أكدت مصادر في الدفاع المدني بعدن أن القصف الصاروخي والمدفعي تجدد من جديد على أحياء المدينة، وأن أحياء مدينة المنصورة تعرضت لسقوط ست قذائف صاروخية أول من أمس. حيث قصفت وحدات من الجيش الموالي للرئيس المخلوع علي صالح والمتحالفة مع المتمردين الحوثيين مدينة دار سعد ومناطق أخرى بعدن، مثل الشيخ عثمان خلال ساعات الفجر الأولى، ما خلّف عددا من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين. ووفقا للدفاع المدني بعدن فإن هنالك أعدادا كبيرة من الضحايا، لكنه أشار إلى أنه ليست لديه إحصائية نهائية لضحايا قصف أمس. وقال مدير وحدة الإطفاء بالمدينة إنه لم يعد هنالك مكان آمن يمكن للمدنيين الفرار إليه جراء القصف، وإن المنازل لم تعد آمنة بسبب القصف العشوائي اليومي للمدينة وأحيائها، والذي يستمر عدة ساعات. وأن كثيرا من السكان اضطروا للبقاء في العراء، وسط الشوارع. وتقول إحدى المسنات لـ"الوطن": "لا نعرف أين نذهب، إن بقينا في بيوتنا المدمرة تساقطت علينا الصواريخ والقذائف، وإن هربنا إلى الشارع أصابتنا الشظايا، وربما رصاصات القناصة الحوثيين، لا نعرف إلى أين سنهرب؟". ويتزامن هذا القصف مع قيام مقاتلات التحالف العربي لدعم الشرعية وإنهاء التمرد في اليمن، بتنفيذ غارات جوية مكثفة على مواقع وتحصينات المتمردين بخور مكسر، ومنها ثلاث غارات استهدفت مطار عدن الدولي الذي بات مدمرا بشكل كبير. فيما قالت مصادر محلية أخرى إن غارات مماثلة استهدفت مدينة كريتر. وأكدت مصادر ملاحية بالمدينة أن بوارج بحرية تابعة للتحالف العربي شاركت في القصف. على الصعيد الميداني، ذكرت مصادر إعلامية بعدن أن قيادات رفيعة في الجيش الموالي للشرعية نفذت زيارات ميدانية لمواقع المقاومة في خطوة هي الأولى من نوعها. وإن مستشار الرئيس هادي لشؤون التسليح اللواء جعفر محمد سعد وقائد عمليات المنطقة العسكرية الرابعة بعدن اللواء صالح الزنداني، تفقدا مواقع المقاومة في البريقة وصلاح الدين. بدوره قال المتحدث باسم المقاومة في عدن عبدالسلام عاطف جابر، في اتصال هاتفي مع "الوطن"، إنه يأمل أن تكون الزيارة بداية لإيجاد دعم حقيقي بين مقاتلي المقاومة وقيادة الجيش الموالي للشرعية، قائلا إنه طوال الفترة الماضية لم يكن هنالك أي تنسيق ميداني حقيقي بين القيادة والمقاتلين، وإنه كانت هناك شكاوى متكررة من العجز الكبير لدى المقاتلين في السلاح النوعي. وفي محافظة شبوة، تبنت المقاومة الشعبية عملية تفجير لبرج مراقبة بمقر اللواء 19 ببيحان، الأمر الذي أدى إلى مقتل نحو أربعة من عناصر الميليشيات الحوثية المتمردة. وفيما تتواصل المعارك البرية بين المقاومة والمتمردين في محيط قاعدة العند الجوية، شنت طائرات التحالف العربي غارات استهدفت القاعدة، ما أسفر عن مصرع 12 متمردا على الأقل.