صحيفة المرصد- متابعات: في واقعة غريبة ومثيرة للاهتمام، عثر فريق من الباحثين من جامعة كارديف البريطانية على مقبرة جماعية فيها مومياوات لعدة ملايين من الكلاب المحنطة، وذلك أثناء عمليات حفر جرت بالقرب من موقع #سقارة الأثري في #مصر . وفي هذا السياق، قال بول نيكولسون، من جامعة كارديف الذي قاد فريق البحث، إن هذا الاكتشاف يثير الدهشة لأنه لم يتوقع العثور على مثل هذا العدد الضخم من الحيوانات المحنطة، متسائلا: "ولماذا الكلاب بالتحديد؟ هل لهذا الأمر علاقة بارتباط المصريين القدماء كثيرا بالإله #أنوبيس ، الذي كانوا يعتقدون أنه حارس البوابة إلى الآخرة، وكثيرا ما كانوا يصورونه برأس كلب وجسم رجل؟". وتساءل فريق البحث الإنكليزي عن السبب الحقيقي لوجود هذه الأعداد الكبيرة من الجثث المحنطة في مكان واحد. وأكد الفريق أنه بصدد إجراء دراسة أكثر اكتمالا، من شأنها كشف غموض موقع "سقارة" والبحث عن سراديب الموتى من الحيوانات الأخرى لمعرفة المزيد عن هذه الحيوانات، ومن أين أتت ومحاولة فهم الثقافة المصرية القديمة وعلاقة الناس بالحيوانات في ذلك الوقت. ومن جهته، أوضح مدير "آثار النوبة"، الدكتور أحمد صالح، لـ"العربية.نت"، سر ظهور الكلاب المحنطة في موقع "سقارة"، وإن كان يشكك في صحة الرقم ويؤكد أنه ليس كبيرا للحد الذي تم تداوله. وقال صالح: "في البداية ظهر أنوبيس، الذي ذكره فريق البحث الإنكليزي، كحارس البوابة للآخرة، والذي كان يعتقد المصريون القدماء أنهم يتقربون له بتقديم قرابين تشبهه وعلى صورته. فكانوا يقدمون له الكلاب المحنطة". وتابع: "ظهر أنوبيس لأول مرة في النصوص القديمة في وقت مبكر من عام 3100 قبل الميلاد. وكان عدد سكان مصر في عهد الرعامسة، أي جميع الملوك الذين يطلق عليهم اسم رمسيس وهم 11 ملكا، يبلغ نحو مليون مواطن وبالتالي من الصعب القول إنهم كانوا يربون الكلاب بهذه الأعداد الضخمة". وأشار صالح إلى انتشار ظاهرة تربية الكلاب في بيوت المصريين القدماء منذ عصور ما قبل التاريخ بخلاف الحيوانات الأخرى مثل القطط. وكان المصريون يقومون بتحنيط "الكلب الذئبي"، أي الكلب الذي يشبه الذئب، لما له من قدسية خاصة عند المصريين القدماء. وفهم البعض، على سبيل الخطأ، أن قدماء المصريين كانوا يعبدون الحيوانات وأنهم حنطوها بهدف تقديم النذور، وهو أمر غير صحيح، بحسب صالح. وأضاف أن الدليل على عدم عبادة المصريين للحيوانات هو اختيارهم بقرة محددة، تعبر عن صفة الحنان للإله وأطلقوا عليها اسم الإله "حتحور"، بينما باقي الأبقار ذبحوها وأكلوا لحمها وشربوا لبنها واستخدموها في الحرث والزرع. واعتبر أن نفس الأمر ينطبق على الكلب الذئبي، والذي ينتمي "أنوبيس" إلى فصيلته، بينما باقي الكلاب استُخدمت للحراسة وكنوع أليف يربى في المنازل. وأوضح صالح أن تاريخ هذه الكلاب المحنطة يرجع إلى القرن الرابع قبل الميلاد وهي عبارة عن سرداب سفلي طويل يبلغ طوله 173 مترا وأقصي عرض 140 مترا ووجِدت بداخلها دفنات أخرى لحيوانات غير الكلاب، مثل الصقور وأبي منجل والذئاب، ولكن 92% من المومياوات الموجودة فيها هي لكلاب.
مشاركة :