عاد رمضان بشكل مختلف هذا العام، متخليّاً عن جميع طقوسه التي اعتاد العالم الإسلامي على ممارستها خلاله، بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19)، وفرض الله على عباده الصوم في هذا الشهر، وأحلّ الإفطار لمن هم يعانون من بعض المشاكل الصحية حفاظاً على سلامتهم.وأكد عدد من الأطباء لـ«الراي» أن الصوم قد يؤثر سلباً على الخطة العلاجية للمصابين بفيروس (كوفيد - 19) خاصة من يعانون بعض الأمراض المزمنة، موضحين أن آخر الدراسات أثبتت أن مرضى القلب والسكري وأمراض الجهاز التنفسي أكثر عرضة للإصابة بالفيروس، ما يلزم المصابين بضرورة اتباع إجراءات احترازية إضافية، ومكثفة.وأشارت الدراسات إلى أن الصوم لمدة 16 ساعة يساعد في تطهير الجسم من السموم، ويقوي جهازالمناعة، ويقلل من مضاعفات بعض الأمراض، والالتهابات المزمنة، ما يشير إلى ضرورة التزام الأصحاء بالصيام في شهر رمضان لما فيه من فوائد صحية كثيرة.وأكدت استشارية الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي والكبد والمنظار في مستشفى السلام الدولي، الدكتورة وضحة الجاسر أنه «لا توجد دراسات حتى الآن تفيد بتأثير الصيام سلبا أو إيجاباً على المصابين بفيروس (كوفيد-19) المستجد، لكن هناك دراسات علمية تؤكد أن الصوم لمدة 16 ساعة يطهّر الجسم من السموم، ويقوي جهاز المناعة، ويقلل من مضاعفات بعض الأمراض، والالتهابات المزمنة».وذكرت أن الصيام له منافع كثيرة، ولكن الدين الإسلامي أحل إفطار بعض المرضى الذين يعانون من الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والشرايين والكلى والسكري، خصوصاً الذين يتناولون أدوية قد تؤثر على مستويات السكر في الدم، مؤكدةً أنه في حال ضرورة اتباع خطة علاجية، يفضّل أن يجتنب المريض الصوم حرصاً على سير العملية العلاجية بالشكل الصحيح.وأكدت أن آخر الدراسات أثبت أن مرضى القلب والسكري، وأمراض الجهاز التنفسي أكثر عرضة للإصابة بفيروس (كوفيد-19) المستجد، وأن أي مريض له الرخصة بالامتناع عن الصيام، لا سيما مرضى (كوفيد - 19)، حيث إن الصوم قد يؤثر على خطة علاجهم. من جهته، أكد اختصاصي الأمراض الباطنية والغدد الصماء والسكري في مستشفى الصباح الدكتور عادل رضا أن هناك ارتباطاً بزيادة خطورة الإصابة بفيروس كورونا مع مرضى السكر، وزيادة حدة الإصابة، وقوتها، مشدداً على أهمية تنظيم حالة السكر عند المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد، وتعديل الادوية المنظمة للسكر، وخاصة أنّهم معرّضون لارتفاعات مستويات السكر، والإصابة بالالتهابات بشكل أكبر. وقال «بالكلام عن استمرار الصوم إو إيقافه فتلك مسألة طبية - دينية، وهناك توافق طبي - ديني يربط استمرارية الصوم بكونه متزامناً مع معدل حدوث الخطر على حياة الإنسان، لذلك جاءت الفتوى الدينية لتفيد بأن استمرار الصيام مرتبط بمعدل الخطورة على حياة الإنسان». وأضاف أنه لا توجد بروتوكولات محدّدة في حال صوم المصابين بالسكر، لأنها تختلف من شخص لآخر، ولكن هناك قواعد ونصائح عامة، وما يناسب مريضاً قد لا يناسب آخر، وتنقسم درجات الخطورة إلى عالية ومتوسطة وقليلة، وحسب مستوى الخطورة يتم السماح بالصيام، أو الامتناع عنه.وبدورها، حذرت استشاري الأمراض الباطنية والروماتيزم في مستشفى الأميري الدكتورة إيمان حسن من التعرّض للشمس مباشرة، ولساعات طويلة أثناء الصوم، ما قد يعرض للإصابة بالجفاف، والشعور بالتعب والعطش الشديد، لافتة إلى أن الصوم قد يؤثر على مريض كورونا وعلى خطته العلاجية. واعتبرت أن الرياضة ضرورية جدا لرفع وتقوية المناعة، وأن ممارستها قبل ساعة فقط من الإفطار يعتبر الوقت الأنسب لمن يرغب في خسارة الوزن، وعلى من يرغب في بناء العضلات، نصحت بأداء تمارين القوة بعد الإفطار، وتناول الطعام، لما تتطلب من بذل جهد كبير، ومضاعف.وأشارت إلى ضرورة الإكثار من شرب الماء وتناول الخضراوات والفاكهة الغنية بالماء بعد الإفطار، وحذّرت من شرب الماء بكميات كبيرة في آن واحد، ما يسبّب ضغطاً على المثانة البولية.ونصحت بعدم تناول الطعام مباشرة بعد الإفطار قائلة «من المفيد جدا الإفطار على تمرة، وشرب الماء بعدها، ومن ثم التوجه إلى الصلاة، وبعدها بـ10 دقائق يمكن أن نتناول وجبة متكاملة».
مشاركة :