إجراءات احترازية اتخذت لتقليل فرص انتقال العدوى بين العمالة الوافدة

  • 5/7/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

معدّلات التعافي في البحرين من الأعلى عالميًّا المملكة ضمن أولى ثلاث دول في معدّل الفحص بالنسبة لعدد السكانكشف الفريق الوطني البحريني للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد 19) أن المعيار العالمي القائم على متوسط عدد الأشخاص الذي يمكن أن تنتقل إليهم العدوى بفيروس كورونا (كوفيد 19) قد وصل إلى 1.14 للشخص في البحرين، أي شخص واحد مصاب ينقل العدوى لشخص واحد فقط، وذلك بعد قياس استمر لـ14 يومًا، وهي الفترة المعتمدة «فترة حضانة» للمرض.وأكد الفريق الوطني -خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده عصر أمس بمشاركة وكيل وزارة الصحة وليد المانع، وكيل وزارة الصناعة والتجارة والسياحة إيمان الدوسري، واستشاري الأمراض المعدية بمستشفى قوة الدفاع مقدم طبيب مناف القحطاني، واستشارية الأمراض المعدية بوزارة الصحة جميلة السلمان- أن دواء «ريمسديفير» الذي اعتُمد للتعامل مع الحالات الطارئة المصابة بالتهابات رئوية حادّة سيكون ضمن العلاجات التي تستخدمها البحرين في علاج (كوفيد 19)، لا سيّما بعد أن أثبت تقليله فترة علاج المرض إلى أربعة أيام فقط، وقلل احتمالية الوفاة بنسب بسيطة.كما كشف الفريق الطبي أن أعداد الإصابات بين الكوادر الطبية في البحرين قد وصلت إلى نحو 57 إصابة، جميعهم في حالة مستقرّة وكُشف عن إصابتهم عبر الفحوصات التي تخضع إليها الكوادر الطبية بشكل أسبوعي.وعن معيار انتشار المرض، قال وكيل وزارة الصحة وليد المانع إن البحرين لا تعتمد على أعداد الإصابات بقياس انتشار المرض؛ لأنها متغيّرة، بل تعتمد على معدل انتشار المرض وفق المعايير العالمية التي تتبعها البحرين، وبناءً عليها تقيّم أوضاع انتشار المرض.وأشار المانع إلى أن إعادة فتح المحال التجارية سيتم مع الالتزام بجميع الاحترازات والاشتراطات التي وضعتها السلطات الصحية، وأبرزها تعزيز التباعد الاجتماعي عبر تنظيم الانتظار خارج المحال، والالتزام بالتعقيم، وارتداء الكمامات، وفق الإرشادات كافة، لا سيّما في المنشأت التجارية والصناعية على حد سواء، مشددًا على أن الرهان دائمًا هو على الوعي المجتمعي إزاء أهمية التقيّد بهذه التعليمات.وفي هذا السياق، كشف المانع عن إطلاق وزارة الصحة لقناة تفاعلية على تطبيق «واتساب» وموقع «فيسبوك» عبر منصّة الاتصالات العالمية، للرد على جميع الأسئلة المتعلقة بـ(كوفيد 19) عبر خدمة (الشات) باللغتين العربية والإنجليزية؛ وذلك بهدف تعزيز الوعي المجتمعي حيال الفيروس عبر المحاكاة الذكية الآلية.وتوقع المانع إقبال شريحة كبيرة من الناس على استخدام هذه القناة التفاعلية الذكية؛ لما تمتع به من سرعة الاستجابة، ودقة المعلومات المقدمة للجمهور.وشدّد المانع على الاستمرار في توسعة الطاقة الاستيعابية وتطويرها لتبقى قادرة على استيعاب أي إصابات محتملة، لافتًا إلى أن الطاقة الاستيعابية لمراكز العزل والعلاج هي 2573 سريرًا، فيما لا يتجاوز الإشغال منها سوى 1950 حتى يوم أمس الأربعاء.فيما تصل الطاقة الاستيعابية في مراكز الحجر الصحي الاحترازي -وفق المانع- إلى 2474 سريرًا، لم يُشغل منها سوى 391 سريرًا، مجددًا التأكيد على التزام وزارة الصحة وجميع الكوادر الطبية بتقديم جميع الجهود الصحية بما يحافظ على صحة جميع أفراد المجتمع.من جانبها، أكدت وكيلة وزارة الصناعة والتجارة والسياحة الدوسري مواصلة الجهود كافة لتكثيف جميع الإجراءات الاحترازية، مشيرة إلى استمرار حملات التفتيش التي تقوم بها الوزارة للتأكد من تطبيق الأسواق والمحال لمختلف القرارات والإجراءات، داعية المواطنين والمقيمين إلى التبليغ عن أي تجاوزات أو مخالفات بهذا الخصوص.