مصدر الصورةGetty ImagesImage caption يرى كتاب عرب أن قرار ألمانيا ربما يكون بداية لتحركات أوروبية ضد حزب الله علقت صحف ومواقع عربية على قرار ألمانيا الأخير بحظر جميع أنشطة جماعة حزب الله اللبنانية على أراضيها، وتصنيفها للجماعة بالإرهابية. وشنت الشرطة الألمانية يوم الخميس 30 إبريل/ نيسان 2020 عددًا من المداهمات على جمعيات دينية ومساجد لاعتقال من يشتبه بأنهم أعضاء في الجماعة، التي تدعمها إيران. ورأى عدد من الكتاب العرب أن القرار الألماني جاء بعد ضغوط أمريكية إسرائيلية، بينما رأى آخرون أن القرار يأتي بعد هيمنة الأحزاب اليمينية على المشهد السياسي الألماني. وناقش فريق ثالث إمكانية أن يتبع القرار الألماني قرارات مماثلة من دول أوروبية أخرى."ضغوط أمريكية وإسرائيلية" يجزم عبد الباري عطوان في جريدة "رأي اليوم" اللندنية بأن "القرار الألماني الذي جاء بعد ضغوط أمريكية وإسرائيلية مكثفة يأتي في إطار خطة لزيادة الضغوط على إيران، والفصائل والأحزاب التابعة لها في سورية والعراق ولبنان واليمن، خاصة في ظل التوتر المتصاعد حاليًّا في منطقة الخليج، ونجاح إيران في وضع قمر صناعي عسكري في المدار الأرضي... سيكون قادراً على رصد كل التحركات العسكرية الأمريكية والإسرائيلية في أي مكان في الشرق الأوسط". ويرى عطوان أن القرار الألماني له ثلاثة أهداف: "إجبار إيران على سحب جميع قواتها ومستشاريها العسكريين وفصائلها من سورية تقليصًا للخسائر… الاستمرار في هذا العدوان الاستفزازي وتوسيع دائرة أهدافه لإجبار إيران أو سوريا أو حزب الله على الرد بالمثل في العمق الإسرائيلي... مما يوفر الذريعة لشن الهجوم الأمريكي الموسع المنتظر على إيران وسوريا ولبنان". وقال الكاتب إن من أهداف القرار أيضا "بذر بذور الفتنة بين سوريا وإيران ومطالبة الأولى للثانية لسحب قواتها ومستشاريها والفصائل التابعة لها المتواجدة على الأراضي السورية رضوخًا للضغوط المتصاعدة من أكثر من طرف". وتسائل حسين الموسوي في موقع قناة العالم الإيرانية عن توقيت إعلان ألمانيا لهذا القرار، قائلًا: "التوقيت لا ينفصل عن الأحداث التي يشهدها لبنان والوضع السياسي والاقتصادي الذي يعيشه". ويتابع: "هناك من يروج لفكرة أن الحكومة اللبنانية هي حكومة حزب الله وإيران. وبالتالي لا يجب لهذه الحكومة أن تنجح بأي شكل من الأشكال. وبعض المشاهد على الساحة اللبنانية مؤخراً تصب في هذه الخانة. ومن أهم أدوات الضغط باتجاه إفشال عمل الحكومة الوضع الاقتصادي". وأضاف: "ولا يغيب عن بال الجميع الرسائل التي وصلت لبيروت وتطالب بضمانات وتنازلات مقابل السماح بدعم دولي للحكومة من إرتفاع سعر الدولار إلى الأزمة الاقتصادية الخانقة وصولاً إلى موضوع النفط والدور الإسرائيلي الأمريكي فيه. كل ذلك يشير إلى أن إعلان حزب الله محظوراً في ألمانيا يصب في نفس الخانة"."بركات الأحزاب اليمينية" أما سوسن الشاعر، فترى في المقال الذي نشرته جريدة الوطن البحرينية أن "الخطوة الألمانية الأخيرة بإعلان حزب الله منظمة إرهابية بجناحيه العسكري والسياسي، ثم منع السلطات الألمانية للمسيرة الإيرانية السنوية، تعد تحولًا عظيمًا في العلاقات الأوروبية الإيرانية، إذ إن ألمانيا ليست أي حلقة بالتمدد الإيراني، بل تعتبر ألمانيا الرئة التي تتنفس منها إيران أوروبيًا".