لربما عادت بضع عبارات أو أقوال مأثورة للماضين من الشخصيات لتتجدد على ألسنة الناس فيذكرونهم بجميل صنعهم وفعالهم، ولهذا فإن استحضار مواقف ومناقب المرحوم الحاج حسن العالي في مجلسه هو بمثابة رصيد إنساني وديني وخيري وفكري كبير سخر له الراحل في حياته الشيء الكثير. وكحال المجالس البحرينية الكريمة في كل المدن والمناطق، استقبل مجلس الحاج حسن العالي مساء الثلثاء (23 يونيو/ حزيران 2015) المهنئين في سادس أيام الشهر الفضيل، وتوافدت الشخصيات البحرينية والسفراء والمواطنين والمقيمين إلى المجلس لتقديم التهاني والالتقاء بالمعارف والأصدقاء، وفي هذا الصدد يقول جلال العالي إن الالتقاء بالناس في شهر رمضان المبارك يمثل انطلاقة حقيقة للاتصال بالله سبحانه وتعالى في شهر له مكانته العظيمة، لذلك، لا يمكن أن يتحقق ذلك التواصل إلا من خلال التواصل مع الناس، وفي رحاب الشهر الفضيل بكل عظمته، يصبح هذا الالتقاء بوابة للانطلاق إلى مساحات أرحب فبعض الناس لم نرَهم طيلة عام كامل وبعضهم لم نرَهم منذ سنين، وهنا نلتقي بهم بكل محبة واعتزاز. ويتفق رواد المجلس مع الطرح السابق في أن التواصل بين أطياف المجتمع البحريني يزيل الكثير من الرواسب، ويمكِّن من تفهم الكثير من وجهات النظر حيال قضايا متعددة، وفي هذا الصدد، يقول عادل عيسى المرزوق إن مجالس الشهر الفضيل في البحرين تتلاقى عند نقطة مهمة وهي أن أصالة الشعب البحريني تجعل أهل البلد على صلة وثيقة مع بعضهم البعض، ويتواءمون في القضايا الوطنية والمجتمعية التي تهمّ البيت البحريني وتبني النسيج الوطني، وهذا يدفعنا لأن نشيد بكل الأصوات والآراء الرافضة لكل ما من شأنه تعكير العلاقة بين أهل البلد عن طريق الدخلاء أو الطارئين ممن يركبون كل موجة لتحقيق مصالحهم الخاصة، وبالنسبة لي شخصياً، فإنني وجدت في المجالس التي زرتها تكاتفاً وتضامناً مع قضية فصلي ومعاناتي وفوزي بالقضية، وهنا يظهر المعدن الحقيقي للبحريني الاصيل من الآخر الذي يفتقد للقيم ولا يمتُّ بصلة لهذه الأرض الطيبة. وبالنسبة للأستاذ الجامعي علي منصور آل شهاب، فإن كل ما من شأنه تحقيق مصلحة الوطن والتعاضد بين الناس ورفض كل إساءة تتعلق بالانتماء الوطني ودور كل مواطن وفق معادلة الحقوق والواجبات... ذلك كله نجده ماثلاً لدى النماذج البحرينية المعطاءة، ونحن نأمل أن يسعى الجميع في هذا الاتجاه ونتجاوز كل النقاط التي يحاول البعض إثارتها دون النظر إلى ثمارها ومدى توائم نفعها ومصلحتها للمجتمع.
مشاركة :