حكى المواطن عبدالله القرني من مكة المكرمة (61 عامًا) تجربة إصابته بفيروس كورونا المستجد بسبب مخالطة أحد العائدين من تركيا، ونقله العدوى إلى أفراد أسرته، وكيف قضى 49 يومًا مع المرض، وعن صحته بعد كورونا. وتعود قصة "القرني" إلى شهر مارس الماضي، عندما ذهب للطائف للسلام على صديقه، وما إن عاد لمنزله بمكة المكرمة حتى ظهرت عليه علامات الإعياء والحرارة؛ إذ خالط في تلك الزيارة، وفي المجلس ذاته الذي التقى فيه صديقه، شخصًا عائدًا من الخارج. يقول "عبدالله القرني" في اتصال هاتفي مع "سبق" ساردًا تجربته مع المرض طيلة الفترة التي قضاها في المستشفى حتى عودته إلى منزله وهو بأتم صحة وعافية: ذهبتُ في شهر مارس الماضي إلى الطائف للسلام على أحد الأصدقاء، وكان في المجلس ذاته أصدقاء، ومن بينهم شخص عاد حديثًا من خارج السعودية. وبعد عودتي إلى المنزل بثلاثة أيام تقريبًا بدأت أشعر بارتفاع في درجة الحرارة، وكنت أعتقد أنه بسبب تكييف المسجد في يوم الجمعة، حتى استمرت ثلاثة أيام، وانتهى بي الحال في مستشفى النور التخصصي بمكة المكرمة، وأُدخلت المستشفى يوم السابع عشر من شهر مارس الماضي. وأضاف: مكثت يومين في التنويم العادي، وبعد ذلك تدهورت حالتي، وأُدخلت العناية المركزة بسبب ضيق في التنفس، وبقيت على الأجهزة أيامًا، ثم دخلت في مرحلة غيبوبة لمدة أسبوع تقريبًا. وتابع: وجدت نفسي بعد ذلك محاطًا بالأجهزة، وبدأت أستعيد صحتي يومًا بعد آخر بفضل الله، ثم بفضل الجهود التي تقدمها الدولة - رعاها الله - ممثلة في وزارة الصحة والطاقم الطبي الذي أشرف على حالتي منذ دخولي المستشفى حتى مغادرتي. وعن الأعراض التي مرّ بها قال "القرني": الأعراض بدأت بارتفاع في درجة الحرارة، كانت لا تقل عن 38 درجة، واستمرت دون انقطاع، بعدها بدأت الكحة بشكل غير طبيعي، وصاحبها ضيق في التنفس، إلى جانب آلام شديدة في العظام والمفاصل. وأشار إلى أنه نقل العدوى إلى زوجته واثنتين من بناته، ولحقن به في المستشفى، وغادروا المستشفى جميعًا بعد أن تعافوا من الفيروس -ولله الحمد- بعد أيام قضوها لتلقي العلاج. وحذر "القرني" من المخالطة المجتمعية، وخطورة الخروج من المنزل في ظل الأزمة. ولفت "القرني" إلى أنه غادر المستشفى إلى الفندق بعد تحسُّن حالته الصحية، واستكمل مرحلة الاستشفاء من المرض هناك، إلى أن مَنّ الله عليه بالشفاء، وأثبتت الفحوصات المخبرية سلامته وتعافيه من فيروس كورونا بعد 49 يومًا قضاها مع الفيروس. وعن صحته بعد كورونا يقول "القرني": ولله الحمد صحتي جيدة، وأنا في أتم صحة وعافية، وقد زالت الأعراض، ولم يتبقَّ سوى أثر المضادات الحيوية من جراء الفترة التي قضيتها في المستشفى. وقد نقص وزني أكثر من 10 كيلو، إضافة إلى أن زوجتي وولدي وبناتي بصحة جديدة بعد تعافيهم من المرض بفضل الله، وقد سبقوني إلى المنزل. وأشار إلى أنه كان حريصًا داخل المستشفى على متابعة أخبار ومستجدات الفيروس في السعودية والعالم، ولم يتمكن هو وأسرته من زيارة بعضهم داخل المستشفى؛ إذ كانت الوسيلة الوحيدة بينهم داخل المستشفى الاتصال فقط، بالرغم من أنه لم يفصل بينهم سوى جدار. وفي ختام تصريحه قدَّم المواطن عبدالله القرني شكره وتقديره إلى القيادة الرشيدة على ما وفرته من رعاية طبية ومستشفيات متخصصة للمواطنين والمقيمين على حد سواء، كما قدم شكره لوزير الصحة على ما يبذله من جهود لمواجهة هذا الفيروس، مشيدًا بالتعامل الذي وجده من مدير مستشفى النور التخصصي الدكتور فواز الجهني، ومدير قسم العناية المركزة بالمستشفى ذاته الدكتور قاسم الخطيب، خلال فترة علاجه بالمستشفى.
مشاركة :