الذكاء الاصطناعي الذي أصبح حديث المؤتمرات العلمية منذ فترة طويلة، وذهب العالم يتناقشون أيضًا حول مخاطره وسلبياته التي باتت تهدد خصوصية الإنسان وحياته. الدار العربية للعلوم ناشرون في بيروت أصدرت في أبريل الماضي الطبعة العربية من كتاب "A HUMAN ALGORITHM: How Artificial Intelligence Is Redefining Who We Are" وجاء الكتاب بعنوان «الخوارزمية البشرية: كيف يُعيد الذكاء الاصطناعي تحديد من نحن» من تأليف فلين كولمن وترجمة أوليغ عوكي ومراجعة وتحرير مركز التعريب والبرمجة.يتناول الكتاب الروبوتيات والبرامج والكمبيوترات التي تملك القدرة على "سلوك ذكي"، أو ما يُعرف بالآلات "التفاعلية" التي يتم تطويرها لتقليد السلوك البشري، أو القدرة على تنفيذ المهام البشرية.، من خلال طرح تساؤلات عديدة مثل هل للذكاء الاصطناعي أفكار؟ إذا كان الروبوت كائنا جامدا ذكيًا، ويمكنه أن يفكِّر من تلقاء نفسه، هل هذا يعني أنه يمكن أن تكون لديه قدرات إدراكيّة مثل الفهم والذاكرة والقرار والتفكير المنطقي؟ ثم ماذا بشأن القدرة على الحس، المشاعر، مثل الفرح والغضب، والخبرات الأخرى التي تتشاركها الكائنات الحيّة، والتي نربطها بالذكاء؟ يفترض البعض أن كل الكائنات العضوية هي مجرد خوارزميات: هل يعني هذا التصور أنه يمكن تصميم الحياة في الواقع عبر نسخ الطبيعة بطرق اصطناعية؟تحاول مؤلفة الكتاب "فلين كولمان"الإجابة عن أهم تطورات ثورة الذكاء الاصطناعي، وعن تأثير الآلات الذكية على كل الكائنات الحيّة، وتُبين كيف ستحوِّل هذه الثورة الأفراد والدول والشركات إلى تحديد من نحن، وكيف سيكون عليه حال البشرية التي ستتغير بطرق لا نتوقعها، فتقول:"يجهل العديد منا عمدًا كم تؤثّر خوارزميات الذكاء الاصطناعي على قراراتنا من قبل، أو كيف أننا موجودون جزئيًا الآن في عوالم وهمية. سواء كنت تقرِّر أي حذاء ستشتري، أو أي أصدقاء "ستصادق"، أو لمَن ستصوِّت، هناك خوارزمية ضالعة في العملية. عندما تحدِّد شركة التأمين أقساطك، عندما يُوضَع شخصٌ على لائحة "الممنوعين من السفر"، هناك خوارزمية ضالعة في العملية. توجد هذه الأيام خوارزمية تستطيع أن تتوقّع ميولك الجنسية بدقة مذهلة (أفضل من البشر) عبر النظر إلى صورة لوجهك. وبينما نتقبّل إعلانات غُوغل وتوصيات نتفليكس، التي تبدو غير مؤذية للعديد منا، هل ننتبه إلى مدى نجاح ذكاء الآلة في التأثير على القرارات "الواعية عن بُعد" والمقدَّر عددها بـ ٣٥.٠٠٠، والتي تأخذها أنت وكل راشد كل يوم؟ لا أظن أننا ننتبه. وكذلك قادتنا المنتخَبون لا ينتبهون، نحن غير جاهزين بالكامل للتأثير القصير الأجل لهذه التكنولوجيا الذكية وعواقبها. وتضيف:"ومثلما سأجادل في هذا الكتاب، رغم "حركة المسئولية الخوارزميّة" الحديثة النشء والحسنة النية، نحن غير مستعدّين بشكل مخيف لواقع الذكاء الاصطناعي الفعّال الذي يتوصل إلى استنتاجات ويأخذ قرارات دون تدخّل بشري.
مشاركة :