، مشيرا إلى أن مهاجمين ينتمون إلى تنظيم «داعش» قتلوا عشرة أشخاص على الأقل وأصابوا العشرات في هجومين انتحاريين منسقين وسط مدينة الحسكة. وقال المرصد إن ثلاثة مهاجمين انتحاريين على الأقل استهدفوا مجمعا أمنيا رئيسيا للجيش النظامي السوري في قلب الجزء الخاضع لسيطرة الحكومة بالمدينة، بينما نسف مهاجم آخر نفسه في الجزء الكردي من المدينة عند مركز للشرطة تديره وحدات حماية الشعب الكردية. والمدينة التي يسكنها خليط عرقي مقسمة إلى مناطق منفصلة تديرها حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، وإدارة كردية لها ميليشيا جيدة التنظيم. وأشار المرصد إلى أن الأكراد والسلطات السورية، كليهما، يعمدان إلى عدم الكشف عن أعداد الضحايا. ونقلت «رويترز» عن أحد سكان المنقطة قوله إن «الأكراد والقوات السورية أغلقا الطرق الرئيسية داخل المدينة بعد الانفجارات». وأكدت الوكالة العربية السورية الرسمية للأنباء (سانا) أن مهاجمين انتحاريين فجرا سيارتين ملغومتين إحداهما قرب دوار بالمدينة والأخرى بالقرب من مستشفى للأطفال، مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة 13. وفي وقت سابق هذا الشهر طرد الجيش النظامي السوري تنظيم داعش بعدما حقق تقدما خاطفا جنوبي المدينة ذات الموقع الاستراتيجي، بشن نحو 12 هجوما انتحاريا باستخدام شاحنات مملوءة بالمتفجرات عند نقاط تفتيش عسكرية هناك.

مشاركة :