الشارقة: محمود محسن كشف اللواء سيف الزري الشامسي، القائد العام لشرطة الشارقة، أن سرعة التواصل مع مالك العقار، المتضرر من حادث حريق برج منطقة النهدة، أسهم بشكل كبير في تسريع إيواء المتضررين في فندقين، أحدهما قريب والآخر بعيد.وأوضح أنه تم على الفور تشكيل غرفة عمليات في موقع الحدث، إلى جانب فرق عدة، لمتابعة سكان البرج المحترق والبنايات المجاورة، كما وضع طوق خاص بسكان البرج، لتصنيفهم بين الأسر والعزاب، وتسجيل بياناتهم الشخصية من أسمائهم وأرقام شققهم، كما تم تخصيص 6 حافلات لنقل المتضررين، حيث خصص الفندق القريب للأسر، لإمكان الوصول إليه سيراً، والفندق الآخر لباقي السكان. توزيع وجبات وأكد الشامسي أنه، وبالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ولجنة الأزمات والطوارئ، تم توفير وجبات للسكان المتضررين، وأفراد الدفاع المدني، والخدمات المساندة في موقع الحريق، فيما وزع رجال الشرطة بالموقع وأثناء الحريق، المياه والمرطبات على جميع سكان البرج المتضرر والبنايات المجاورة، لافتاً إلى وضع خطة احتياطية بديلة في حال عدم إمكانية التواصل مع مالك العقار بسرعة، بالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر، وجمعية الشارقة الخيرية لتسكين المتضررين. 6 دقائق تعاملت كوادر الدفاع المدني في إمارة الشارقة مع الحريق، بعد سرعة استجابة فورية لم تتجاوز ست دقائق، أجلي على إثرها السكان، واستخدمت الطائرات المسيرة للكشف عن الأشخاص داخل الشقق، فيما أظهرت المعلومات أن الحريق الذي اندلع عند التاسعة و4 دقائق من مساء الثلاثاء، في برج مكون من 49 طابقاً، منه 328 شقة سكنية ومواقف للسيارات، أسفر عن عدد من الإصابات وتضرر واجهة المبنى، وعدد من المركبات المصطفة في محيط البرج.واستنفرت كوادر إمارة الشارقة التي شملت قوة الدفاع المدني، والعمليات المركزية، والعمليات الشرطية، والإسعاف الوطني، والهلال الأحمر الإماراتي، وبلدية مدينة الشارقة، للتعامل مع مجريات الأحداث، بحضور العميد أحمد السركال، المدير العام للعمليات الشرطية بالإنابة، والعميد إبراهيم العاجل، مدير إدارة التحريات والمباحث الجنائية، والعقيد سامي النقبي، المدير العام للدفاع المدني، والعقيد علي بو الزود، نائب مدير العمليات المركزية، وعدد كبير من كبار ضباط شرطة الشارقة والدفاع المدني.وأكد العقيد النقبي، أن جهود الكوادر كافة ظلت متواصلة ومستمرة للتعامل مع الحريق حتى السيطرة عليه في أقصر وقت ممكن، مشيراً إلى إخلاء السكان جميعاً قبل انتشار النيران، ما أسهم في تلافي وقوع إصابات خطرة، وعدم امتداد النيران إلى المباني المجاورة وإنقاذ جميع السكان، وبعد انتهاء عمليات الإطفاء باشرت فرق الدفاع المدني في تبريد الموقع، تفادياً لاندلاع الحريق مجدداً، وطوق المبنى استعداداً لتسليمه للمختبر الجنائي، للوقوف على أسبابه. إنقاذ قطة الاحترافية العالية والقدرات التي أهلت رجال الدفاع المدني للسيطرة على الحريق، من دون وقوع إصابات خطرة، مكنتهم من التعاطي مع طلبات السكان بأريحية، حيث لبوا نداء أحد سكان البرج، بإنقاذ قطته الصغيرة، بعد خروجه مسرعاً، وعدم تمكنه من اصطحابها. صعوبات مخارج الأمان ورصدت «الخليج» معاناة سكان البرج المتضرر من الحريق، من حيث سلاسة الخروج إثر الحادثة، في ظل عدم الأمان في استخدام المصاعد، إلى جانب تعطل أجراس الحريق بالبرج.