وجدّدت الدوسري التأكيد على السماح للمحال التجارية والصناعية التي تقدم خدمات مباشرة للزبائن ابتداءً من مساء اليوم الخميس، مع الالتزام بالاحترازات كافة، وأبرزها ارتداء الكمامات من الزبائن والعاملين، ومسافات التباعد الاجتماعي، والتعقيم المستمر وفق إرشادات السلطات الصحية، وتنظيم الانتظار خارج المحال.وأكدت الدوسري أن التوجيهات الصادرة للقطاع الخاص حيال تقليل أعداد العمال الموجودين في المنشآت، واتباع صيغة العمل من المنازل قدر المستطاع، وتقليل اعداد العمال المستخدمين لوسائل النقل الخاصة بالمؤسسات، والتقييد بتدابير التباعد الاجتماعي داخل المنشآت.وجدّدت الدوسري التأكيد على استمرار إغلاق دور السينما والعرض، وصالات الترفية، وصالات الرياضة والمسابح، والصالونات، واقتصار خدمات المطاعم والمقاهي على الطلبات الخارجية، والاستمرار بوقف الخدمات الصحية غير الطارئة، والاستمرار بتخصيص أول ساعة في محال الهايبرماركت للنساء الحوامل وكبار السن.من جانبه، اعتبر المقدم طبيب القحطاني أن وحدة العناية القصوى المتكاملة التي دُشنت مؤخرًا في سترة تُعد إحدى إنجازات قوة دفاع البحرين، لا سيّما أنها تتضمّن 152 سريرًا، وتتوافر فيها جميع المعدات والمستلزمات الطبية الضرورية للعناية الحثيثة، وأبرزها أجهزة التنفس.وقال القحطاني إن الوحدة تتضمّن 55 طبيبًا و250 ممرضًا وممرضة تم تدريبهم وإعدادهم للتعامل مع الحالات الحرجة، وذلك في سياق تطوير وتحديث الطاقة الاستيعابية والكوادر الطبية للتعامل مع أي مستجدات للمرض.واكد القحطاني أن البحرين لم تشهد أعدادًا كبيرة من المصابين الذين تستوجب حالاتهم الإدخال إلى وحدة العناية القصوى، إذ لم تشهد سوى 12 حالة استوجبت العناية الحثيثة، منهم 8 مصابين توفاهم الله.واعتبر القحطاني أن أبرز التحديات التي تواجه الدول في مواجهة (كوفيد 19) تتعلق بتوافر الكادر الطبي المتمرّس للتعامل مع أعداد المصابين، كاشفًا أن البحرين تمكنت من تدريب 1500 من الكوادر الطبية التي باتت قادرة على التعامل مع وضعية الحالات الحرجة الناجمة عن الإصابة بـ(كوفيد 19).وأكد القحطاني أن قدرة مختبرات البحرين للكشف عن المرض قد وصلت إلى نحو 92 ألف فحص للفرد -وفق أعداد سكان المملكة-، إذ يحتل هذا المعدل من الفحوصات المراكز الثلاثة الأولى على مستوى العالم، مشددًا على الاستمرار بالسياسة التي اتبعتها البحرين التي تقوم على ثلاث معطيات «الفحص، تتبع المخالطين، تقديم العلاج»، والتي تُعد من أهم أسباب نجاح خطة البحرين في احتواء المرض.ولفت القحطاني إلى أن أعداد المصابين لا تشكّل المقياس في قياس انتشار المرض، بل معدل انتشار المرض، لا سيّما أن السلطات الصحية هي من تقوم بالبحث ورصد الحالات، ولا تعتمد على أن يأتي المصابين إليها.من جانبها، أكدت السلمان أن جميع الحالات القائمة التي وصلت إلى 1950 حالة -حتى وقت عقد المؤتمر الصحافي- هي حالات مستقرة وأغلبها من دون أعراض للمرض، معتبرة أن ذلك يدلل على نجاح الخطة الاستباقية للفحص بشكل عشوائي, وأشارت السلمان إلى أن معدلات التعافي في البحرين هي من المعدلات المرتفعة عالميًا، وذلك بفضل البرتوكولات العلاجية التي اتبعت، والتي تتم وفق متابعة عالمية.وأشادت بالالتزام بالتباعد الاجتماعي، وتقليل التجمعات العائلية لا سيّما في شهر رمضان، كذلك الالتزام بما يصدر من توجيهات أساسية, من جانب آخر، أكد وكيل وزارة الصحة، في رده على سؤال لـ«الأيام»، أن الكثير من الإجرءات الاحترازية قد اتخذت حيال تقليل فرص انتقال العدوى بين العمالة الوافدة، أبرزها إعادة التسكين التي تقوم بها وزارة الداخلية، وتقليل الاكتظاظ بينهم في أماكن العمل، معتبرًا أن زيادة الإصابات بينهم هي نتيجة طبيعية لزيادة الترصّد والفحوصات العشوائية التي يخضعون لها، متوقعًا حدوث زيادة بأعداد المصابين بينهم نتيجة لاستمرار الفحوصات العشوائية, وقال المانع: «بالطبع العمالة الوافدة مؤثرة جدًا في داخل المجتمع، ولكننا فعليًا قمنا بالعديد من الإجراءات حيال العمالة الوافدة، وأبرزها إعادة تسكينهم لتقليل الاكتظاظ بينهم، وهو ما تشرف عليه وزارة الداخلية، وإجراء الفحوصات العشوائية بينهم، وإجراءات العزل والحجر».