يعتبر الحديث عن الحلقات الأولى من المسلسلات الرمضانية انطباعا عابرا وليس نقدا أو رأيا حاسما لأي عمل درامي، إلا أن مواقع التواصل الاجتماعي وكالعادة حسمت موقفها من الأعمال الدرامية الرمضانية وقررت الهجوم دون انتظار الحبكات الدرامية أو النهايات. وكان مسلسل باب الحارة بجزئه السابع من أكثر المسلسلات التي طالته الانتقادات بداية بالأداء غير المتقن والأخطاء الإخراجية وصولا إلى الربط بين الأجزاء والتسلسل الدرامي غير المقنع. وبالرغم من غياب الأبطال الأساسيين عن الجزءين الأخيرين وظهور الأخطاء والهفوات فيه بشكل واضح إلا أن ذلك لم يؤثر على شعبيته، وبقي أحد أكثر الأعمال انتظارا، ومازال يحجز جمهوره حتى قبل العرض. هذه الأخطاء لم تنل من سطوة باب الحارة على الجمهور، ويعود ذلك إلى نوعية العلاقة بين باب الحارة ورمضان، وكذلك اختلافه عن باقي المسلسلات التي تعرض في الوقت الراهن، ليس بسبب تآلف المشاهد مع شخصياته وأحداثه فقط، بل لأن باب الحارة مرتبط بطريقة تقديم المرأة التي تختلف عن باقي المسلسلات العربية، حيث ما زال يعكس عفة المرأة العربية في مجتمعنا وحياءها والتزامها، وهو أحد أهم أسباب ارتباط المشاهد بالعمل خلال شهر رمضان والذي يعتبر من المسلسلات القليلة التي باتت من الممكن مشاهدتها مع أفراد الأسرة كافة خلال شهر رمضان. ومن مفارقات اهتمام الجمهور بباب الحارة، أنه في الجزء السادس من المسلسل والذي قدم في رمضان الماضي لم نر أحداثا تميزه حيث كانت مواقفه مكررة ليس من أجزائه السابقة وإنما مستنسخ من أحداث مسلسلات بيئة شامية أخرى بالإضافة إلى تقديم أحداثه وأكثر من تقديم فكرة للجمهور.. ومع ذلك كان حديث الشارع. واليوم في الجزء السابع، لا تخلو حلقة من النقد والتهكم أحيانا على الإخراج أو النص أو العمل الدرامي بحد ذاته، ومع ذلك يتصدر باب الحار قائمة المسلسلات الرمضانية من حيث النقد ومن حيث المتابعة.
مشاركة :