المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إن بلادها حققت بالفعل هدفها الرامي إلى إبطاء انتشار فيروس كورونا، وبناء عليه يمكن إعادة فتح جميع المحلات التجارية مع تخفيف قيود الإغلاق. كما حصل الدوري الألماني، "بوندسليغا"، على الضوء الأخضر لاستئناف مباريات كرة القدم، فضلا عن استئناف نشاط المدارس تدريجيا في فصل الصيف. وسوف تحدد الولايات الاتحادية الـ16 في ألمانيا، بموجب اتفاق مع الحكومة، توقيت استئناف الأنشطة، على أن تتخذ إجراء يقضي بتفعيل ما يعرف بـ"مكابح الطوارئ" في حالة حدوث أي زيادة جديدة في الإصابات، في ظل استمرار العمل بقواعد التواصل العامة لمدة شهر آخر. وكان قد بدأ بالفعل استئناف محدود للأنشطة، بيد أن تخفيف القيود المزمع يعد أوسع نطاقا. وتسمح تدابير تخفيف القيود باجتماع أسرتين وتناول الطعام معا، كما سيُسمح لكبار السن في دور رعاية المسنين والمعاقين باستقبال زيارات من بعض الأشخاص. "أداء ألمانيا أفضل من الدول الأخرى" قالت ميركل: "أعتقد أن بإمكاننا أن نقول بأمان أننا تجاوزنا المرحلة الأولى جدا من الوباء، لكننا بحاجة إلى أن ندرك تماما أننا لا نزال في المراحل الأولى وسنظل فيها لفترة طويلة." وقال الزعيم البافاري، ماركوس سودر، إن ألمانيا كانت أفضل أداء مقارنة بالعديد من الدول الأخرى، لأنها تبنت استراتيجية وطنية وإقليمية جيدة وتحلى الجميع بالصبر. وأضاف أن التباعد الاجتماعي بمقدار متر ونصف، وكذا النظافة كانا أساسيين في الحفاظ على انخفاض معدل الإصابة. وشهدت ألمانيا تسجيل نحو 7 آلاف حالة وفاة من جراء الإصابة بفيروس كورونا، وهو رقم أقل بكثير من دول أخرى مثلها في أوروبا الغربية، بما في ذلك بريطانيا وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا. وأعلن معهد روبرت كوخ، وهو هيئة اتحادية للصحة العامة، تسجيل 165 حالة وفاة جديدة خلال الـ24 ساعة الماضية يوم الأربعاء فضلا عن تسجيل نحو 947 إصابة جديدة. وحافظ معدل الإصابة في ألمانيا على انخفاضه لبعض الوقت، وقالت ميركل إنها سعيدة جدا لأن عدد الإصابات اليومية الجديدة لا يتجاوز الألف حالة، كما أشادت بمسؤولية المواطنين الألمان والتزامهم بقواعد الإغلاق لحماية حياتهم وحياة الآخرين.مصدر الصورةEPAImage caption وكان قد بدأ بالفعل استئناف محدود للأنشطة، بيد أن تخفيف القيود هذا يعد أوسع نطاقا ما الذي اتُفق عليه؟ أعلنت صحيفة "بيلد" اليومية يوم الأربعاء أن ألمانيا ستفتح المجال مرة أخرى، وبشكل عام هذا هو ما أتُفق عليه. واتُخذ بالفعل قرار يسمح بفتح متاجر تصل مساحتها إلى 800 متر مربع، وسوف يجري حاليا رفع جميع القيود المفروضة على المتاجر، على الرغم من ضرورة ارتداء الكمامات والحفاظ على التباعد الاجتماعي. كما بدأت المدارس بالفعل فتح أبوابها للأطفال الأكبر سنا، وسوف يُسمح لجميع التلاميذ بالعودة إلى فصولهم الدراسية تدريجيا خلال فصل الصيف. وقالت ميركل: "إن الأطفال يريدون بالفعل العودة إلى حياتهم الطبيعية". واتفق قادة الولايات، خلال محادثات يوم الأربعاء، على تحمل مسؤولية العواقب المترتبة على رفع الإغلاق، الذي كان بدأ تطبيقه في 17 مارس/آذار. وتعرب ألمانيا، مثل دول أخرى، عن قلقها من حدوث زيادة ثانية في عدد الإصابات، فإذا سجلت الإصابات الجديدة زيادة لأكثر من 50 شخصا لكل 100 ألف في منطقة على مدار سبعة أيام، فسيكون الأمر متروكا للسلطة المحلية في المنطقة المتضررة لإعادة فرض القيود. وتعتزم بافاريا في جنوب البلاد إعادة فتح المطاعم في 18 مايو/أيار، بينما تعتزم مكلنبورغ-فربوومرن في شمال البلاد تطبيق الإجراء يوم السبت المقبل. ويُنظر إلى استئناف نشاط المطاعم والفنادق على أنه خطر خاص، لأنه سيزيد عدد الأشخاص الذين يتحركون داخل ألمانيا ويرفع معدلات الإصابة. وسوف تظل الفعاليات العامة الكبرى قيد الحظر. استئناف مباريات كرة القدم وحصل الدوري الألماني لكرة القدم، "بوندسليغا"، على الضوء الأخضر لانطلاق مبارياته لأول مرة منذ مارس/آذار.مصدر الصورةEPAImage caption يعد نادي بايرن ميونيخ من بين أندية البوندسليغا التي بدأت تدريباتها ويمكن تنظيم مباريات بدون جمهور مرة أخرى في 15 أو 21 مايو/أيار، طالما خضع اللاعبون لحجر صحي لمدة أسبوعين، في شكل معسكر التدريب. وستتخذ سلطات كرة القدم قرارا بشأن الموعد يوم الخميس. ويعد البوندسليغا أول دوري كرة قدم رئيسي في أوروبا يستأنف مبارياته بعد الوباء. وعلى الرغم من ذلك فإن الأمر لا يخلو من مخاطر، لاسيما بعد الكشف عن عشر حالات إصابة إيجابية هذا الأسبوع بين صفوف الدوري الألماني لكرة القدم من مجموع 1724 اختبارا. ولا يعرب الجميع عن سعادتهم بسرعة استئناف الأنشطة، وانتقد وينفريد كريتشمان، رئيس وزراء ولاية بادن-فورتمبيرغ، "التعجل في فتح المجالات". كما أعرب مفوض السياحة توماس باريس عن أمله في أن يتمكن الألمان من السفر لقضاء عطلة الصيف. وقال إنه إذا استمر تفشي المرض تحت السيطرة، فقد يستطيع الأشخاص السفر في ألمانيا والدول المجاورة التي شهدت تراجعا مشابها في عدد الإصابات.
مشاركة :