كشف لـ "الاقتصادية" فهد العتيبي المتحدث الرسمي للمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني أن المؤسسة تستهدف حتى عام 2019 إلحاق 170 ألف طالب ثانوي بمراكز التدريب المهني والتقني وهو ما يعادل ثلاثة أضعاف المتدربين الآن. وأشار إلى أن المؤسسة تستهدف في خطتها تقليص المقاعد المتاحة في الجامعات بنسبة 40 في المائة خلال الخمس سنوات المقبلة، مقابل رفع المقاعد الخاصة بالتدريب التقني والمهني. وكانت المقاعد المخصصة للجامعات في 2014 نحو 350 ألف مقعد وتسعى المؤسسة ليكون عددها 250 ألف مقعد في 2019، مقابل رفع المقاعد المخصصة للتدريب التقني لنحو 480 ألف مقعد في 2019 بعد أن كانت 400 ألف مقعد في 2014. وأوضح أن نسبة القيد بالتعليم العالي في التدريب التقني نحو 25 في المائة وتستهدف المؤسسة رفعها إلى 38 في المائة لاستقطاب خريجي الثانوية العامة، ويتحقق الارتفاع بعد تخفيض نسبة القيد بالجامعات ليصل إلى 34 في المائة وهو الذي كان يستحوذ على 55 في المائة من نسبة القيد. وقال إن السعودية من أكثر دول العالم التحاقا بالجامعات حيث تصل نسبة الالتحاق إلى نحو 95 في المائة مقابل 57 في المائة لبريطانيا و38 في المائة لسويسرا و30 في المائة لتركيا، لأن تقليل معدل البطالة يرتبط بزيادة التعليم التقني والمهني لا الأكاديمي. ونوه أن المؤسسة ربطت التوظيف بالتدريب عبر برنامج الشركات الاستراتيجية من خلال 21 معهد تدريب مع أشهر المصانع والشركات، كما ألزمت كليات التميز بتوظيف 75 في المائة من خريجيها للحصول على المبلغ المالي الخاص بمخصصات بالتوظيف، حيث تعمل المؤسسة مع 17 كلية تميز للفتيات و17 كلية للرجال في مختلف مناطق السعودية. وشدد على أن نجاح المؤسسة في خطتها برفع عدد المتدربين وربطهم بالتوظيف لن يأتي إلى بشراكة قوية مع القطاع الخاص ومعرفة احتياجاته والمهارات التي يحتاج إليها وبعدها بناء برامج تدريبية متخصصة لملاءمة هذا الاحتياج، إلى جانب العمل على تغيير نظرة المجتمع لمعاهد التدريب التقني والتوسع بكل أنحاء المملكة، وهو ما سيوفر وظائف للشباب ويقلل من معدلات البطالة ويحقق توجه وزير العمل الدكتور مفرج الحقباني الذي أكد أن خريجي المعاهد والكليات التقنية هم الخيار الأول لسد احتياجات سوق العمل المهنية. وبين أن تنفيذ استراتيجية المؤسسة تعتمد على أربعة محاور هي التركيز على كليات التميز وأدائها، وتطوير الشراكات الاستراتيجية القائمة مع الشركات والمصانع الكبرى، والعمل على تطوير الكليات التقنية القائمة برفع كفائة المدربين ومناهج التدريب واعتماد المقاييس السعودية للمهارات من خلال تأسيس المركز الوطني للتقويم والاعتماد المهني الذي يعمل على تطوير معايير المهارات الوطنية وتحسين نظرة المجتمع للتدريب التقني وتطبيق الاختبارات المعيارية على جميع الخريجين. وأكد أن المؤسسة تعمل على زيادة تعريف المجتمع بها وتحسين نظرته من خلال قيام فريق تطوعي من المدربين في إطار خطة البرامج التطوعية حيث يقوم الفريق التطوعي بإقامة دورات تدريبية داخل مراكز الأحياء الاجتماعية تستهدف أفراد المجتمع في مجالات (الكهرباء، وميكانيكا السيارات، وصيانة الأجهزة المنزلية)، وأيضا إقامة ورش تدريبية لمستفيدي مراكز الجمعيات الخيرية في مختلف مناطق المملكة. واعتبر أن قيام المتدربين والمتدربات بالبرامج التطوعية في مجال تخصصاتهم يجعلهم أكثر ملاصقة للعمل التطبيقي الميداني الذي يكسبهم عديدا من المهارات والقدرة على التعايش وسط ظروف متغيّرة قد تفرضها بيئة العمل المستقبلية.
مشاركة :