يعتبر الفيروس العدو المشترك للبشرية، ومكافحته والقضاء عليه التحدى المشترك لجميع البلدان، حيث تبذل هذه الاخيرة قصارى جهدها لمساعدة الآخرين، وهذه الطبيعة البشرية والاخلاقية. لكن، إذا نظرنا الى بعض السياسيين الامريكيين وأتباعهم، فإن ما جاء في " الكتاب المقدس"--- " أحب جارك كنفسك" معلق على شفتيهم، وما فعلوه باردا ولا يرحم. وإن تشهيرهم بالتبرعات الصينية بأنها " سيتسة سخية"، ودعم الخبراء بأنه " التوسيع الجغرافي" والدعم المادي " بأنه دبلوماسية القناع"، ما هو الا تضييق وقسوة القلب والتلاعب المذهل. الحياة لا تقدر بثمن، وإنقاذ الناس في الأولوية، كما أن الصين تتمسك بمبدأ مساعدة كل من ساعدها. لقد تلقت الصين مساعدات كبيرة من المجتمع الدولي، وسرعان ما قدمت لها العديد من البلدان الامدادات الطبية والمساعدات الأخرى في اللحظة الحاسمة في حربها ضد الوباء. والصين ممتنة للمساعدات التي مدتها بها جميع البلدان ولن تنساها أبداً. وبعد أن ظهرت بوادر نجاح الصين في السيطرة على الوباء، قامت بمساعدة الدول الاخرى لمكافحة الوباء وبدأت العمليات الانسانية الطارئة والمساعدات الاكثر تركيزا الاوسع نطاقا منذ تأسيس الصين الجديدة. حيث وصلت مجموعات من الإمدادات الطبية من الصين هذا الربيع إلى المطارات الرئيسية حول العالم، وتم التبرع بالأموال للمنظمات الدولية مثل منظمة الصحة العالمية، وسافر فريق من الخبراء الطبيين الصينيين حول العالم، وعقدت محاضرات واجتماعات عبر المحيطات في خمس قارات. وإن الصين، التي تقترح تعزيز بناء مجتمع المصير البشري المشترك، تطبق هذا المفهوم من خلال إجراءاتها العملية. أعلن السياسيون الأمريكيون علنًا أنهم لا يعتمدون على الثروة والقوة فقط، ولكن أيضًا على "الأسلحة السحرية الثلاثة": الحكم المحلي المثمر، وتوفير المنافع العامة للعالم، وقدرة وإرادة لقيادة الدول للاستجابة للأزمات. ولا يسع للناس هنا إلا أن يسألوا، ما الذي فعلته الولايات المتحدة بالضبط لبلدها والعالم في ظل الوضع الوبائي؟ الولايات المتحدة تجاهلت في بداية الوباء تحذيرات منظمة الصحة العالمية وتدابيرها الضعيفة وتباطأت في المكافحة والوقاية، مما أدى الى الكارثة الوبائية التي تشهدها حاليا، وفي مواجهة المساءلة، تتهرب من المسؤولية وتحميلها على الصين ومنظمة الصحة العالمية والمهاجرين. خارجيا، شددوا العقوبات ضد إيران وسوريا وفنزويلا ودول أخرى، وحذروا الدول من قبول الفرق الطبية الكوبية، متجاهلين الحاجة الملحة لمكافحة الوباء. تعتبر منظمة الصحة العالمية منظمة دولية مهمتها مساعدة البلدان على مكافحة الأوبئة، لكن الولايات المتحدة لا تتردد في التهديد بـ "وقف التمويل" و"الانسحاب من المنظمة"، بل وطالبت بشكل تعسفي باستبدال قادة منظمة الصحة العالمية الذين انتخبتهم دول مختلفة. أين هو "أحب جارك كنفسك"؟ الفيروس منتشر عبر العالم ولا توجد منطقة آمنة، ويمكن للمساعدات والتعاون االمتبادلة التغلب على الصعوبات، وهذا مبدأ أساسي وتوافق دولي في الآراء. وإذا ما نظرنا الى الولايات المتحدة، فإنها قد رفضت المشاركة في خطة تعاون عالمية لتطوير اللقاحات والادوية أطلقتها الأمم المتحدة. وانتقدت واشنطن بوست " السياسة الخارجية الامريكية قائلة: "شهدت الحياة في الشهرين الماضيين تغيرات بشكل كبير، ولكن الشيء الوحيد الذي لم يتغير هو السياسة الخارجية لإدارة ترامب الفاشلة". وهناك نقص في المواد المضادة للوباء على مستوى العالم، وتجاهل الولايات المتحدة صداقة الحلفاء، وتم حجز المواد المضادة للوباء التي تطلبها بلدان أخرى. وتعتبر اللقاحات الأمل في مكافحة الوباء، لكن الولايات المتحدة تسعى إلى شراء الملكية الفكرية للقاح فيروس كورونا الجديد التابع لشركة البحث والتطوير في مجال اللقاحات ألمانية، والتي أطلق عليها الاعلام الغربي " القرصنة الحديثة". ورد وزير الصحة الألماني، ينس سبان، بشكل مباشر على أن ألمانيا "ستطور لقاحات للعالم فقط، وليس لبلدان معينة." تكون القوة الأخلاقية والدفء البشري ثمينًا بشكل خاص في أوقات الأزمات. وفي ظل الوباء، أجرى بعض السياسيين في الولايات المتحدة تشابهًا بين حادث مروري ووباء الإلتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد، وصوّروا المشهد المأساوي لعشرات الآلاف من الوفيات بدم بارد ومأساوي. ودعا بعض المسولين علنا إلى السماح للفيروس بالانتشار، بحيث يمكن القضاء على كبار السن والضعفاء والمرضى والمشردين، من أجل "حل عبء الرئيسي على المجتمع الامريكي"، مما تسبب في الغضب العام. وأن بلوغهم هذا الحد من البرود وعدم الرحمة يتجاوز بشكل كبير القدرة المعرفية للأشخاص الطيبين. ويتفاخر بعض السياسيين الأمريكيين بـ "القيادة القوية للولايات المتحدة في الاستجابة للوباء". حيث يتفاخر وزير الخارجية بومبيو في كل مكان، مدعيا أن الكرم هو القيمة الأساسية للولايات المتحدة، لكن ما يسميه الكرم لم نراه على ارض الواقع، وأنما بقي على الشفاه فقط. وتعهد السفير الأمريكي في إسرائيل بضمان الولايات المتحدة "5 ملايين دولار للمستشفيات والعائلات الفلسطينية لتلبية الاحتياجات الطبية الطارئة لمحاربة فيروس كورونا الجديد"، وذكر السفير الفلسطيني في فرنسا لاحقًا أن الوضع الفعلي لهذا التبرع الوصف مختلف تمامًا، فقد كذبت الولايات المتحدة بشأن تقديم المساعدة لفلسطين، وحتى وسائل الإعلام ذكرت أنه "لم يتم دفع أي شيء". ومن المفارقات أن تذكر مجلة المصلحة الوطنية الأمريكية: " المساعدات التي تتلقاها الولايات المتحدة من الصين أكثر مما توفره الحكومة الامريكية لشعبها." للبشرية أرض واحدة، وجميع البلدان في عالم واحد. ولا شيء أكثر أهمية وألحاحا من العمل معا لانقاذ الاوراح في هذا التفشي العالمي للوقاية والسيطرة.
مشاركة :