قابلت قبل يومين العم / أحمد بن سليمان بن جبار الودعاني وبعد ما تحدثنا عن مرض كورونا حكى لي قصه حصلت له في صغره وحبيت أن أرويها عنه لما فيها من عبره وحكمة مستفيدها ممن نسميهم بـ(الأولين) قال إنه حدث قبل ما يقارب ٨٠ سنة في جبل سلا ان انتشر فيه عدوى الجدري وكان عمره وقتها ما يقارب عشر سنوات وكان يسكن مع أبييه وأمه وأخواته أعلى وادي حزام غربي الذنايب كما نعرفها، المهم شَعَر والده رحمه الله بأعراض الجدري وتأكد له أنه أصيب بالمرض وحرصا منه على أسرته قرر أن يعتزلهم وقام بحجر نفسه داخل كهف يبعد عن البيت ما يقارب ٥٠٠م تقريبا يعني من أقدم عمليات الحجر المنزلي في العصر الحديث عزل نفسه وحيدا داخل الكهف ليس معه إلا مفرش بسيط (خفوه) وغطاء. يقول العم أحمد مع صغر سني احسست بالمسئوليه تجاه أبي كانت أمي تعطيني صباح كل يوم زاد بسيط وقليل من اللبن وأذهب به لأبي وأترك الزاد في باب الكهف وياخذه ويربط لي الأواني بحبل صغير وآخذ تلك الأواني لأمي وهي بدورها تقوم بتعليقها في جذع شجره قديمة خارج المنزل لكي تبقى تحت أشعة الشمس حتى صبيحة اليوم الثاني، يقول استمرينا على هذا الحال وأنا أشاهد ابي يتعذب ولا أستطيع أن أصل إليه حتى انسلخ عنه جلده وأصبح لونه أحمر بالكامل لدرجة أنه طاح من ظهره لحمة بحجم الكف استمر اثرها واضحا بعد شفائه.. يقول استمر هذا الحال قرابة الشهرين وأنا آتيه بزاده صباح كل يوم حتى كتب له ربي الشفاء والعافية وأقبل علينا في البيت سليما معافى في أقدم وأطول حجر منزلي قامت به أسره فقيره في جبل سلا بمحافظة العارضة قبل ما يقارب الـ ٨ عقود من الزمن، وقتها حيث لا يوجد وسائل تواصل ولا تلفزيون ولكن بعد ستر الله وحفظه حسن التدبير اللذي تم اتخاذه. وقفت مندهشا وأنا أشاهد العم أحمد وهو يسرد تلك الحادثه القديمة والغريبة واعجبت بحكمته وحسن تصرفه وقلت له يا عم أحمد لو يدري عنك العالم لأصبحت عضوا في منظمة الصحه العالميه ما شاء الله تبارك الله حفظه الله وجميع المسلمين من كل سوء ومكروه ونسأل الله تبارك اللطيف الرحيم أن يعجل برفع هذا البلاء عن المسلمين في كل مكان.
مشاركة :