مصدر الصورةGetty ImagesImage caption يعتقد كتاب عرب أن قرار ألمانيا بحظزر حزب الله واعتباره منظمة إرهابية جاء بضغوط أمريكية إسرائيلية وقالت الكاتبة: "القرار لم يظهر فجأة، فالمعلومات الاستخباراتية الغربية أبلغت السلطات الألمانية أن إيران تنوي أن تنقل جزءاً من عملياتها إلى الأراضي الأوروبية انطلاقاً من ألمانيا، وكانت هناك محاولات عديدة من قبل لإصدار مثل هذا القرار ولكن الصراعات في الداخل الألماني بين الأحزاب أجلت هذا القرار أكثر من مرة". وأضافت: "هذه بركات الأحزاب اليمينية الغربية التي تتعامل بنظرة واقعية لا مثالية رومانسية وهمية كاليسار المتحالف مع الجماعات الإرهابية العربية ظنًا منه أنها تمثل الشعوب كالإخوان المسلمين وكالميليشيات الممولة من إيران". وتشاركها في الرأي حياة الحويك عطية التي تقول في موقع الميادين اللبناني إن "ألمانيا تعيش بين الانتخابات البرلمانية وانتخابات المستشارية، حيث كشفت الأولى تراجعًا كبيرًا لحزب ميركل لصالح أحزاب البديل اليميني". وأضافت الكاتبة أن هذا التراجع "جعل الكثيرين - ومن بينهم وزير الداخلية والمرشح السابق لقيادة الحزب المسيحي الديمقراطي - يتهمون المستشارة بأخذ الحزب إلى اليسار، ويرفعون شعار إلى اليمين أكثر، باعتبار أن هذا الانحياز هو الخيار الوحيد لمواجهة نمو حزب البديل لأجل ألمانيا اليميني الشعبوي". وتختتم عطية المقال بقولها: "إنها بيئة مناسبة لجهد مركب أعطى أولى ثماره ضد حزب الله في ألمانيا، وعلينا أن نتوقع ضغوطاً مشابهة في فرنسا وبريطانيا". "وسادة الوهم" وتساءل كتاب آخرون عما إذا كان قرار ألمانيا سيتبعه قرارات مماثلة من دول أوروبية أخرى. وقال مشاري الذايدي في جريدة الشرق الأوسط اللندنية: "ما هي الدول الأوروبية التي ما زالت بعد غافيًة على وسادة الوهم، ولم تر بعد الوجه الإجرامي الكالح لهذه الشبكة الدولية المحترفة للإرهاب والاغتيالات والتفخيخ، وصناعة العبوات الناسفة، وغسل الأموال وتجارة المخدرات والتعاون مع الشبكات الإرهابية الأخرى مثل تنظيم القاعدة؟" وأضاف: "عجيبٌ جدًا هذا الصمت الأوروبي عن النشاط الإرهابي الإيراني، عبر ذراعه اللبناني حزب الله، أو مباشرة من خلال الحرس الثوري رغم ثبوت الأدلة المادية على تورط هذه الشبكات الإيرانية بعمليات اغتيالات أو تفجيرات جماعية". وتسائل الكاتب: "ألمانيا ليست فقط مركزاً مهماً لحزب الله اللبناني، بل لمجموعات إخوانية عربية وتركية منذ عقود وعقود، فهل حانت لحظة اليقظة من الغفوة، أم هي خطوة منبتة فريدة لا تعني انقلابًا غربيًا أوروبيًا على إدمان النوم مع الشيطان؟" وفي السياق ذاته، قال طوني عيسى في جريدة الجمهورية اللبنانية إن "العقبة الأولى في وجه محاصرة حزب الله أوروبيًا هي فرنسا الراغبة في الاحتفاظ بعلاقاتها المتوازنة بين واشنطن وطهران، فهي تكتفي بالتزام القرار الذي يعتمده الاتحاد الأوروبي منذ 2013، بعد عام من عملية التفجير في بلغاريا، والذي يكتفي بحظر الجناح العسكري للحزب". وأضاف: "في المقابل، يراهن خصوم إيران على امتلاكهم معلومات تتعلق بأنشطة حزب الله يمكن أن تتكفل بتغيير نهج باريس وسائر دول الاتحاد الأوروبي. وفي هذه الحال، سيفقد الحزب هامش تحرك حيوي في ظل الحصار الأمريكي". وتابع: "يعتقد بعض الخبراء أن الحزب، إذا تعرض للحظر الكامل والشامل، يمكن أن يتخذ أسماء جديدة لجمعياته ومنظماته في أوروبا، وبها يحظى بشرعية التحرك والعمل تحت راية القوانين المرعية الإجراء. ومواجهة هذا التحدي ليست سهلة". وختم عيسى مقاله بسؤال: "كيف سيوفّق الأوروبيون بين مصالحهم في مراعاة الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة، ومصالحهم في مراعاة طهران والحفاظ على مواطئ أقدام لهم في لبنان وسائر الشرق الأوسط؟".
مشاركة :