تفيد بيانات لحركة السفن أن نيجيريا تقدمت على السعودية في الشهر الماضي كأكبر مورد للنفط إلى الهند، وذلك للمرة الأولى في أربع سنوات. وتراجع ترتيب المملكة أيضا إلى الثالث بعد روسيا وأنجولا كأكبر مورد للخام إلى الصين في أيار (مايو)، بحسب بيانات نقلتها وكالة رويترز أمس. وفي الهند تتحول شركات التكرير عن العقود طويلة الأجل مع موردي الشرق الأوسط مفضلة عليها المشتريات الفورية خاصة من النفط الإفريقي. وتكونت تخمة من الشحنات الإفريقية مع تقلص الطلب الأمريكي بفعل طفرة النفط الصخري في الولايات المتحدة وتسارع ذلك مع استمرار إنتاج "أوبك" مرتفعا. وبحسب بيانات وصول الناقلات، قفزت حصة النفط الإفريقي خاصة القادم من نيجيريا وأنجولا إلى 26 في المائة من إجمالي الواردات الهندية في أيار (مايو) ارتفاعا من نحو 15.5 في المائة في نيسان (أبريل). وتعتبر هذه الحصة الأعلى في أكثر من أربع سنوات. في غضون ذلك تراجعت حصة الشرق الأوسط إلى 54 في المائة في أيار (مايو) من 61 في المائة. وبلغت التوريدات السعودية 732 ألفا و400 برميل يوميا مقارنة بـ 745 ألفا و200 برميل يوميا وردتها نيجيريا. يأتي التحول مع تقلص فرق السعر بين خام القياس العالمي "برنت" ومؤشر أسعار خامات الشرق الأوسط. وهوت العلاوة السعرية للخام النيجيري فوق "برنت" في الأشهر الأخيرة، ما زاد من جاذبيته. وقال إحسان الحق الاستشاري في شركة كيه.بي.سي إنرجي إيكونوميكس البريطانية "يعطي هذا ميزة لشركات التكرير مثل ريلاينس كي تشتري الخامات الأعلى جودة مثل تلك القادمة من نيجيريا بأسعار مخفضة". واستقدمت ريلاينس اندستريز نحو ربع نفطها في أيار (مايو) من إفريقيا وهي أعلى نسبة في ثلاث سنوات على الأقل. وتستهدف مؤسسة النفط الهندية توفير 70 في المائة من حاجاتها النفطية في شكل إمدادات طويلة الأجل مقارنة بـ 80 في المائة العام الماضي وتضمن ذلك تقليص حجم اتفاق مع الكويت بمقدار النصف إلى 100 ألف برميل يوميا. وقال مصدر "إن شركة تكرير أخرى هي بهارات بتروليوم تنوي الحد من اعتمادها على العقود محددة المدة إلى 75 في المائة في السنة المالية الحالية من 82 في المائة قبل عام". وقال ب.ك. نامديو مدير أنشطة المصفاة في هندوستان بتروليوم "إن مشتريات نفط غرب إفريقيا تصبح مجدية من الناحية الاقتصادية عندما تنزل علاوة "برنت" فوق مقياس الشرق الأوسط عن دولارين للبرميل".
مشاركة :