وتابع «اليوم هناك منشآت يعمل بها عمال وافدون وهي تخضع لحجر جزئي؛ وذلك لعدم إمكانية تطبيق العمل عن بُعد لطبيعة أعمالها، وهي معزولة بالكامل، مع اتخاذ التدابير الصحية المطلوبة داخلها، وهي تقليل الاكتظاظ بينهم، ووتقليل كثافة العاملين في هذه المنشآت، والالتزام بنقلهم بمواصلات خاصة بهم لايستخدمها آخرون؛ بهدف تقليل فرص اختلاطهم بأفراد آخرين، وتقليل الاكتظاظ بمساكنهم، وهذه جميعًا إجراءات مشدّدة».وأضاف: «ما نود التأكيد عليه أمام الجمهور هو أننا قمنا بالعديد من الإجراءات حيال العمالة الوافدة، وهذه الإجراءات تخضع للتقييم، وما زلنا مستمرّين بالإجرءات المشدّدة حيال العمالة الوافدة للتصدي لهذا الفيروس».وفي رد على سؤال حول إمكانية تطبيق سياسة «مناعة القطيع» في ظل عدم التوصّل حتى الآن إلى لقاح للمرض، قال القحطاني: «طبيعة الفيروس المتحور هي أبرز التحديات التي يواجهها العالم في سبيل الوصول إلى لقاح، كما أن لكل إنسان طبيعة جسم تختلف عن الآخر بتكوين المضادات الوقائية الذاتية نتيجة التعرّض للإصابة بفيروس، تجعل من الصعب تعريض الناس لسياسة مناعة القطيع، إذ إن تجارب دول أخرى أثبتت أن تعريض أشخاص للإصابة دون عزلهم أو تقييدهم بإجرءات التباعد الاجتماعي قد نتج عنها إصابة أعداد كبيرة من الناس وتوافدهم إلى المستشفيات بحالات حرجة، ما أدى إلى الضغط الكبير على الأنظمة الصحية في هذه الدول نتيجة لامتلاء المستشفيات بالمصابين», وتابع «تعريض الناس للإصابة بفيروس لا نعرف عنه الكثير وفق سياسة مناعة القطيع غير مقبول، سواء أخلاقيًا أو طبيًا، لأن نتائجه تشكّل خطورة على حياة الناس، وعلى الأنظمة الصحية. نعم، حتى الآن لم يصل العالم إلى لقاح، وهناك العديد من الدول أجرت تجارب سريرية على البشر، منها الولايات المتحدة، ولكن لم يتم تأكيد فعاليتها، لذلك نتفق مع ما يقوله الخبراء من أن اللقاح لن يكون قبل منتصف 2021، أما مدى فعاليتها فالعلم عند الله».وحول استخدام دواء «ريمسديفير» الذي بدأت الولايات المتحدة باستخدامه، قالت السلمان: «هذا الدواء ليس جديدًا، بل تم استخدامه لعلاج (الايبولا) في وقت سابق ولم يكن ذا فعالية، ولكنه أتى بنتائج مبشرة حيال تقليل فترة علاج مرضى (كوفيد 19) بعد أن استخدم لعلاج ألف مريض في حالات الالتهابات الشديدة، كما قلل من فرص الوفيات بنسبة بسيطة، بالطبع هذا الدواء حصل على الموافقة في الحالات الطارئة فقط من قبل السلطات الصحية الأمريكية، وسوف يتوافر في المستقبل ضمن الأدوية الموجودة لعلاج (كوفيد 19)، وهو من الأدوية المشاركة بها البحرين ضمن الدراسة التي تجريها منظمة الصحة العالمية، وهو من الأدوية التي سوف تجرب في البحرين».وأضافت: «بالنسبة لاستخدام الخلايات الجدعية، فهي من العلاجات التي أعلنت عن نجاح استخدامها دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي تعتمد على الخلايا من جسم المصاب، وإعطائها على شكل استنشاق، وإذا ما تم اعتمادها ستُدرج ضمن العلاجات المستخدمة لعلاج (كوفيد 19) في البحرين».كما أكدت السلمان أن العلاج بالبلازما ما زال قيد الدراسة في البحرين.على صعيد آخر، أكدت وكيلة وزارة الصناعة والتجارة والسياحة أن معدلات تدفق البضائع عبر جسر الملك فهد من السعودية هي وفق المعدلات الطبيعية، رغم الاحترزاءات المتخذة حيال (كوفيد 19).وفي سؤال حول إمكانية استقبال المساجد للمصلين، كذلك فتح صالونات الحلاقة، قال المانع: «المعايير المتبعة هي التي تحدّد لنا إمكانية العودة إلى الحياة الطبيعية، وتسطيح المنحنى هو ما نهدف إليه».

مشاركة :