يقول محمد السعودي (أردني) «أسكن بمفردي، وكنت في الخارج قبل الحريق بدقائق، وعدت إلى المبنى قرابة التاسعة مساءً، وما إن دخلت، حتى شممت رائحة غاز قوية ومنتشرة، وبوصولي إلى شقتي بالطابق 38، رأيت عبر زجاج نافذتي ارتفاع ألسنة اللهب من الطوابق السفلية، فاضطررت إلى غلق محبس الغاز والخروج سريعاً من المنزل، من دون التفكير في اصطحاب أي متعلقات شخصية سوى هاتفي المحمول ومفتاح الشقة».وتابع: «كوني بمفردي باشرت بمساعدة سكان البرج في الخروج، خاصة مع وجود أعداد من الأطفال والمسنين، وبعد وصولي إلى مدخل المبنى قادماً من الطابق 38، سمعت استغاثة أم تطلب من رجل الأمن في البرج محاولة إخراج ابنتها العالقة في الشقة، ولحين وصول الدفاع المدني توجهت برفقة أحد الجيران إلى الشقة المعنية في الطابق الأول وتبين أن الباب كان مغلقاً من الخارج، وسمعنا صوت استغاثة الطفلة من الداخل، ما دفعنا إلى كسر الباب لإنقاذها، حيث كانت رائحة الغاز تملأ الشقة، وتبين فيما بعد أن تلك الشقة كانت بداية الحريق.تعطل جرس الإنذاروأضاف: منذ اللحظات الأولى للحريق لم نسمع أصوت أجراس الإنذار بالبرج، ما صعب عمليات الإخلاء التي قمنا بها مع باقي السكان، كما أن تعطل خراطيم المياه وأدوات الحريق لم تسعفنا في مكافحة السنة اللهب في اللحظات الأولى من الحريق. لا نقود ولاأوراق ثبوتية ياسر السيد (مصري) يقول:»أخطرنا أنا وأفراد أسرتي الأربعة الجيران عن وجود حريق في البرج، وضرورة إخلائه على الفور، وعليه تركنا جميع المتعلقات الشخصية من أوراق ثبوتية ونقود وهممنا بالخروج، وفي ظل مخاطر استخدام المصاعد في مثل تلك الأزمات لم يعد أمامنا سوى الخروج من مخارج الأمان واستخدام الدرج، وهنا كانت الصعوبة الكبرى، حيث إن الممرات كانت اشبه بالمخازن لسكان البرج، حيث استغلها البعض لتخزين الأثاث وترك الصناديق الكرتونية، فيما استخدمها آخرون مكاناً لوضع السجاد وألعاب الأطفال، إلى جانب بطء حركة المسنين، ما شكل صعوبة في عملية خروج السكان.وأضاف «بعد السيطرة على الحريق باشرت الفرق المختصة بتصنيف الأهالي، بين أسر وعزاب، استعداداً لنقلهم لفنادق لإيوائهم، وبعد الوصول للفندق واجهت صعوبة في توفير الطعام الكافي لأفراد أسرتي، خاصة أن زوجتي حامل وبحاجة لتغذية سليمة، فاضطررت للذهب إلى موقع سكني مجدداً لمحاولة جلب محفظة النقود الخاصة بي، ورغم أن شقتي في الجهة المعاكسة للواجهة المحترقة من المبنى، إلا أن الفرق المختصة والمكلفة بتأمين المبنى لم تسمح لي بالصعود لأخذ متعلقاتي الشخصية لتأمين احتياجات أسرتي، فتواجدت خارج الفندق حتى صباح اليوم التالي لأتمكن من الدخول في وضح النهار، إلا أن محاولاتي باءت بالفشل، وصرت بلا أموال ولا أوراق ثبوتية، ولا أعلم الموعد المحدد لإمكانية العودة مجدداً لشقتي، وأرجو من المسؤولين وضع استثناءات للحالات المستعصية وإتاحة الفرصة لهم لجلب متعلقاتهم من شققهم».مقيمة أخرى بالبرج من المغرب تقول: «أقيم في الطابق الرابع ومع بداية الشرارة الأولى للحريق توجهت وصديقتي لخارج البرج بما نرتديه من ملابس، لا أعلم شيئاً عن أموالي ومقتنياتي وجواز سفري، حاولت الدخول للمبنى لأخذ هاتفي النقال، إلا أنني لم أتمكن من ذلك، ولا أعلم إلى متى سنظل بالفندق، إذ لم يخطرنا أحد بموعد عودتنا إلى شققنا، أو إمكانية دخولها للضرورة».
مشاركة :